قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الرئيس الأمريكي جو بادين بإعلانه إرسال الدبابات إلى كييف أظهر تفضيله الوحدة مع الأوروبيين. فوحدة الحلفاء قبل كل شيء، بما يتجاوز التقييمات العسكرية، هي الأولوية الاستراتيجية التي دفعت بايدن – خلافا للنصيحة الأولية من البنتاغون – لقبول تسليم دبابات أبرامز إلى أوكرانيا.
وأكد الرئيس الأمريكي، الأربعاء، أن بلاده ستقدم 31 دبابة من هذا النوع إلى كييف، وهو رقم يعادل كتيبة أوكرانية كاملة. لكن حسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، سيستغرق وصول هذه المعدات إلى الخطوط الأمامية أشهراً وليس أسابيع.
واعتبرت “لوموند” أنه على الرغم من التحفظات وجدول التسليم الذي لا يتوافق مع الضرورة الملحة في الوقت الحالي لكييف، فإننا أمام تحول حقيقي. وتعد الخطوة الأمريكية ذات هدف سياسي في الأساس، يتمثل في منح تعهدات إضافية لألمانيا حتى يتمكن المستشار أولاف شولتز من التغلب على العوائق الداخلية بشأن دبابات ليوبارد، التي أعلن عن شحن 14 منها هذا الأربعاء. وقد أظهرت إدارة بايدن مهارة كبيرة في العلاقات الثنائية من خلال عدم ممارسة الضغط العام على برلين، وإسكات أي غضب محتمل. وفي نهاية المطاف الإشادة بـ ”قيادة” المستشار، على حد تعبير بايدن.
تركز واشنطن على الحفاظ على كتلة غربية موحدة، بعد نحو عام من بدء الحرب
تتابع “لوموند” أنه إلى جانب القضية الألمانية، تركز واشنطن على الحفاظ على كتلة غربية موحدة، بعد نحو عام من بدء الحرب. كتلة تقدمت دائما بشكل منسق، على الرغم من الفروق الدقيقة أو اتساع نطاق الخطوات المختلفة، سواء فيما يتعلق بالعقوبات الفردية والقطاعية ضد روسيا أو المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا.
وتفاديا لاستمرار الانسداد بين الحلفاء بشأن موضوع الدبابات، والذي سيشكل مصدر ترحيب روسي بأول صدع داخل الحلف الأطلسي؛ ضاعفت إدارة بايدن المشاورات واللقاءات، قبل الوصول إلى هذه الخطوة المنسقة مع برلين. فقد تحدث الرئيس الأمريكي عدة مرات عبر الهاتف مع المستشار أولاف شولتز خلال يناير الجاري، وكذلك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني. في غضون ذلك، اجتمع المستشارون الدبلوماسيون للمجموعة الرباعية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) في واشنطن. خارج أوكرانيا، الموضوع الرئيسي لمخاوفهم هو إيران، حيث يبدو أن أي أمل في تنشيط الاتفاقية النووية قد تم التخلي عنه.
تتوقع واشنطن وحلفاؤها هجوماً روسياً هذا الربيع ويريدون منح أوكرانيا الوسائل اللازمة لصده قدر الإمكان
تتوقع واشنطن وحلفاؤها هجوماً روسياً هذا الربيع ويريدون منح أوكرانيا الوسائل اللازمة لصده قدر الإمكان. مايزال بإمكان روسيا الاعتماد على 80 في المئة من قوتها الجوية، الأمر الذي أضعف الدفاعات الأوكرانية المضادة للطائرات إلى حد كبير. إلى جانب الأنظمة الغربية المضادة للطائرات، يفترض إحياء النقاش حول طائرات F16 ، وهو أمر تعمل عليه الآن حاشية فولوديمير زيلينسكي واتصالاته العديدة في واشنطن. هذا الموضوع يمكن أن يحشد الولايات المتحدة والأوروبيين بشكل خاص خلال اجتماع جديد لمجموعة اتصال رامشتاين، المكرس للدفاع عن أوكرانيا، والمقرر عقده في منتصف فبراير/ شباط. في عدة مناسبات في عام 2022، فكر الحلفاء في تزويد كييف بمقاتلات MiG-29 من الحقبة السوفييتية عبر بولندا، أو طائرات F16 الأمريكية.
وعلق السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف على فيسبوك قائلاً: “من الواضح أن واشنطن تسعى عمداً إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بنا. لا أحد يفكر علنًا في مفاوضات السلام، لكن كل طرف يريد أن يبني الموقف الأكثر تفضيلًا قبل الدخول في هذه العملية النهائية، في غضون ستة أشهر أو سنة أو ثلاث سنوات”.
وقال جو بايدن: “لا يوجد تهديد هجومي ضد روسيا. إذا عادت القوات الروسية إلى روسيا، حيث تنتمي، فستنتهي هذه الحرب اليوم. لكن روسيا في أي حدود؟”. رسميًا لا يميز البيت الأبيض بين دونباس، الذي تم ضمه رسميا في سبتمبر 2022 وشبه جزيرة القرم، التي تم ضمها في عام 2014. وتكرر واشنطن أن شبه جزيرة القرم هي إقليم أوكراني مثل أي إقليم آخر.