السيسي يبحث مع ولي العهد السعودي آفاق التعاون وسبل تعزيزه

السيسي يبحث مع ولي العهد السعودي آفاق التعاون وسبل تعزيزه

الرياض – بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الإثنين، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “تعزيز التعاون وتطورات إقليمية ودولية”، بينما تواصل القاهرة سعيها للحصول على تدفقات مالية لتخفيف الضغط على الجنيه ودعم الاقتصاد المتعثر.

خلال لقاء الزعيمين على مائدة السحور بمدينة جدة غربي المملكة، بحضور رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ومستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان، تم البحث في الوضعين الإقليمي والدولي وآفاق التعاون المشترك وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.

ووصل الرئيس المصري إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وكان ولي العهد السعودي في استقباله، والتقيا على “مائدة السحور (ليل الأحد- الإثنين) في جدة”.

وذكرت الوكالة أنه “جرى خلال اللقاء الأخوي، استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات”.

كما تم “بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، بالإضافة إلى بحث مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وفق المصدر ذاته، دون تفاصيل أكثر عن طبيعة تلك التطورات.

ومن جانبها، أفادت الرئاسة المصرية في بيان، بأن السيسي والأمير محمد بن سلمان “أشادا بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات، مشيرين إلى أهمية الزيارة في مواصلة تطوير هذه العلاقات الأخوية”.

ودأبت السعودية على دعم مصر ماليا، لكنها أشارت في الآونة الأخيرة إلى أنها لن تقدم مثل هذا الدعم دون قيود، وهو ما يعتقد مراقبون أنه ربما أثار صداما إعلاميا نادرا بين البلدين.

وهبت السعودية وحلفاؤها الخليجيون مرارا لمساعدة لمصر منذ أن قاد السيسي الإطاحة بمحمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين قبل عشر سنوات.

وأودعت السعودية والإمارات وقطر ودائع في البنك المركزي المصري وتعهدت بضخ استثمارات كبيرة بعد أن كشفت الحرب في أوكرانيا المصاعب المالية التي تواجهها مصر وزادتها حدة.

لكن هذه الاستثمارات شهدت تباطؤا، مما زاد من الضغوط على الجنيه في الأسابيع القليلة الماضية رغم أنه فقد ما يقرب من نصف قيمته مقابل الدولار منذ مارس 2022.

وأودعت الرياض في العام 2021 وديعة بقيمة ثلاثة مليارات دولار في البنك المركزي المصري، كما وقع الجانبان السعودي والمصري اتفاقية تهدف إلى جذب استثمارات سعودية بمصر بقيمة تقدر بنحو 10 مليارات دولار.

ووقعت مصر خطة إنقاذ حجمها ثلاثة مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر استهدفت ضخ استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها 9.7 مليار دولار في السنة المالية التي ستنتهي في يونيو المقبل.

وأعلنت السعودية في نوفمبر عن تمديد أجل وديعة مالية لها لدى البنك المركزي المصري بقيمة إجمالية تبلغ 5 مليارات دولار أميركي في محاولة لدعم الاستقرار المالي وفي إطار مساع مصرية لتعزيز النقد الأجنبي في السوق.

وقالت وزارة المالية السعودية في وقت سابق “هناك تواصل مستمر بين الجهات المعنية في البلدين من أجل تعزيز التنسيق وفق آليات متنوعة، خصوصا فيما يتعلق بضخ استثمارات عديدة في السوق المصرية بالعملات الأجنبية إضافة إلى الودائع السعودية”.

وتعوّل القاهرة على الدعم الخليجي لإنعاش اقتصادها المتعثر ويعتزم الخليجيون الاعتماد على الاستثمارات كسبيل وحيد للدعم عوضا عن المساعدات، ما سيمنحهم الأولوية في عملية الاستحواذ.

وتأتي زيارة السيسي وسط إعادة ترتيب كبير للعلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، مع تحركات من السعودية ومصر لتخفيف حدة التوتر مع سوريا وإيران وتركيا.

وعقدت الرياض الشهر الماضي اتفاقا مع طهران لاستئناف العلاقات وتبادل تعيين السفراء كما سعت المملكة لتحقيق بعض التقارب مع النظام السوري، وسط توقعات بأن تطوي قمة الرياض صفحة المقاطعة مع دمشق، لتنهي 11 عاما من عجز تلك المقاطعة عن أن تثمر شيئا. وبات من المرجح أن توجه الدعوة للرئيس بشار الأسد للمشاركة في أعمال القمة.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن السعودية تعتزم دعوة الأسد لحضور القمة العربية. وقال مصدران إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيتوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة لتسليم الأسد دعوة رسمية لحضور القمة المقرر عقدها في 19 مايو القادم.

وبدورها، تسعى مصر إلى تطبيع العلاقات مع هذه الدول، حيث أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر بأن الرئيس المصري ونظيره السوري، بشار الأسد قد يلتقيان، نهاية أبريل الجاري، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة السبت.

كما تجري تحركات جديدة لتطبيع العلاقات بين مصر وإيران بعد لقاء جمع سفيري البلدين الأربعاء الماضي في بغداد، في الوقت لا تزال الخلافات بين القاهرة وأنقرة محل جدل حيث فشل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال زيارته الأخيرة لمصر في تبديد الهواجس المصرية حيال الوجود التركي في ليبيا، لكنه أشار إلى استمرار التنسيق بين البلدين في هذا الملف.

ويعد الملف الليبي إحدى أبرز القضايا الخلافية بين الطرفين، في ظل تنافس محتدم بينهما، وإن كانت الكفة تميل لصالح أنقرة.

وعبّر الرئيس المصري اليوم الاثنين، بعد مغادرته جدة، وكان في وداعه ولي العهد السعودي عن امتنانه لحسن استقباله بالمملكة العربية السعودية.

وغرّد السيسي عبر حسابه على تويتر قائلا “سعدت بلقاء شقيقي سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، وإنني إذ أعبر عن امتناني وتقديري لحُسن الاستقبال والضيافة، أؤكد على عُمق ومتانة العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية”.

وأضاف في تغريدة ثانية “واتطلع لتنميتها وتعزيزها في كافة المجالات، وبما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا، وتطلعات شعوبنا العظيمة”.

ومنذ وصول الرئيس المصري للسلطة في صيف 2014، زار السعودية 14 مرة، كان آخرها في ديسمبر 2022، لحضور القمة الصينية العربية، وتعد الزيارة الحالية رقم 15.

العرب