في وقت تواصل فيه القصف المدفعي في مدينة باخموت التي أصبحت مركز القتال في الشرق الأوكراني وفي أنحاء أخرى من أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات عسكرية أميركية تزيد على 3.75 مليار دولار لأوكرانيا ودول مجاورة متضررة من الهجوم الروسي. ولفت بلينكن في بيان إلى أن واشنطن ستزود أوكرانيا مركبات برادلي ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع وناقلات جنود مدرعة وصواريخ أرض – جو وذخيرة ومواد أخرى لدعم أوكرانيا.
وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الحزمة استخدمت أكبر حصة تبلغ 2.8 مليار دولار من سلطة السحب الرئاسي منذ الهجوم الروسي في فبراير (شباط) الماضي.
وتسمح هذه السلطة للولايات المتحدة بنقل مواد دفاعية مثل عربات “همفي” وشاحنات وذخائر من المخزونات بسرعة من دون موافقة الكونغرس استجابة لحالة طارئة.
وأضافت جان بيير أن المساعدات تشمل مركبات مقاومة للألغام وأنظمة إطلاق صواريخ موجهة وصواريخ أرض – جو وألغاماً أرضية مضادة للمركبات وذخيرة.
الضربات الصاروخية الروسية
وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة تعزيز الدفاعات الجوية لصد الضربات الصاروخية الروسية التي أضرت بالبنية التحتية للطاقة في البلاد خلال فصل الشتاء.
وتعهدت الولايات المتحدة وألمانيا إرسال أنظمة صواريخ “باتريوت” لصد هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية. وسيتم تدريب القوات الأوكرانية على هذا التكتيك ابتداءً من الأسابيع المقبلة.
وقالت جان بيير إنه إضافة إلى الأسلحة، تضمنت المساعدة 225 مليون دولار في شكل تمويل عسكري أجنبي لمساعدة أوكرانيا في بناء جيشها وتحديثه.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الحزمة تضمنت أيضاً مبلغاً إضافياً قدره 682 مليون دولار “للشركاء الإقليميين والحلفاء على الجانب الشرقي من حلف شمال الأطلسي” لتشجيع أولئك الذين أرسلوا أسلحة إلى أوكرانيا على تقديم المزيد. ويمكن استخدام الأموال الأميركية لمساعدتهم في شراء معدات بديلة.
قاتلة مدرعات
من ناحيته، أفاد الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في تصريحات صحافية بأن مركبات برادلي “مهمة للغاية في ما يتعلق بالقدرة على ما نطلق عليها حرب مناورات بالأسلحة المشتركة”.
وقال الناطق باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن هذه المركبات “ليست مدرعة، بل قاتلة مدرعات”، مضيفاً، “نحن على ثقة بأنها ستساعدهم في ساحة المعركة”.
زيلينسكي: هذا ما تحتاج إليه أوكرانيا
وقال زيلينسكي في خطاب مصور إن التزام الولايات المتحدة تزويد كييف بمركبات برادلي المقاتلة لأول مرة هو بالضبط ما تحتاج إليه أوكرانيا.
وتابع زيلينسكي أن الإعلان الرسمي الذي من المقرر صدوره لاحقاً يظهر أن زيارته واشنطن الشهر الماضي أسفرت عن نتائج ملموسة.
قرار “مثير للسخرية”
واعتبرت الولايات المتحدة أن الضربات في شرق أوكرانيا تظهر أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي قرار “مثير للسخرية”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن وقف النار الذي أعلنه بوتين لا يمكن اعتباره سوى “قرار مثير للسخرية”، مضيفاً للصحافة، “أعتقد أن صحة هذا التقييم قد تأكدت في ضوء ما شهدناه طوال اليوم. شكوكنا يبررها ما شهدناه من روسيا طوال هذا الصراع”.
وتابع، “ما يقلقنا هو أن تستخدم موسكو أي وقف للمعارك من أجل أن تعيد تنظيم قواتها وتجميعها، وأن تعيد في نهاية المطاف شن هجوم يكون أكثر انتقاماً ووحشية وفتكاً”.
واستمر القصف المدفعي في مدينة باخموت التي أصبحت مركز القتال في الشرق الأوكراني، وفي أنحاء أخرى من أوكرانيا، على رغم بدء سريان وقف إطلاق نار أحادي أعلنته روسيا واعتبرته كييف وقوى غربية مجرد مناورة، لكن بعيد دخول وقف إطلاق النار هذا حيز التنفيذ، تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن سماع إطلاق نار من الجانبين الروسي والأوكراني. غير أن قوة الضربات كانت أخف مقارنة بالأيام السابقة.
وكان عشرات المدنيين محتشدين في مبنى يستخدم لتوزيع مساعدات إنسانية، وحيث نظم متطوعون احتفالاً بعيد الميلاد ووزعوا فاكهة وبسكوتاً قبل دخول الهدنة الروسية حيز التنفيذ الساعة 09:00 ت غ.
وأكد الشرطي بافلو دياتشينكو في باخموت أن الهدنة “استفزاز” روسي لن يساعد المدنيين في المدينة. وقال، “قصفوا ليلاً ونهاراً، وكل يوم تقريباً هناك قتلى”.
من جهته، أكد الجيش الروسي احترامه الهدنة، لكنه اتهم القوات الأوكرانية بـ”مواصلة قصف المدن والمواقع الروسية”.
وتحدث نائب رئيس إدارة الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو عن ضربتين روسيتين على كراماتورسك (شرق) استهدفتا مبنى سكنياً، ولم تسفرا عن ضحايا. وفي وقت سابق، تحدث عن قصف روسي على خيرسون (جنوب).
اندبندت عربي