كيف يستخدم أردوغان الطائرات المسلحة بدون طيار لبسط النفوذ التركي في إفريقيا؟”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد على “دبلوماسية الطائرات بدون طيار” لتوسيع نفوذ أنقرة في القارة الأفريقية، حيث تسيطر الولايات المتحدة والصين على معظم السوق.
المجلة الفرنسية المختصة في الشؤون الأفريقية، أشارت إلى أنه في نهاية شهر ديسمبر المُنصرم قام وزير الدفاع المالي ساديو كامارا بزيارة قاعدة موبتي الجوية وتفقد الطائرات العسكرية التركية بدون طيار “بيرقدار TB-2”، التي تم الحصول عليها كجزء من شراكة بين باماكو وأنقرة. فبعد النيجر وتوغو وبوركينا فاسو، أصبحت مالي، إذن، رابع دولة في غرب إفريقيا، تزود نفسها بالسلاح القاتل TB-2، في أقل من عام.
كما أوضحت “جون أفريك” أنه منذ اختبار هذه الطائرات التركية بدون طيار في ليبيا عام 2019، جعل رجب طيب أردوغان “دبلوماسية الطائرات بدون طيار” محوراً استراتيجياً لتوطيد نفوذ بلاده في القارة الأفريقية، وبالتالي، تغذية أحلامها “العثمانية الجديدة”، مع المخاطرة بإغضاب بكين وواشنطن وتل أبيب، منافسيها الرئيسيين في سوق الحرب البعيدة.
في غضون سنوات قليلة، أصبحت إفريقيا مختبرا لهذه الطائرات بدون طيار المخصصة للمراقبة والاستطلاع والهجمات “المستهدفة”، سواء كانت تنفذ مهاما لجيش نظامي أو منظمة غير حكومية أو حتى جماعة إرهابية مثل بوكو حرام.. وهو انتشار يثير تساؤلات جدية، أولاً لأن الطيار يقود الضربات بواسطة شاشة متداخلة، وثانيا لأن معايير تحديد الهدف – نوع الملابس والقياسات ولون البشرة – تترك هوامش كبيرة للخطأ وتسبب العديد من ”الضحايا الجانبيين”. ففي شهر يوليو الماضي، قتل سبعة أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة في شمال توغو، واعتذرت السلطات في هذا البلد عن الخلط بين الأطفال وبين رتل من الجهاديين.
“جون أفريك” أشارت إلى أن واشنطن هي التي جعلت من الطائرات بدون طيار جزءًا رئيسيًا من حربها العالمية على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وقد تم توثيق “الأخطاء الفادحة” التي ارتكبتها الطائرتان الأمريكيتان بدون طيار “بريداتور” و“ريبر” على نطاق واسع، من أفغانستان إلى الصومال عبر اليمن وليبيا. ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع الولايات المتحدة – وكذلك فرنسا، التي تستخدم الآن على نطاق واسع الطائرات بدون طيار في منطقة الساحل – من تصعيد انتشارها لمحاربة الإرهاب.
منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين – توضح “جون أفريك” – بدأت دول القارة الأفريقية في تجهيز نفسها بطائرات استطلاع بدون طيار، معظمها طائرات إسرائيلية، على الرغم من أن بعض الدول، مثل المغرب، بدأت في الاستثمار في بناء أجهزتها الخاصة. لكن حتى الآن، أراد الغربيون الاحتفاظ بالسيطرة الحصرية على الطائرات المسلحة بدون طيار. وتقول باريس وواشنطن إنهما تريدان تجنب الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان. وهي حجة تعتبرها العديد من الدول الأفريقية متعالية وأبوية وحتى استعمارية جديدة.
لكن ذلك يناسب الشركات المصنعة التركية والصينية والإماراتية والإيرانية، التي تكتسب حصة كبيرة بشكل متزايد من سوق الطائرات بدون طيار المسلحة الأفريقية من خلال تقديم معدات أقل تكلفة. بعد بكين، فازت أنقرة بالعديد من الصفقات في القارة بشأن طائرات TB-2 من دون طيار، التي صممتها شركة “بيرقدار”، والتي يعد صهر الرئيس التركي أحد مؤسسيها.
القدس العربي