خلال أيام تصادمت الولايات المتحدة وإيران عسكريا مرتين فى منطقة الشمال الشرقى فى سوريا. أمريكا لديها قاعدة عسكرية تضم قوات لها مع الحلفاء التقليديين الذى أسهموا فى إنهاء وجود دولة الخلافة الداعشية الإسلامية، وباتت مهمتهم منع داعش من إعادة وجودها. القاعدة تستند الى حلفاء سوريين من الجيش السورى سابقا مع فصائل كردية. وإيران يوجد لها فرع من فروع الحرس الثورى الإيرانى مصاحب لمليشيات سورية تشارك فى الموقف العسكرى الحرج فى شمال سوريا والذى يضم تواجدا عسكريا من تركيا وروسيا وبالطبع الحكومة السورية. ما حدث مؤخرا هو أن الجماعة الايرانية بدأت فى حلحلة السكون العسكرى مرة باستخدام طائرات مسيرة من النوع الانتحارى الإيرانى الذى يستخدم لمرة واحدة، ولكنه يحدث تدميرا كبيرا. فى المرة الثانية استخدمت ايران الصواريخ، وفى كل مرة قتل مقاول وعدد من الجنود جرحوا. رد الفعل الأمريكى كان قصفا جويا كثيفا سواء لقواعد الحرس الثورى أو للميليشيات المصاحبة لها وليس معلوما شىء حتى الآن حجم الإصابات.
حتى الان تبدو الحرب محدودة، ونوع من الضربات والضربات المضادة، وليس معلوما ما إذا كان ذلك اختبارا للقوة أو أنه سوف يكون فاتحة حرب اخرى فكم من الحروب فى التاريخ نشبت بعد استفزاز. واشنطن تعيد التأكيد على أنها لا تريد حربا أخرى فى الشرق الأوسط فكفاها ما كان من حروب، طهران تدين الضربات الامريكية، ولكنها لا تزال مستمرة فى المفاوضات مع واشنطن فيما يخص الإفراج عن أمريكيين معتقلين فى إيران. الثابت أن هناك حربا من نفس النوع تجرى بين ايران واسرائيل على الأرض السورية، والحقيقة أن هناك الكثير من النار التى تنتظر الانفجار. وسائل الطائرات المسيرة ـ الانتحارية أو المتعددة الضربات ـ تعطى الفرصة لضربات لإثبات الوجود أو أحيانا لدعم التأييد الداخلى . ولكن يقال إن الحرائق الكبرى تشتعل من مستصغر الشرر أو فى هذه الحالة الضربات المحدودة.
الأهرام