جاء الرد الروسي السريع بالتهديد بحرق الدبابات البريطانية المرسلة إلى القوات الأوكرانية ليكشف القلق الذي تبديه موسكو من دخول دبابات غربية متطورة ساحة المعركة، على الرغم من عددها القليل.
وقالت الحكومة البريطانية إنها سترسل 14 دبابة من طراز تشالينجر 2 إلى القوات الأوكرانية، لكن الفارق الحقيقي يمكن أن تحدثه الدبابة الألمانية ليوبارد 2 إذا سمحت برلين لنفسها وحلفائها بإرسالها إلى جبهة القتال ضد الروس.
ويبدو عدد 14 دبابة بريطانية متواضعا في مواجهة الآلاف من الدبابات الروسية، لكن الدرس الذي فرضته منظومات الصواريخ الغربية الدقيقة خلال المعارك يكشف أن السلاح الغربي يتفوق نوعيا بشكل كبير على السلاح الروسي.
◙ بولندا أعلنت استعدادها لتسليم كييف مثل هذه الدبابات المتطورة الألمانية الصنع، ولكن الأمر يتطلب موافقة رسمية من برلين
ولا تمتلك بريطانيا أعدادا كبيرة من دبابات تشالينجر 2، إذ يبلغ مجموع الترسانة البريطانية 227 دبابة.
لكن لندن تحث برلين على الإسراع في الموافقة على إرسال دبابات ليوبارد 2، أو السماح للحلفاء في الناتو بتوفير أعداد منها للقوات الأوكرانية.
وهناك 2300 دبابة ليوبارد 2 في ترسانة الناتو، منها 300 دبابة مخزنة يمكن توجيه عدد مهم منها إلى مسرح العمليات ضد الروس.
ويقدر الأوكرانيون حاجتهم إلى الدبابات بـ300 دبابة تقريبا يعتقدون في حال توفرها أن تسمح لهم بقلب ميزان الحرب تماما لصالحهم واستعادة كافة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية شرق أوكرانيا وفي القرم.
وتمتلك أوكرانيا أعدادا كبيرة من الدبابات روسية الصنع من نوع تي 72، لكنها لا تجاري الدبابات الغربية المتطورة في قوة التصويب عند الحركة.
وتغير مسار الحرب بعد أن زوّد الغرب الجيش الأوكراني بصواريخ جافلن المحمولة، ثم وفّر صواريخ هيمارس بعيدة المدى ذات الدقة العالية والتي استخدمت بكثافة في إسكات مصادر النيران الروسية، وفسح المجال أمام القوات الأوكرانية لقلب المعركة لصالحها في أكثر من جبهة.
وحثت بريطانيا ألمانيا الاثنين على السماح بتزويد أوكرانيا بدبابات من طراز ليوبارد، مؤكدة أنها بذلك يمكن أن تفتح باب الدعم من دول أخرى وأن برلين لن تكون وحيدة إذا زودت أوكرانيا بالدبابات.
قرارات الحكومة الألمانية، ليس فقط على ما إذا كان الألمان سيوفرون دبابات ليوبارد الخاصة بهم، وإنما على ما إذا كانوا سيسمحون للآخرين بذلك. أدعو زملائي الألمان إلى فعل ذلك”.
والطلب نفسه صدر عن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي حين قال إنه ينتظر موافقة ألمانيا بسرعة لتزويد أوكرانيا بدبّابات من نوع ليوبارد.
وكانت بولندا أعلنت استعدادها لتسليم كييف مثل هذه الدبابات المتطورة الألمانية الصنع، ولكن الأمر يتطلب موافقة رسمية من برلين.
وقال رئيس الوزراء البولندي للصحافة قبل توجهه إلى برلين، حيث سيعقد محادثات مع مسؤولين ألمان، “لا يمكنني أن أتخيّل الوضع في حال لم تُمنح الموافقة بشكل سريع”.
واستقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبريشت الاثنين إثر تعرض حكومتها لضغوط متزايدة من أجل السماح للحلفاء بإرسال دبابات إلى أوكرانيا، وذلك في بداية أسبوع من المرجح أن يكون محوريا بالنسبة إلى خطط الغرب لزيادة تسليح كييف.
وقاومت ألمانيا مثل هذا التحرك حتى الآن، قائلة إنه لا ينبغي تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية إلا إذا كان هناك اتفاق بين حلفاء كييف الرئيسيين، ومنهم خاصة الولايات المتحدة.
وردا على ذلك قال والاس “أعلم أن هناك مخاوف داخل المؤسسة السياسية الألمانية من أنهم لا يريدون التحرك بمفردهم. حسنا، إنهم ليسوا بمفردهم”.
وقال إن “حجم الدعم سيتضح في اجتماع لحلفاء أوكرانيا سيُعقد الجمعة في رامشتاين بألمانيا”.
◙ الدرس الذي فرضته منظومات الصواريخ الغربية الدقيقة يكشف تفوقا نوعيا للسلاح الغربي على السلاح الروسي
ومن المقرر أن يجتمع حلفاء كييف في رامشتاين بألمانيا الجمعة لمناقشة مسألة إمداد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة. ويتعرض المستشار الألماني أولاف شولتس إلى ضغوط للسماح بتصدير دبابات ليوبارد 2 القتالية إلى أوكرانيا من ألمانيا، التي تنتجها، ودول أخرى تملكها.
ونددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالغزو الروسي لأوكرانيا ووصفوه بأنه استيلاء على الأراضي على النمط الإمبراطوري، بينما تعهدت أوكرانيا بالقتال إلى أن يتم طرد آخر جندي روسي من أراضيها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردا على سؤال عن الدبابات البريطانية “إنهم يستخدمون هذا البلد (أوكرانيا) أداة لتحقيق أهدافهم المعادية لروسيا”.
وأضاف أن الإمدادات الجديدة من دول مثل بريطانيا وبولندا لن تغير الوضع على الأرض، لكنها محاولة لإطالة أمد الصراع، وقال إن هذا في نهاية المطاف سيسبب لأوكرانيا “المزيد من المشكلات”.
وكان فلاديمير بوتين قال في مقابلة أُذيعت الأحد إن العملية العسكرية في أوكرانيا اكتسبت قوة دافعة وإنه يأمل في أن يحقق جنوده انتصارات أكثر بعد أن أعلنت روسيا سيطرتها على بلدة سوليدار شرق أوكرانيا.
ويصف الرئيس الروسي الحرب في أوكرانيا بأنها معركة وجودية مع دول غربية عدوانية ومتغطرسة، وقال “إن روسيا ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لحماية نفسها وشعبها من أي عدو”.
صحيفة العرب