موسكو- رغم المكاسب الميدانية التي حققتها مجموعة فاغنر لصالح الروس في حرب أوكرانيا، فإن وضعها يسير نحو التعقيد، خاصة أن الجيش الروسي لا يثق بها ولا يدعمها بشكل يسمح لها بأن تحقق نصرا حاسما في باخموت يحسب لها ولرئيسها يفغيني بريغوجين المثير للجدل.
وزادت تصريحات بريغوجين في الفترة الأخيرة التي يتهم فيها الجيش الروسي بالتخلي عن المجموعة وتركها تواجه مصيرها على الأرض في ظل صمود الأوكرانيين واستعدادهم لهجوم مضاد.
وتعاني فاغنر من صعوبات كثيرة ومن تصريحات تفيد بأنها ستعتبر خائنة إذا انسحبت، وإذا بقيت سيمنع عنها العتاد في ظل مؤشرات تقول إن ثمة اتفاقا، وربما قرارا، يقضي بتصفية المجموعة نظرا إلى سمعتها وتدخل رئيسها في السياسة الروسية بما يتجاوز وضعه كلص مدان وسجين سابق وطباخ.
واتهم بريغوجين الثلاثاء وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت في شرق أوكرانيا، قائلا إن الدولة لم تعد قادرة على الدفاع عن البلد.
◙ مؤشرات على وجود اتفاق، وربما قرار، يقضي بتصفية مجموعة فاغنر نظرا إلى سمعتها وتدخل رئيسها في السياسة
وقال بريغوجين “اليوم (الثلاثاء) هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا… ما جعل الجبهة مكشوفة”، مكررا تعهده بسحب مجموعته من باخموت إذا لم يقدم الجيش الروسي المزيد من الذخيرة.
وأضاف “لدينا وزارة دسيسة بدلاً من وزارة دفاع، لذا فإن جيشنا يغادر (…)، فقد اللواء 72 ثلاثة كيلومترات مربعة” من الأراضي.
وتابع “إذا كان السفلة يحددون المهام، فإن الجندي يغادر الخندق، لأنه لا فائدة من الموت بلا داع (…)، لا ينبغي أن يموت الجندي بسبب غباء قادته”.
وقابل الجيش الروسي النجاحات الميدانية الأولى لفاغنر بقلق بسبب مخاوف من التشكيك في فاعلية قواته. وزاد منسوب التوتر وتتالت تصريحات بريغوجين التي يهاجم فيها قيادة الجيش سعيا لتصفية حساب واضحة مع الجيش ولجلب اهتمام الرئيس فلاديمير بوتين.
وشكّك بريغوجين الثلاثاء في قدرة الكرملين على الدفاع عن البلاد في الوقت الذي تستعد فيه أوكرانيا لهجوم مضاد.
وقال في مقطع فيديو “لماذا الدولة غير قادرة على الدفاع عن البلد؟”، مضيفا أن أوكرانيا تضرب المناطق الحدودية الروسية “بنجاح”.
وتابع “هناك جريمة تسمى ‘تدمير الشعب الروسي’ (…) وهذا ما تفعله مجموعة صغيرة”، في إشارة إلى هيئة الأركان العامة.
وفي الأسبوع الماضي أعلن رئيس فاغنر أنه سيسحب عناصره من باخموت اليوم 10 مايو إذا لم تزوده هيئة الأركان بالذخيرة التي كان يطالب بالحصول عليها. والأحد أكد بريغوجين أنه تلقى “وعدا” بتسلّم كميات كافية من الذخيرة وبدا أنه استبعد أي انسحاب فوري من باخموت.
إلا أنه أعلن مجددا الثلاثاء أنه سينسحب ما لم يتسلّم أسلحة كافية. وأوضح أن المجموعة تلقت الثلاثاء “10 في المئة فقط” من الذخيرة التي طلبها.
لكنه لمح إلى أن الانسحاب لن يكون فوريا، قائلا “لن نغادر (باخموت) وسنبقى أياما قليلة أخرى وسنقاتل رغم كل شيء وسننجح”.
واتّهم رئيس مجموعة فاغنر قادة الجيش الروسي بالسعي إلى “تضليل” الرئيس بوتين بشأن الهجوم في أوكرانيا، في دليل جديد على خلافه مع هيئة الأركان العامة.
وقال في بيان “إذا تم القيام بكل شيء لتضليل القائد العام للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين)، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي الذي سيكون غاضبا إذا خسرت (روسيا) الحرب”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية ضمن بيان في وقت لاحق الثلاثاء إن “القوات الهجومية (أي وحدات فاغنر) تواصل القتال في الجزء الغربي” من باخموت.
وأضافت أن قوات المظليين “تقدم لها المساعدة”، دون الإشارة إلى اتهام بريغوجين للجنود بترك مواقعهم.
العرب