لا يستبعد مراقبون أن يأخذ التقارب الروسي – الإيراني بعدا جديدا مع استمرار الحرب في أوكرانيا لفترة أطول.
وبعد الحاجة إلى المسيّرات ونظام الصواريخ الإيرانية، فإن روسيا قد تلجأ إلى الاستعانة بخبرات إيران في تجنيد المرتزقة من أفغانستان أو باكستان من قومية الهزارة والاستعانة بلواء “فاطميون” ولواء “زينبيون” ونقلهم من سوريا إلى الحرب في أوكرانيا.
ويعتقد خبراء أن مرتزقة “فاطميون” و”زينبيون” سيكونون مناسبين لحملة روسيا في أوكرانيا في ظل استمرار الحرب والحاجة إلى قوات برية ذات خبرات قتالية وتدريبية عالية تدعم جهود مرتزقة فاغنر.
◙ الاستعانة المحتملة بلواءي “فاطميون” و”زينبيون” ستوفر قوة مضاعفة لمجموعة فاغنر والقوات الروسية في أوكرانيا
وكان “فاطميون” و”زينبيون” قد تلقوا التدريب على يد الحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله المتمركزين في سوريا، ولديهم خبرات في حرب العصابات واقتحام المدن. وسبق أن أثبتوا فاعليتهم في الحرب السورية، مثل مشاركتهم في معركة حلب والسيطرة على تدمر في 2017.
وجندت إيران هذه المجموعات الشيعية القادمة من أفغانستان وباكستان (وأغلبهم من اللاجئين الذين فروا من الحرب) تحت غطاء براق هو حماية أضرحة آل البيت في العاصمة السورية ثم تحولوا لاحقا إلى ميليشيا حرب.
وتشترك هذه المجموعات مع إيران في كراهية الغرب وإظهار الاستعداد لخوض الحرب ضده بحماس كبير، وهو عنصر في صالح روسيا في حال قررت الاعتماد عليهم، كما أشار إلى ذلك تقرير لمؤسسة جيمس تاون.
ويُعتقد أن المساعدة التي يمكن أن تقدمها هذه المجموعات لروسيا ستؤثر بلا شك على مسار الحرب.
وغالبا ما يتم الاعتماد على لواء “فاطميون” في شكل قوة إسناد وتعزيز في المعارك، وهو ما يفاجئ العدو في ساحة المعركة ويجهد دفاعاته.
وينتمي هذان اللواءان إلى شبكة أوسع من الجماعات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ومجموعات مسلحة عراقية كانت توافدت إلى دمشق بشكل متزامن لمواجهة المقاتلين السنة والقوات المحسوبة على المعارضة.
وهذا يمكن أن يملأ الفجوة في النقص الروسي في الأفراد العسكريين المهرة، ويمكن أيضا أن يفتح قناة نقل محتملة للصواريخ الباليستية الإيرانية، بالنظر إلى معرفة الكتائب بأنظمة الصواريخ الإيرانية العاملة.
وشارك حزب الله اللبناني في تدريب مقاتلي “فاطميون” على تشغيل طائرات دون طيار، بما في ذلك طائرة “أبابيل 3” وطائرة أخرى صغيرة دون طيار غير معلنة في موقع في تدمر بسوريا.
وقيل إن إيران قدمت في 2019 لعناصر لواء “فاطميون” تدريبات على الحرب البحرية في اللاذقية، مثلما أشار إلى ذلك مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر على تويتر.
ويمكن لهذه المجموعات أن تكمل جهود بعضها البعض في أوكرانيا كلما رأت طهران ذلك ضروريا بسبب التعاون بين هذه الجهات الفاعلة. ويمكن أن تدعم هذه الأبعاد المتعددة روسيا وتقلب ميزان القوى لصالح الكرملين، خاصة عند شن هجمات جديدة في المناطق المتنازع عليها.
وكانت روسيا تعرف هذه المجموعات المدعومة في الحرب السورية، وعملت معها عن قرب، حتى أن بعض عناصر الميليشيات قالوا إنهم تلقوا تدريباتهم في روسيا قبل نشرهم في سوريا. وتلقت الميليشيات مقابل ولائها لروسيا دعما لوجستيا وتكنولوجيا مكثفا من موسكو.
ومن المحتمل أن تنضم هذه الألوية في أوكرانيا إلى قوات مجموعة فاغنر التي تتمتع بأداء قتالي فعال في بعض الجبهات الأكثر قسوة في البلاد، مثل باخموت، ووجود هذه المجموعات يمكن أن ينقذ فاغنر خاصة بعد خسارة عدد كبير من قواتها، وصعوبة حصولها على الأسلحة الضرورية.
وتظهر لقطات من ساحة المعركة أن الألوية المدربة من إيران يمكنها تشغيل أنظمة مثل دبابات القتال الرئيسية “تي-90”. وهذا عنصر مهم يمكنها من دعم العمليات الروسية المستمرة في أوكرانيا بشكل فعال دون تعديلات كبيرة.
◙ هذان اللواءان ينتميان إلى شبكة أوسع من الجماعات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، مثل الحرس الثوري
وقد يوفر لواء “فاطميون” و”زينبيون” شريان حياة للقوات الروسية المتدهورة ويتيح لها الفرصة لاستعادة أنفاسها.
ويمكن أن يشكل وجود هذه الألوية في ساحة المعركة الأوكرانية تهديدا لحلف الناتو، إلى جانب تعزيز القوة البشرية الروسية في أوكرانيا.
ويكمن أول خطر وشيك في الاستيلاء على المعدات، حيث يمكن لهؤلاء المقاتلين بعد تعرضهم للتقنيات الغربية بشكل مباشر سرقة الأصول العسكرية المتطورة ونقلها إلى طهران لتزويدها بمعلومات إستراتيجية عسكرية مهمة.
وسيؤدي نشر هذه الألوية في أوكرانيا إلى زيادة تهديد حياة أفراد الناتو العسكريين على الأرض.
ويقول محللون إنه إذا كانت طهران تستخدم هذه المجموعات بالوكالة لإظهار القوة والتدخل في النزاعات الدولية، فإن وجودها يزعزع بحد ذاته الاستقرار. كما أن الانتشار المحتمل سينقل النفوذ الإيراني إلى حدود حلف الناتو.
العرب