أربيل – كشف وزير داخلية إقليم كردستان العراق ريبر أحمد عن تعديلات وزارية مرتقبة في حكومة مسرور بارزاني، قال إنها ستكون بعد عطلة رأس السنة الجديدة.
وجاء ذلك خلال زيارة أجراها لكنيسة مار يوسف في بلدة عين كاوا بأربيل، للمشاركة في قداس أعياد الميلاد المجيدة.
وقال أحمد، في مؤتمر صحافي، إن “إرساء السلام في إقليم كردستان ما زال حيا، وهناك مفاوضات ونقاشات بين الأحزاب الكردية للتوصل إلى تفاهمات من شأنها تعميم الاستقرار”، في إشارة منه إلى الخلافات السياسية المحتدمة داخل الإقليم.
وأضاف أن “برلمان إقليم كردستان سيعقد جلسة خاصة لاستبدال عدد من الوزراء في الكابينة الحكومية، ومن بينهم وزراء من كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني”، دون أن يحدد أسماء هؤلاء الوزراء.
وأشار إلى “عدم وجود أي إشكال بشأن المرشحين للمناصب الذين سيتم استبدالهم، لاسيما أنها ستصب في خدمة مواطني إقليم كردستان”.
ويأتي الكشف عن إجراء التعديل الوزاري في حكومة بارزاني التي تطوي عامها الثالث في ظل تحديات كثيرة، كان أبرزها القصف الإيراني والتركي المتواصل، وأزمات ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتأخر دفع مرتبات الموظفين نتيجة أزمة الموازنة مع بغداد، واستمرار الخلاف الذي أرجأ دفع الحكومة العراقية مستحقات الإقليم المالية ضمن الموازنة السنوية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد مسرور بارزاني في كلمة له أن حكومته تمكنت من “تخطي مرحلة عصيبة من دون إيرادات. ولم نقترض أموالا ولم نخلق أعباء ومسؤوليات على كاهل الأجيال القادمة فحسب، بل خفضنا أيضا الديون الحكومية، وسدّدنا في الآونة الأخيرة ما يزيد عن مليار دولار من القروض”.
وأضاف “أسهمت الإصلاحات في المجالين المالي والإداري وتنفيذ قانون الإصلاح، ونتيجة للمسيرة الإصلاحية، في زيادة الإيرادات الداخلية بشكل ملحوظ وبنسبة 100 في المئة”، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية كردية في الإقليم.
يأتي ذلك مع استمرار الصراع المحتدم بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني حول إدارة الحكم في الإقليم، ولاسيما في علاقة بالموارد المالية، وقد ظهرت مؤخرا تحركات دولية لاحتواء هذا الصراع قبل أن يأخذ منعطفا خطيرا يدخل الإقليم الواقع في شمال العراق إلى متاهات جديدة.
ومنذ ما يزيد عن شهر يمتنع نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قوباد طالباني عن حضور جلسات مجلس الوزراء في الإقليم، احتجاجا على ما أسماه “تفرد” الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بزمام السلطة في كردستان العراق.
ويتوقع أن يكون إعلان التعديلات الجديدة بمثابة تسوية تنهي مقاطعة وزراء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لجلسات الحكومة، بعد تدخل وساطات دولية وأخرى من خلال بعثة الأمم المتحدة، لحل الخلاف القائم بين الحزبين الكرديين.
وبعد تلويح أعضاء بارزين في الاتحاد الوطني باللجوء إلى نظام الإدارة الذاتية في السليمانية بعيدا عن أربيل (عاصمة الإقليم)، كما حدث في تسعينات القرن الماضي، دخلت ممثلة بعثة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت على خط الوساطة وأجرت سلسلة اجتماعات مع الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
العرب