نشرت مجلة “ناشونال إنترست” (مصلحة وطنية) الأمريكية مقالا بعنوان: “هل كان بإمكان بايدن منع روسيا من غزو أوكرانيا؟” للباحث ديفيد فيليب، وهو مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان في جامعة كولومبيا. وقد شغل منصب مستشار أول وخبير في الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية خلال إدارات كلينتون وبوش وأوباما.
وقد بدأ الكاتب مقاله بالتساؤل: قبل إطلاق الرصاصة الأولى، أبرق الزعيم الروسي فلاديمير بوتين خطته لمهاجمة أوكرانيا، فلماذا كانت استجابة الغرب تدريجية وغير فعالة إلى هذا الحد؟
واعتبر الخبير في إجابته أنه لو كانت اتُخذت إجراءات وقائية أكثر استباقية قبل هجوم روسيا لكانت قد غيرت حسابات بوتين، لكن بممارستها قيودا أحادية الجانب وتقديم تنازلات غير قسرية، أغرت إدارة الرئيس جو بايدن روسيا لاختبار حدود عدائها.
ويرى الباحث أن استجابة واشنطن الأولية شكّلها خوفها من استخدام بوتين الأسلحة النووية، وبعد أن أصيبت بالشلل بسبب احتمال حدوث “هرمغدون” (نهاية عالم) نووية، ردت إدارة بايدن بحذر بأنصاف الإجراءات.
وأكد الخبير أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) كان حذرا منذ البداية، وكان من الممكن أن ينشر قوات في دول الخطوط الأمامية مثل رومانيا. وشد على أنه كحجر عثرة ضد العدوان الروسي، كان سيظهر العزم والاستعداد، لأن الانتشار الوقائي ليس غير مسبوق، فقد أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى مقدونيا في التسعينيات لمنع توسع الحرب اليوغوسلافية.
وشدد على أن الناتو كان لديه عديد من الخيارات لردع العدوان الروسي أو تخفيف تأثيره على أوكرانيا. ويرى أنه بالرغم من أنه تبنى عديدا من هذه الإجراءات في نهاية المطاف، لكنها جاءت بعد فوات الأوان لردع قرار روسيا بالغزو.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن إدارة بايدن تستحق الآن تقديرا كبيرا لبناء تحالف متعدد الجنسيات للدفاع عن أوكرانيا، وقد برز التحالف بشكل أكثر وحدة وقوة ردا على تصرفات روسيا.
وختم الباحث مقاله بالقول إن الولايات المتحدة ستعدّ تقريرا لاحقا يسلط الضوء على نجاحات وإخفاقات ردها على الغزو الروسي، وسيعدد التقرير الطرق التي كانت استجابة واشنطن قوية فيها، مع تسليط الضوء على أسماها إجراءات الوقاية الباهتة التي كانت تهدف إلى ردع قرار روسيا بالهجوم.
القدس العربي