واشنطن تكثف ضغوطها لمنع بكين من تسليح موسكو

واشنطن تكثف ضغوطها لمنع بكين من تسليح موسكو

واشنطن – تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي إلى إثناء الصين عن تقديم مساعدات عسكرية لموسكو في حربها، حيث يعتقد قادة ومسؤولون بأن بكين تدرس تقديم معدات فتاكة ربما تشمل طائرات دون طيار.

وأكد كبار المسؤولين الأميركيين بأن الولايات المتحدة “واثقة” من أن الصين تدرس إمكانية تقديم معدات فتاكة لدعم القوات الروسية في غزوها أوكرانيا.

وبينما لم ير المسؤولون أي مؤشرات على أن بكين قامت بذلك بعد، إلا أنهم شددوا على رسالة الولايات المتحدة نهاية الأسبوع ومفادها أن على الصين عدم تجاوز هذا الخط الأحمر.

وتأتي مخاوف الغرب من مساعدة الصين في تسليح روسيا في الوقت الذي تكافح فيه القوات الروسية جاهدة لتحقيق مكاسب حول أهداف رئيسية في شرق أوكرانيا، بينما تعد كييف لهجوم مضاد بأسلحة غربية متقدمة تتضمن دبابات قتالية.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.أيه) وليام برنز في مقابلة نادرة أجرتها معه شبكة “سي.بي.إس” الأحد “نحن واثقون من أن القيادة الصينية تنظر في تقديم معدات فتاكة” إلى روسيا.

لكنه أضاف “لا نرى أيضا أنه تم اتّخاذ قرار نهائي بعد ولا نرى أي أدلة على شحنات فعلية من المعدات الفتاكة”.

وأطلق المسؤولون الأميركيون حملة دبلوماسية واسعة النطاق خلال الأسبوع الماضي لتحذير الصين من توفير مساعدات قاتلة من هذا النوع، وهو أمر يقول خبراء إنه قد يؤثر بشكل جوهري على الحرب في أوكرانيا مع دخولها عامها الثاني. لكن بكين نفت بشدة حتى الآن هذه الاتهامات.

ونقلت تقارير إعلامية وردت في منصات بينها “وول ستريت جورنال” و”إن.بي.سي” عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هوياتهم قولهم إن الصين تنظر في تزويد روسيا بمسيّرات وأنواع ذخيرة معيّنة.

وأفادت مجلة “دير شبيغل” الألمانية بأن بكين وموسكو تتفاوضان على عمليات شراء محتملة لمئة مسيّرة قادرة على شن ضربات من شركة صينية من أجل استخدامها في أوكرانيا.

والأحد قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان إن موقف الصين من الغزو الروسي لأوكرانيا يضعها في موقف “محرج” دوليا، وأن أي دعم لروسيا بالسلاح ستكون له “تكاليف حقيقية”.

وأكد سوليفان في ثلاث مقابلات مع شبكات تلفزيونية أميركية، أن إدارة الرئيس جو بايدن ليس لديها دليل على أن الصين تقدم “دعما فتاكا” لحرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، بينما تسعى لتحذير بكين من مخاطر ذلك.

وأفاد بأن الولايات المتحدة ستبقى “متيقظة” حيال المعدات العسكرية الصينية إلى روسيا وبأن إرسال بكين أسلحة فتّاكة ستكون له عواقب.

واشنطن لم تفصّل الذي تتحدث عنه، لكن لديها سلسلة واسعة من العقوبات الجاهزة التي يمكن أن تؤثّر بشكل خطير على اقتصاد الصين

وقال “سنواصل بعث رسالة قوية مفادها بأننا نعتقد أن إرسال مساعدات عسكرية إلى روسيا في هذا التوقيت سيكون خطأ سيئا وبأن الصين يجب ألا ترغب بأن تكون طرفا في ذلك”.

ولفت إلى أن الحرب في أوكرانيا تضع بكين أمام “تعقيدات حقيقية”، لكنه شدد على أن “الصين ستدفع ثمنا حقيقيا” لأي قرار بالمساهمة في تسليح روسيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر نقل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مخاوف الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى نظيره الصيني وانغ يي خلال اجتماع ساده التوتر على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.

والأربعاء التقى وانغ في موسكو الرئيس الروسي بوتين، ما يؤكد على متانة العلاقات بين البلدين.

ويفيد مسؤولون أميركيون بأن الشركات الصينية تقدّم بالفعل معدات غير فتّاكة إلى روسيا.

ولم تفصّل واشنطن بعد الثمن الذي تتحدث عنه، لكن لديها سلسلة واسعة من العقوبات الجاهزة التي يمكن أن تؤثّر بشكل خطير على اقتصاد الصين التي تعد من بين أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

الحرب تركت بكين في وضع محرج إذ أن علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع موسكو والتي تعززت في العام الماضي، تضعها في مواجهة مع الولايات المتحدة

وقال الرئيس الأميركي بايدن لشبكة “أيه.بي.سي” الجمعة إنه حذّر نظيره الصيني شي جين بينغ الصيف الماضي من أن التحرّك باتّجاه تسليح روسيا سيحمل تداعيات اقتصادية قاسية، كما هي الحال بالنسبة إلى روسيا. وأضاف “إنه ليس تهديدا، بل مجرّد تصريح”.

وخلال قمة افتراضية عُقدت الجمعة، هدد قادة دول مجموعة السبع بفرض “أثمان باهظة” على أي دولة تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات.

وتركت الحرب بكين في وضع محرج إذ أن علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع موسكو والتي تعززت في العام الماضي، تضعها في مواجهة مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي واسع النطاق الداعم لأوكرانيا.

وتجنّبت الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا وقدّمت الجمعة مقترحا من 12 نقطة يدعو للحوار بين طرفي النزاع واحترام سلامة الأراضي وحظر أي استخدام للأسلحة النووية.

لكن من منظور واشنطن، فإن بكين تمضي “في مسارين” سيكون من الصعب عليها الموازنة بينهما.

وقال بلينكن لـ”سي.بي.إس” الجمعة “يحاولون تصوير أنفسهم على أنهم محايدون وطرف في السلام.. مع مساعدة الجهد الحربي الروسي والتحريض عليه”.

وفي الأثناء، تجعل المطالبة الصينية بتايوان وحضورها في المنطقة الذي يزداد عدائية من أي تعاون عسكري روسي – صيني أمرا أكثر إثارة للقلق، بحسب ما يرى بعض النواب الجمهوريين.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول لشبكة “أيه.بي.سي” “قد تكون أوكرانيا اليوم، وتايوان غدا.. لذلك الأمر بهذه الأهمية”.

العرب