البطريرك الماروني يتهم قوى إقليمية باستهداف لبنان

البطريرك الماروني يتهم قوى إقليمية باستهداف لبنان

بيروت – أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم السبت، أن كل المعطيات السياسية تؤكد وجود مخطط ضد لبنان، لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري يعقد أكثر فأكثر انتخاب رئيس للجمهورية في اتهام مبطن لإيران وحليفها حزب الله.
ونقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن الراعي قوله ،في رسالة الميلاد وجهها اليوم”إن الذين يمنعون انتخاب رئيس لكل لبنان، يمنعون قيامة لبنان، أما البطريركية المارونية فمصممة على مواصلة نضالها ومساعيها في لبنان ولدى المجتمعين العربي والدولي من أجل تسريع الاستحقاق الرئاسي”.
وأوضح أن “الصراع الإقليمي يعيق هذه المساعي لأن هناك من يريد رئيسا له لا للبنان ويريد رئيسا لمشروعه لا للمشروع اللبناني التاريخي، وهذا أمر لن ندعه يحصل فلبنان ليس ملك فريق دون آخر”.
وأشار إلى أنه حتى الآن لم يقدم أي طرف لبناني فكرة وطنية أو حضارية أفضل من الفكرة اللبنانية، مؤكدا أن إصراره على “الدعوة إلى مؤتمر برعاية الأمم المتحدة والدول الصديقة خاص بلبنان، لكي نحيد لبنان عن أي مواجهة عسكرية ويبقى الوضع مضبوطا في هذه المرحلة الإقليمية المجهولة المصير”.
وختم قائلا “إن الدعوة من جهتنا الى هذا المؤتمر تأتي لاننا يئسنا من السياسيين”.
ويندد الراعي مرارا بالتدخلات الإقليمية خاصة الإيرانية في منع مرور لبنان من الوضع الحالي إلى وضع أكثر استقرار من خلال حيفها حزب الله المستفيد من حالة الفراغ الدستوري.
وكانت التدخلات الإيرانية وتهديدات حزب الله سبب رئيسي في انسحاب دول خليجية من الملف اللبناني بعد ان دعمت خاصة المملكة العربية السعودية الشعب اللبناني اقتصاديا خلال فترات صعبة من تاريخه لكن مع تراجع هذا الدعم بات لبنان قاب قوسين أو أدنى من إفلاس حقيقي رغم وعود صندوق النقد الدولي بتقديم تمويل.
وتفاقم شروط حزب الله أزمة الشغور الرئاسي وتنذر بتمدد الفراغ الدستوري في استنساخ لسيناريوهات سابقة في بلد تمزقه الصراعات السياسية وأزمة مالية طاحنة دفعت لبنان إلى حافة الإفلاس والانفجار الاجتماعي.
وطرحت قيادة حزب الله مواصفات الرئيس المقبل وهي مواصفات على مقاس الحزب وتتمثل أساسا في أن يكون “غير خاضع للولايات المتحدة” و”مطمئن للمقاومة” في حين تطالب القوى السياسية اللبنانية برئيس قادر على لم الشمل ومواجهة أزمة اقتصادية عاصفة.
ويحمل الراعي الساسة اللبنانيين مسؤولية الخروج من الأزمة ويحملهم بالتالي مسؤولية كبيرة في تواصل الأزمة ويتشارك في ذلك مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي طالب باستبدال القيادة للخروج من الأزمة فيما يرى مراقبون ان الأمم المتحدة بدأت تتفاعل مع مقترح البطريرك الماروني حيث كشفت مصادر أممية عن تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان ، داعية إلى انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير.
وقالت المصادر، لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت ،إنّ “الوضع في لبنان كان محور نقاش في اتصال هاتفي جرى قبل فترة قصيرة، بين مسؤول اممي رفيع، وأحد كبار المسؤولين في لبنان، عكس فيه المسؤول تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان”.
وأضافت المصادر أن المسؤول الأممي شدد على أنّ اللبنانيين عليهم مسؤولية أن يتداركوا هذه التداعيات بالركون إلى مصلحة لبنان واللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير.
ولفت المسؤول إلى أنّ “شعب لبنان يعاني، وواجبكم كلبنانيين أن تنتخبوا رئيساً يوقف المعاناة ويوحّد الشعب اللبناني، وانتم كلبنانيين تعلمون أنّ المخاطر محدقة بلبنان على كل الصعد، وهذا يوجب على السياسيين تنحية مصالحهم والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنان”.
وتابع “نحن مدركون أن لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تجنّب تلك المخاطر، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية إستراتيجية تستحث تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة”.
ويشهد لبنان أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخه منذ أكثر من ثلاث سنوات أسفرت عن انخفاض القدرة الشرائية للبنانيين وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وانهيار حاد في العملة الوطنية مقابل الدولار .

العرب