نشرت وكالة فارس الايرانية وثيقة قالت فيها (ان ايران لعبت دورا في قيادة القوات المسلحة العراقية، وادارة عملياتها ضد داعش)، ولعل ما جاء في هذه الوثيقة يؤكد حقيقة التواجد الايراني على الاراضي العراقية، ويكشف عن التنسيق المستمر بين حكومة بغداد واركان نظام طهران، لجهة امتداد النفوذ الايراني وهيمنته على القرارين السياسي والعسكري في العراق, كما يؤشر اواصر التعاون الاستراتيجي المستمر بين مسؤولي النظامين, في كل الاحوال فان المؤشرات والدلائل الاتية تثبت ما ورد في هذه الوثيقة:
- قيام قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، بتأسيس جيش رديف من الميليشيات، والاف المتطوعين تحت مسميات (الحشد الشعبي) مساند للجيش العراقي.
- تواجد عناصر وقيادات الحرس الثوري الايراني، واشتراكها في القتال الدائر في المناطق، التي تشهد نزاعا عسكريا مع تنظيمات “داعش” كما شهدنا في مناطق جرف الصخر وبيجي وبلد.
- تقديم الطيران الايراني وبمساندة قوات من الباسيج، الدعم والاسناد الى القوات الكردية و(الحشد الشعبي) في مناطق جولاء والسعدية التابعة لمحافظة ديالى، ومساعدتها في اخراج مقاتلي “داعش” من هذه المناطق.
- تعاظم دور قاسم سيلماني في العراق، وظهوره الميداني المستمر في عدد من المناطق التي تشهد قتالا بين القوات الامنية العراقية وتنظيمات “داعش”، والذي اصبح مصدر قلق من بعض الاوساط الامريكية، والتي طالبت باستهدافه من قبل قوات الحشد الدولي، بعد ان اعتبر من احد ارهابي العالم، واسمه مدون ضمن قائمة المطلوبين لدى وزارة الدفاع الامريكية.
- تسعى المؤسسة العسكرية والامنية الايرانية من محاربتها تنظيم “داعش” في العراق، ودعمها للقوات العراقية، الى تعزيز مكانتها وتواجدها في البلاد، واحكام تنفيذ المشروع والبرنامج الايراني، المتمثل بالسيطرة والهيمنة على العراق.
- العمل على تقوية السلطة في العراق، بإشاعة سياسية مذهبية، تتحكم بها الاهواء السياسية والمصلحية والطائفية للساسة العراقيين، لتكون عوناً لإيران في تنفيذ سياستها الاقليمية الرامية الى الهيمنة على المنطقة.
- قيام المليشيات المدعومة من حرس الثوري الايراني بارتكاب جرائم قتل وتهجير للسكان في عدة مناطق تشهد نزاعا طائفيا, وكما حدث في منطقة الحويجة بمحافظة كركوك، وجامع السارية في محافظة ديالى, اضافة الى تهجير مليون ونصف المليون مواطن عراقي من مساكنهم ودورهم، بسب انتمائهم المذهبي.
فهل ما نراه ونشاهده من تعاظم من الدور الايراني في العراق يأتي بمباركة امريكية، ويؤشر الى تعاون ايراني- امريكي ام هي سياسة مشتركة يراد منها اشعال النار في المنطقة لجملة المزايا التي سيحصل عليها الطرفين جراء ذلك؟
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية