تسعى إيران لتعزيز تعاونها مع روسيا في العديد من القطاعات المتعلقة بالطاقة بما فيها الطاقة النووية السلمية ما يشير إلى حجم التقارب بين البلدين الذين يواجهان ضغوطا وعقوبات غربية وأميركية مشددة.
وعبر وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي عن استعداد طهران لتوسيع تعاونها مع روسيا في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية “السلمية”.
وقال في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية “آفاق التعاون في مجال الطاقة الجديدة ومصادر الطاقة المتجددة، وكذلك في أنواع أخرى من الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية السلمية، تثير بالتأكيد اهتماما ودافعا كبيرا لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع روسيا”.
وتتعاون إيران وروسيا لبناء محطة بوشهر النووية الإيرانية. وبدأت روسيا شحن الوقود النووي لبوشهر في أواخر 2007، وهي خطوة قالت كل من واشنطن وموسكو إنها أزالت أي حاجة لإيران أن يكون لديها برنامج تخصيب اليورانيوم خاص بها.
ويأتي الاستعداد الإيراني لمزيد التعاون مع روسيا في مجال الطاقة النووية فيما تواجه ضغوطا غربية فيما يتعلق بملفها النووي رغم وجود بعض التقدم بشان إمكانية عودة طهران لتعهداتها في الملف.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أكد خلال زيارته الى طهران الشهر الجاري أن إيران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات مراقبة في عدة مواقع نووية وزيادة وتيرة عمليات التفتيش فيما يعتبر نجاحا للوكالة في مواجهة تعنت إيران.
ووصلت المفاوضات بين ايران والقوى الغربية بشان الملف النووي لطريق مسدود فيما كشف تقرير غير معد للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية العثور على جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7 في المئة، أي أقل بقليل من ال90 في المئة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أطلقت بداية الشهر الجاري تحذيرا من قدرة إيران على صناعة قنبلة نووية في نحو 12 يوما.
ودافعت روسيا في كثير من الأحيان عن المواقف الإيرانية فيما يتعلق بالملف النووي في مواجهة الضغوط الغربية.
وعززت كل من طهران وموسكو من تعاونهما في المجال العسكري حيث واجهت طهرن تهما بتزويد روسيا بطائرات مسيرة في حربها على أوكرانيا والتي اندلعت في 24 شاط/فبراير 2021 فيما زودت روسيا ايران بطائرات مقاتلة متطورة من نوع سوخوي 35.
وتعرض البلدان لعقوبات مشددة نتيجة هذا التعاون لكنها يصران على تعزيز التقارب من خلال تنظيم تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة ضمن مؤخرا الصين في مياه الخليج.
وتشعر الولايات المتحدة وكذلك إسرائيل بكثير من القلق من حجم التعاون بين ايران وروسيا وتهديده لأمن الشرق الأوسط.
صحيفة العرب