لماذا تريد أوكرانيا طائرات مقاتلة غربية؟

لماذا تريد أوكرانيا طائرات مقاتلة غربية؟

منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير العام الماضي، تطلب أوكرانيا طائرات مقاتلة غربية. فلماذا تريدها؟ وفيم يمكنها استخدامها؟ وما هي بعض قيودها؟

ويقول جون هون المحلل العسكري الأمريكي السابق ووليام كورتني سفير أمريكا السابق في كازاخستان في تقرير نشرته مؤسسة البحث والتطوير الأمريكية (راند) إن الطائرات العسكرية تشبه السيارات. وهناك طائرات مختلفة مصممة لمهام مختلفة. وعموما، لن يمكن استخدام سيارة هوندا سيفيك في سباق كورفيت. وبعض الطائرات مصممة لحماية الأجواء. والبعض الآخر مصمم لدعم القوات على الأرض. وهناك طائرات أخرى تعتبر مثل سيارات الدفع الرباعي في عالم المقاتلات، قادرة على القيام بمهام كثيرة.

ويضيف هون، وهو باحث سياسات بمؤسسة راند، وكورتني، وهو أحد كبار الزملاء بمؤسسة راند أن تقريرا لجهاز الأبحاث بالكونغرس في آذار/ مارس 2023 حدد الفجوات في الإمكانيات التي قد تحتاج الطائرات المقاتلة الأوكرانية التغلب عليها وتمثلت في: التفوق الجوي، وقمع الدفاعات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية، والمراقبة، والاستطلاع، والهجوم البري. والمقاتلات الغربية مصممة لسد هذه الفجوات.

فهي بإمكانها ملء الفراغ عندما يفشل أسطول الجبهة الأوكراني المكون من طائرات فولكرم ميج- 29 وفلانكر سوخوي- 27 والتي أنتجها الاتحاد السوفيتي السابق ليواجه بها الطائرات الغربية، لكن مرت عليها عشرات السنين الآن، عندما كان الاتحاد السوفيتي ما زال موجودا. والآن تتفوق المقاتلات الروسية الحديثة، مثل سوخوي 35- وميج- 31 على الطائرات الأوكرانية.

وبوسع طائرات ميج-29 أثناء تحليقها على ارتفاع كبير أن ترصد، وتحذر، أو تدمر بعض التهديدات المحمولة جوا قبل أن تكتشفها الرادارات الأرضية. وتستطيع الدفاعات المحمولة جوا والأرضية تدمير عدد كبير للغاية من صواريخ كروز ومن المسيرات الروسية التي تهاجم أهدافا ثابتة. وهذه الدفاعات تساعد أيضا في ردع الطائرات الروسية وتمنعها من الطيران فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.

ويمكن لطائرات ميج-29 مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن المدن. إذ إن صواريخ كروز والمسيرات الروسية تهاجم منشآت الطاقة وغيرها وتتسبب في أضرار كبيرة وإن كانت أحيانا مؤقتة. ولكن أوكرانيا قد تواجه نقصا في الدفاعات الجوية والذخائر على الأرض. وتستعد طائرات الميج-29 في سد فراغ مهم.

وهنا يثار التساؤل حول المهام التي يمكن استخدام المقاتلات الغربية فيها.

لقد نصبت روسيا دفاعات جوية متقدمة في أجزاء تحتلها من أوكرانيا. وهذه الدفاعات تزيد من المخاطر بالنسبة للطائرات الأوكرانية في حالة تحليقها فوق أراض تسيطر عليها روسيا. لذلك، تحتاج أوكرانيا من أجل دعم عمليات القوات البرية إلى قمع الدفاعات الجوية الروسية.

ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون بارزون إن المعركة الحالية هي أساسا معركة مدفعية. وربما تعاني روسيا وأوكرانيا على السواء من نقص ذخيرة المدفعية – بما في ذلك القذائف الخاصة بالمدفعية الأنبوبية والصواريخ من النظام الصاروخي المدفعي عالي الحركة الشهير. ويمكن للمقاتلات الغربية استهداف الكثير من المواقع الروسية والمساعدة في تخفيف وطأة نقص الذخيرة.

لكن ما هي قيود المقاتلات الغربية؟ سوف تحتاج أوكرانيا إلى طيارين مدربين تدريبا جيدا لقيادة المقاتلات الغربية وصيانتها. ورغم أن بعض المراقبين يركزون على الطيارين، فإن تدريب مسؤولي الصيانة ليمكنهم إصلاح أعطال الطائرات بأمان يحتاج إلى سنوات. ويمكن تعويض نقص مسؤولي الصيانة المحترفين بأفراد متعاقدين غربيين، ولكن ذلك سيكون باهظ التكاليف. ومن الممكن أن ينطوي الأمر أيضا على خطورة، إذ من المحتمل أن تستهدف الصواريخ الموجهة بدقة والمسيرات منشآت الصيانة.

من ناحية أخرى، تعتبر المقاتلات الغربية باهظة التكاليف بالنسبة لثمنها وصيانتها، ويمكن أن يحتاج طلب مقاتلات جديدة إلى سنوات لتصنيعها. وفي عام 2021 أنفقت أوكرانيا حوالي 1ر1 تريليون دولار على سلاحها الجوي. وأي طائرة غربية يمكن أن يصل ثمنها إلى 100 مليون دولار، وعلى الأقل خمسة ملايين دولار أخرى سنويا لتشغيلها. ووفقا للميزانيات السابقة، قد تجد أوكرانيا نفسها في مأزق لتوفير التمويل اللازم.

وفيما يتعلق بالقتال هذا العام، قد تعتمد أوكرانيا أساسا على عدة عشرات من طائرات ميج-29 القديمة وتحويل نحو 30 طائرة أخرى من بولندا وسلوفاكيا. ومعروف أن طائرات ميج- 29 مسلحة بصواريخ جو-جو سوفيتية سابقة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتوجه بالرادار، على الرغم من أن بعض الطائرات الأوكرانية قد تم تعديلها لتحمل أيضا صواريخ أمريكية حديثة مضادة للإشعاع وقنابل دقيقة التوجيه.

واختتم الباحثان تقريرهما بأنه في السنوات المستقبلية إذا استمرت الحرب يمكن أن تكون الطائرات والأسلحة الغربية محورية. ولكن سوف يتعين على أوكرانيا والدول الغربية أن تبحث بدقة ما تتوقع أن تجنيه من خيارات القتال الجوي.

(د ب أ)