اتفقت إيران والسعودية على استئناف العلاقات الثنائية وإعادة العمل في سفارتيهما من جديد، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إيرانية اليوم الجمعة بعد نحو 7 سنوات من قطعها في خطوة ستفتح الباب لانهاء التوتر في منطقة الشرق الأوسط وتسوية العديد من الملفات.
وعقب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبكين مؤخرا، بدأ أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، منذ يوم الاثنين 6 مارس الجاري متابعة اتفاقيات الزيارة وإجراء محادثات مكثفة مع وزير الدولة السعودي والمستشار في مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان لحل المسائل العالقة بين البلدين، بحسب ما أوردته اليوم الجمعة وكالة أنباء فارس الإيرانية وكذلك وكالة ايرنا ووكالة الأنباء السعودية.
وذكرت الوكالة أن بيانا ثلاثيا صدر في بكين اليوم الجمعة، في ختام المحادثات، وقعه كل من شمخاني والعيبان،وفانج يي، عضو المكتب السياسي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس مكتب اللجنة المركزية في الشؤون الخارجية بالحزب وعضو المجلس الحكومي في الصين الشعبية.
وجاء في البيان أنه استجابة لمبادرة الرئيس الصيني في دعم العلاقات بين ايران والسعودية، استضافت بكين محادثات بين الوفد الإيراني برئاسة شمخاني، والوفد السعودي برئاسة العيبان، منذ يوم 6 مارس وحتى اليوم الجمعة.
وأشار البيان إلى أن المحادثات استندت إلى “مبدأ حسن الجوار، وبحسب اتفاق الرئيس الصيني مع زعيمي البلدين… ورغبة البلدين لحل الخلافات بينهما عبر الحوار والنهج الدبلوماسي وبناء على الأواصر الأخوية بين طهران والرياض، وتأكيد الجانبين على مبادئ وميثاق الامم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الاسلامي والمبادئ الدولية”.
كما اتفق البلدان على تفعيل اتفاقية للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار موقعة في 1998 وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في 2001.
كما أعربت إيران والسعودية عن شكرهما للعراق وسلطنة عمان لاستضافتهما المحادثات التي جرت بين الجانبين في العامين 2021 و2022، وعن الشكر للقيادة الصينية لاستضافة ودعم الحوار الأخير.
وبحسب فارس، اتفقت كل إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما خلال فترة شهرين، وسيتم فتح سفارتي البلدين خلال هذه الفترة.
ومن المقرر أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين لتنفيذ هذا القرار والتمهيد لتبادل السفراء.
وكانت السعودية وإيران قد قطعتا العلاقات بينهما في 2016 بعد أن هاجم محتجون السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وقالت وزارة الخارجية بسلطنة عمان في بيان اليوم الجمعة إن البلاد ترحب بالبيان الثلاثي بين السعودية وإيران والصين بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
صحيفة العرب