بغداد – أكد التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الأربعاء أن استدعاء إيران للسفير العراقي لدى طهران احتجاجا على عبارة “الخليج العربي” في بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الخامسة والعشرين، رسالة خاصة للموالين لها في الإطار التنسيقي لمهاجمة الدورة المقامة حاليا في البصرة.
ومصطلح الخليج العربي ترفضه إيران التي تقدم على الدوام احتجاجات رسمية بالمحافل الدولية، مطالبة استخدام مصطلح “الخليج الفارسي”.
وتخشى إيران على نفوذها وعملها السياسي والتجاري في العراق، بسبب التقارب مع المحيط العربي، وتجد في تسمية الخليج العربي حجة لشن هذه الحملة لإبعاده.
ونقلت وكالة شفق نيوز عن القيادي في التيار عصام حسين قوله “لا يوجد أي مبرر لقيام إيران باستدعاء السفير العراقي لدى طهران”، معتبرا أن “هذا الأمر يعتبر ضوءا أخضر لأنصار وموالي إيران في العراق لشن حملات ضد تسمية الخليج العربي، في بطولة ‘خليجي 25’ المقامة في محافظة البصرة”.
وأوضح حسين أن “إيران منزعجة جدا من قضية الاندماج ما بين الشعب العراقي وشعوب دول الخليج العربي، فهي لا تريد هذا التقارب خشية من زيادة الرحلات السياحية مستقبلا وتطور الأمور إلى القضايا الاقتصادية والاستثمارية، ولهذا هي تشن هجمات وتصعّد بشكل يومي ضد هذا الأمر من خلال الاعتراض على تسمية الخليج العربي”.
وأضاف أن “إيران لديها مشاكل مع دول الخليج العربي، ولهذا هي لا تريد أي تقارب ما بين العراق وهذه الدول ولا تريد اندماج العراقيين مع الشعوب العربية، فهي تريد أن يبقى العراق يتبعها في سياستها الخارجية”.
وأكد القيادي في التيار الصدري أن “إيران على مدى 40 عاما تقول هي جمهورية إسلامية، لكن الاعتراض اليوم على تسمية الخليج العربي بدل الخليج الفارسي، يدل على أنها جمهورية قومية، وليست إسلامية”.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء استدعاء السفير العراقي لدى طهران نصير عبدالمحسن، على خلفية استعمال السلطات العراقية عبارة “الخليج العربي”، خلال استضافة مدينة البصرة، جنوبي العراق، بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الخامسة والعشرين.
ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية عن الوزير الإيراني قوله “تم استدعاء السفير العراقي إلى الخارجية بعد استخدام السلطات العراقية مصطلحا وهميا بدلا من الخليج الفارسي، وعكسنا حساسية الشعب الإيراني العظيم تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج الفارسي إلى الجانب العراقي”.
وأضاف “صحّح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني هذه المسألة (هذا الخطأ)، في مقال نُشر أخيرا على الفضاء الافتراضي”.
ولفت إلى أنه “على الرغم من أنّ لدينا علاقات إستراتيجية وأخوية وعميقة مع العراق، فإننا أعربنا بوضوح عن احتجاجنا على هذا الموضوع، واستدعينا السفير العراقي لدى طهران إلى الخارجية، للتأكيد على حساسية الشعب الإيراني العظيم تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج الفارسي، والإعلان عنها إلى الجانب العراقي”، بحسب ما أوردته الوكالة الإيرانية.
والأحد الماضي، نقلت وسائل إعلام عن نواب في مجلس الشعب الإيراني تنديدهم بتصريحات السوداني وزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، لاستخدامهما مصطلح “الخليج العربي”، على هامش ترحيبهما باحتضان البصرة فعاليات “خليجي 25”.
ودعا النائب الإيراني ولي الله بياتي زعيم التيار الصدري ورئيس الوزراء العراقي إلى الاعتذار.
وإثر ذلك، أطلق ناشطون عراقيون من جنوب ووسط العراق حملة على منصتي تويتر وفيسبوك بعنوان “الخليج عربي” و”الخليج العربي”، يهاجمون فيها الموقف الإيراني، ويعتبرونه اختلاقا للمشاكل، متسائلين عن عدم إثارة إيران القضية في نسخ البطولة السابقة مثلما تفعل الآن، كما وجهوا دعمهم لزعيم التيار الصدري، طالبين منه عدم الاعتذار أو سحب بيانه، كما دعت إلى ذلك أوساط برلمانية إيرانية.
وتعليقا على استدعاء السفير العراقي لدى إيران، قال الباحث بالشأن السياسي العراقي مهند الجنابي عبر تويتر، إنّ “طهران تختلق أزمة سياسية مع بغداد، فماذا لو استعاد العراق وضعه الطبيعي مع أشقائه العرب؟ هذا التصرف اعتراف من إيران بتصدّع مشروعها في العراق”.
والشقاق بين الصدر وإيران بدا واضحا من خلال مساعيه لتشكيل حكومة “لا شرقية ولا غربية”، قاصدا بها “لا إيران ولا أميركا”، بعد الفوز الذي حققته الكتلة الصدرية في الانتخابات التشريعية المبكرة في خريف 2021، قبل أن يقرر سحب نوابه واعتزال العمل السياسي نهائيا عقب إعلان كاظم الحائري، وهو مرجع التقليد لأنصار التيار الصدري، اعتزاله العمل الديني.
ورغم أن انتقاد موقف الصدر يجد ما يبرره، لكن انتقاد السوداني الذي دعمه الإطار التنسيقي للوصول إلى رئاسة الحكومة مستغرب، خاصة وأن الإطار يعتبر الحليف الرئيسي لإيران.
وفي خضم الجدل القائم خير قادة الإطار التنسيقي التزام الصمت وعدم الدفاع عن السوداني في مواجهة الانتقادات الإيرانية، وذلك حتى تفوت العاصفة.
وأعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم السبت الماضي أنه يعتزم تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بشأن بطولة “خليجي 25” المقامة حاليا في مدينة البصرة العراقية.
وحسب وكالة “إيسنا”، أكد الاتحاد الإيراني في بيان نيته رفع شكوى لدى “فيفا”، بسبب استخدام اسم “كأس الخليج العربي” في البطولة الحالية.
العرب