عملية تبادل أسرى بين حكومة الدبيبة والجيش الليبي لا تخلو من مغزى سياسي

عملية تبادل أسرى بين حكومة الدبيبة والجيش الليبي لا تخلو من مغزى سياسي

طرابلس – أطلقت السلطات الأمنية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في طرابلس الاثنين سراح الطيار عامر الجقم التابع للجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر ضمن صفقة لتبادل الأسرى.

وأفادت وسائل إعلام محلية أنه تم إطلاق سراح اللواء طيار عامر الجقم ضمن صفقة لتبادل الأسرى تم بموجبها إطلاق سراح 15 أسيراً كانوا محتجزين لدى الجيش الليبي.

وتثير العملية تساؤلات حول ما إذا كانت تحمل مغزى سياسيا، لاسيما وأنها تأتي في توقيت لافت في علاقة باستفحال الأزمة السياسية في البلاد، والعزلة التي يعانيها رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة في الداخل. ولا يستبعد مراقبون أن يكون الدبيبة يسعى لكسب دعم حفتر وهو طرف قوي في الساحة الليبية، في سياق لعبة الصراع على السلطة، والتي بدأت تميل لغير كفته.

وسبق وأن جرت تفاهمات بين حفتر والدبيبة في يوليو الماضي تجسّدت في إقالة مدير مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله، وتعيين فرحات بن قدّارة المقرّب من حفتر خلفا له.

مراقبون لا يستبعدون أن يكون الدبيبة يسعى لكسب دعم حفتر وهو طرف قوي في الساحة الليبية، في سياق لعبة الصراع على السلطة، والتي بدأت تميل لغير كفته

وذكرت مصادر محلية أن عملية التبادل جرت في بلدة الشويرف القريبة من بلدية الجفرة على بعد 650 كلم غرب طرابلس، وهي الخط الفاصل بين قوات غرب ليبيا وقوات الجيش الليبي.

وأوضحت المصادر ذاتها لوسائل إعلام ليبية أن عملية أطلاق سراح الجقم تمت بعد مشاورات جرت بين ابن القائد العام للقوات المسلحة صدام حفتر وبين القيادي محمد سالم بحرون.

ولم يعلن الجيش الليبي رسميا تسلم اللواء الجقم الذي قبض عليه في ديسمبر 2019 عندما سقطت طائرته أثناء قيامها بضربات جوية في محيط طرابلس إبان العملية العسكرية التي كانت تهدف إلى السيطرة على العاصمة وانتهت بالفشل في يونيو 2020. لكن زياد ابن الطيار الجقم أكد في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن “والدي اللواء عامر يوسف الجقم حر طليق”.

وأسر الطيار بعد تحطم طائرته روسية الصنع ميغ – 23 في مدينة الزاوية على بعد 40 كلم غرب طرابلس، ونشر مقطع فيديو يظهره وهو متحجز في مقر أمني تابع لحكومة الوفاق الوطني السابقة التي كان يقودها آنذاك فايز السراج.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 عانت ليبيا من الانقسامات والصراع السياسي، وتتنافس فيها حكومتان على السلطة، واحدة مقرها طرابلس برئاسة الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في مارس الماضي ويدعمها حفتر.

العرب