بكين – أعلنت وزارة الخارجية الصينية الاثنين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور الصين من الخامس إلى السابع من أبريل، وذلك لتحذير نظيره الصيني شي جين بينغ من اتخاذ “قرار كارثي” بتقديم دعم عسكري لروسيا في حربها مع أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، في بيان نشر عبر موقع وزارة الخارجية الإلكتروني “بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، سيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بكين في الفترة ما بين الـ 5 – 7 من أبريل”.
وكان قصر الإليزيه قد أعلن الجمعة أن ماكرون سيستغل الزيارة “للعمل” مع نظيره شي جين بينغ على “عودة السلام” في أوكرانيا.
وقال إن زيارة ماكرون ستقوده إلى بكين وكذلك إلى كانتون، وأوضحت أن “الرئيسين الفرنسي والصيني سيجريان نقاشات معمقة حول الحرب في أوكرانيا للعمل من أجل عودة السلام في إطار القانون الدولي، ولا سيما سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.
وزار شي الشهر الماضي روسيا حيث أظهر دعمه القوي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الغرب، علما أن بكين كانت قد طرحت قبل ذلك مقترحات لتسوية النزاع الأوكراني.
وتنوي فرنسا دفع الصين التي لم تدن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلى استخدام نفوذها لدى موسكو لإقناع بوتين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كييف.
وقال أحد مستشاري ماكرون، الجمعة، للصحافيين طالبا عدم نشر اسمه إنه “إذا اتخذت الصين هذا القرار الكارثي، فسيكون له تأثير استراتيجي كبير على النزاع”، مؤكدًا أن الصين قادرة على “تغيير مسار” هذه الحرب.
وأضاف أن ماكرون يريد إيجاد مساحة مشتركة مع بكين للقيام بمبادرات من أجل دعم السكان المدنيين الأوكرانيين، وكذلك أيضا “تحديد مسار متوسط المدى لحل النزاع”.
وتابع المستشار الرئاسي الفرنسي “نريد تجنّب الأسوأ، ولهذا السبب يتعين علينا التحاور معهم -الصينيين- لعرض موقفنا عليهم”.
وشدّد المستشار على أن هذا الحوار مهم للغاية، لأن “الصين هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على التأثير بشكل فوري وجذري على النزاع، في هذا الاتجاه أو ذاك”.
بحسب الرئاسة الفرنسية، فإن المباحثات في بداية أبريل “ستركّز أيضا على الأزمات الدولية في الشرق الأوسط وأفريقيا والتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وأضافت أن “إعادة فتح الصين بعد الجائحة يتيح الفرصة لإعادة إطلاق دينامية العلاقات الفرنسية-الصينية على كل الأصعدة، في وقت تتطلّب فيه التوترات والأزمات الدولية أكثر من أي وقت مضى إعطاء أفق لهذه الشراكة الاستراتيجية”.
وأوضح الإليزيه في بيانه أن الزيارة ستتضمن ثلاثة محاور رئيسية هي: القضايا الاستراتيجية والأزمات الدولية، التعاون في مواجهة التحديات العالمية الكبرى، والعلاقات الاقتصادية.
وأعلن إيمانويل ماكرون في 24 مارس خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين سترافقه “في جزء من برنامج الزيارة” انطلاقا من مبدأ “الوحدة الأوروبية” الذي يمثل “شرطا أساسيا لبناء شراكة متوازنة مع الصين”.
وقالت المفوضية الأوروبية إن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ستلتقي الرئيس ماكرون على غداء عمل الاثنين، وذكر المتحدث باسم المفوضية إريك مامر في تغريدة أن فون دير لاين وماكرون سيناقشان قضايا من بينها حرب روسيا على أوكرانيا وشؤون الطاقة والاستعدادات لزيارتيهما للصين، بما في ذلك اجتماعهما المشترك مع الرئيس الصيني.
وقدمت فون دير لاين تقييما للسياسات الصينية قالت فيه إن الصين صارت أكثر قمعية في الداخل وأكثر تشددا في الخارج، وحلت حقبة من الأمن والسيطرة مكان حقبة الإصلاح والانفتاح حيث يُطلب من الشركات في الصين المساعدة في عمليات جمع المعلومات المخابراتية الحكومية.
العرب