حظر الحجاب والعنف والإفراج عن المدانين بالاغتصاب كانت الأحداث الكبرى التي أثرت على المسلمين في الهند في العام 2022.
* *
نيودلهي- ما يزال المسلمون في الهند يعيشون أوضاعًا سلبية وسيئة للغاية منذ العام 2014، عندما وصل حزب “بهاراتيا جاناتا” إلى السلطة في المركز تحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وقد ظل هذا المجتمع يواجه خطابات الكراهية، وعنف الغوغاء، والمقاطعة الاقتصادية، والتمييز، والحملات الخبيثة، والمحاكمات الإعلامية المتحيزة والقوانين التمييزية طيلة الأعوام الثمانية الماضية.
وشهد العام 2022 كل هذه الأنواع من الممارسات في نقاط زمنية مختلفة.
كان العام 2021 قد تُوج بأحداث كبرى معادية للمسلمين، والتي تواصلت في العام 2022.
في كانون الأول (ديسمبر) 2021، أقيم “دارام سانساد” (تجمع للعرافين الهندوس) في هاريدوار في أوتارانتشال، حيث حرض الكهنة الهندوس المثيرون للجدل، بمن فيهم ياتي نارسينغاناند ساراسواتي، على العنف علانية ووجهوا دعوات للإبادة الجماعية للمسلمين.
وبعد تصاعد الغضب العام وتدخل المحكمة العليا، اضطرت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا في الولاية إلى تسجيل قضية ضده واعتقلته مع متهم آخر، جيتندرا تياجي. وكلاهما الآن خارج السجن بكفالة.
وبدأ العام 2022 بحملة كراهية نُشرت من خلال تطبيق “بولي باي” Bulli Bai. في 1 كانون الثاني (يناير)، تم طرح مئات النساء المسلمات في مزاد على الإنترنت عندما تم تحميل صورهن على وسائل التواصل الاجتماعي عبر تطبيق “بولي باي”.
وكان قد تم في وقت سابق القيام بعمل شرير مماثل باستخدام تطبيقات “سولي ديل” Sulli Deal. وبعد محاولة “بولي باي”، ألقت الشرطة القبض على أربعة متهمين متأثرين بأيديولوجية القومية الدينية الهندوسية المتطرفة، “هندوتفا”. وهناك اثنان من هؤلاء المتهمين الأربعة خارج السجن الآن بكفالة.
وفي كانون الثاني (يناير) نفسه، ظهرت قضية رئيسية تتعلق بحظر الحجاب في مدارس وجامعات كارناتاكا.
ومُنعت فتيات مسلمات يرتدين الحجاب من دخول الفصول الدراسية في بعض الكليات في منطقة أودوبي بولاية كارناتاكا بعد حملات شنتها جماعات من الـ”هندوتفا”.
كما انضمت المدارس والجامعات في أجزاء أخرى من الولاية إلى حظر الحجاب. وتمت مطاردة فتيات مسلمات بسبب ارتدائهن الحجاب.
وفي أحد هذه الحوادث، تعرضت الطالبة، مسكان خان، للتحرش والمضايقة من قبل حشد من الهندوتفا داخل كليتها.
وقد جذبت هذه القضية الاهتمام الدولي وذهبت إلى المحكمة. وأيدت محكمة كارناتاكا العليا حظر الحجاب في المدارس والكليات، وأُجبرت العديد من النساء على خلع الحجاب قبل دخول الحرم الجامعي.
وتم الطعن في الحظر في المحكمة العليا حيث أصدرت هيئة مكونة من قاضيَين حُكما منقسمًا. ومع ذلك، واصلت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية كارناتاكا حظر الحجاب في المدارس والكليات.
وفي آذار (مارس)، تم إصدار فيلم مثير للجدل بعنوان “ملفات كشمير” حول نزوح البانديت الكشميريين. وتسبب الفيلم في صعود خطابات الكراهية وهجمات الغوغاء على المسلمين الأبرياء.
وواجه الفيلم انتقادات شديدة. ووصف رئيس لجنة تحكيم مهرجان الهند السينمائي الدولي الفيلم بأنه “مبتذل” و”دعاية”.
وفي نيسان (أبريل)، شهدت ولايات مختلفة، بما فيها راجستان، وماديا براديش، وغوجارات، وكارناتاكا وغيرها، أعمال عنف واسعة النطاق ضد المسلمين خلال المهرجانات التي أقيمت فيها.
وتم إضرام النيران في المساجد ومنازل المسلمين ومتاجرهم ومركباتهم. وأسفرت الحوادث عن وفاة شخصين وأصيب فيها كثيرون آخرون.
وفي أعقاب أعمال العنف، هدمت حكومة الولاية في ولاية ماديا براديش منازلَ معظمها لمسلمين. وقام الضحايا وبعض الجماعات المتضامنة باللجوء المحاكم للطعن في عمليات الهدم.
الغد