تفاؤل أممي باتجاه اليمن نحو سلام دائم

تفاؤل أممي باتجاه اليمن نحو سلام دائم

جنيف – أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن المحادثات السعودية العمانية في صنعاء “تجعل اليمن أقرب ما يكون نحو تقدم حقيقي تجاه سلام دائم” منذ بدء الحرب، فيما عمدت جماعة الحوثي منع وزير محسوب على حلفائها في حزب المؤتمر الشعبي العام من حضور المباحثات خشية طرحه رؤية بعيدة عن الأجندات الإيرانية.

وقال غروندبرغ، في تصريح لوكالة أسوشييتد برس، في وقت متأخر الأحد “هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها، وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بشكل مستدام”.

ويرى مراقبون أن تصريحات المبعوث الأممي تبدو متفائلة خصوصا وأنها تستند إلى رغبة جماعية في إنهاء الصراع المستمر منذ ثماني سنوات، في ظل التقارب الحاصل بين إيران والمملكة العربية السعودية برعاية صينية، لتطبيع العلاقات الدبلوماسية، حيث من المنتظر أن يقوم وفدان إيرانيان بزيارة إلى الرياض بحلول نهاية الأسبوع بهدف إطلاق عملية إعادة فتح ممثليات الجمهورية الإسلامية في المملكة.

وتجري حاليا، مباحثات في صنعاء، بدأت الأحد، بين الوفد السعودي والعماني، مع قيادات حوثية بينها مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بشأن تجديد الهدنة واتفاق السلام المنتظر الإعلان عنه بين الأطراف اليمنية، خلال الفترة القليلة القادمة.

وذكرت وكالة الأنباء (سبأ) بنسختها الحوثية، أن “مهدي محمد المشاط استقبل في صنعاء الوفدين العماني والسعودي، بحضور رئيس فريق المفاوضات (الحوثي) محمد عبدالسلام وقيادات أخرى”.

وأشاد المشاط بجهود عمان في ردم الهوة بين الأطراف المختلفة في الحرب لتحقيق السلام في اليمن. ولم تذكر سبأ مزيدا من التفاصيل.

وتتصاعد مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر الماضي وتتبادل الحكومة الشرعية والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.

واعتبر وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني، أن تحقيق أي خطوات في مسار السلام، هو انتصار للشرعية الدستورية وتحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية كونه يكرس نهجنا في الوصول الى السلام، مقابل محاولات إدامة النزاع والأزمة والاتجار من الحرب، خصوصا في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة، وأهمها الاتفاق “السعودي، الايراني” حيث باتت الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام”.

ويقوم التصور السعودي -وفقا لمصادر حكومية يمنية- على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.

وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق، وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.

وأفادت وسائل إعلام يمنية نقلا عن مصادر –لم تسمها- بأن الحوثيين منعوا وزير محسوب على حلفائها في حزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء، من الحضور للقاء الوفد السعودي برئاسة السفير محمد آل جابر.

وأشارت إلى أنه كان من المقرر والمتوقع حضور وزير خارجية الانقلاب، الموجود في صنعاء، لكن الجماعة الحوثية تصر على سياسة الإقصاء بحق شركائها في صنعاء.

وأوضحت أن منع الحوثيين للوزير المؤتمري من حضور اللقاء يأتي أيضًا خوفا من طرحه رؤية يمنية بعيدة عن الأجندات الإيرانية خلال مفاوضات الوفدين السعودي والعماني مع قيادة الجماعة الحوثية.

والمحادثات في صنعاء هي جزء من الجهود الدولية التي تقودها عمان لتسوية الصراع في اليمن، والذي بدأ في عام 2014، وذلك عندما استولى الحوثيون على صنعاء وجزء كبير من شمال البلاد، وأطاحوا بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

ودفع انقلاب الحوثيين التحالف بقيادة السعودية إلى التدخل بعد عام لإعادة الحكومة المعترف بها دوليًا إلى السلطة. وقد تحول الصراع في السنوات الأخيرة إلى حرب إقليمية بالوكالة بين السعودية وإيران.

وخلف الصراع المستمر منذ ثماني سنوات الملايين من اليمنيين الذين يعيشون على حافة المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة التي تصف الوضع في اليمن بأنه أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم.

العرب