الإمارات تبحث تعزيز الشراكة مع روسيا رغم المخاوف الأميركية

الإمارات تبحث تعزيز الشراكة مع روسيا رغم المخاوف الأميركية

موسكو – عبر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات وذلك على هامش منتدى في سانت بطرسبرغ اليوم الجمعة فيما تصر الدولة الخليجية الثرية على اعتماد مسار تقوية الشراكة مع الجانب الروسي رغم القلق الأميركي والجهود التي تبذلها واشنطن دوليا لعزل موسكو على خلفية اجتياح اوكرانيا.
وأكد الشيخ محمد إن هناك جسورا يتم بناؤها لتعزيز الشراكة بين البلدين مضيفا “أنا سعيد بوجودي اليوم عندكم فخامة الرئيس نتمنى لهذه العلاقة أن تطور.. الثقة فيك فخامة الرئيس لتطوير هذه العلاقة”.
وشدد على “نهج الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية” وذلك وفق ما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
ونوه إلى “أهمية تكثيف الجهود لتخفيف التداعيات الإنسانية للأزمة الأوكرانية، ودعم مبادرات تبادل الأسرى للطرفين”.

بدوره شكر الرئيس الروسي جهود الإمارات في ملف الوساطة لحل ملف الأسرى بين بلاده وأوكرانيا قائلا للرئيس الإماراتي “أشكركم على جهودكم في الإفراج عن الأسرى في أوكرانيا”.
كما أكد بوتين على أن العلاقات بين روسيا والإمارات تتطور بنجاح وتفيد البلدين.
وأضاف “أعلم أن الاقتصاد والمجال الاجتماعي يتطوران بنشاط كبير تحت قيادتكم. وبهذا المعنى، فإن الإمارات شريك جيد ومريح للغاية بالنسبة لنا. والعلاقات بين روسيا والإمارات تتطور بنجاح كبير…الشيء الرئيسي هو أنها تفيد كل من روسيا والإمارات العربية المتحدة”.
وساهمت الإمارات في إنجاح وساطة بين كييف وموسكو لإطلاق سراح 200 من اسرى الحرب في فبراير الماضي حيث سعت الى لعب دور الحياد في الملف ورفضت كما هو الحال مع دول خليجية اخرى تسليط ضغوط على روسيا.
وأيدت ابوظبي خطة خفض انتاج النفط ضمن مجموعة أوبك+ منتقدة الضغوط الغربية والأميركية على الرياض للعدول عن القرار الذي اعتبرته الرياض بانه اقتصادي بحت.
وعلى غرار السعودية تسعى الامارات لدعم علاقاتها مع قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين وعدم التعويل فقط على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن.
وتبحث ابوظبي تعزيز العلاقات الاقتصادية وكذلك دعم التعاون العسكري والامني لمواجهة العديد من التحديات.
وكان مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف صرح الجمعة، بأن رئيس دولة الإمارات، مسيصل اليوم، إلى مدينة سان بطرسبورغ، حيث سيلتقي بوتين، قبيل الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي.
وقال أوشاكوف للصحفيين “سيصل رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، إلى مدينة سان بطرسبورغ، يوم 16 يونيو، وسيعقد لقاء مع الرئيس بوتين، صباح هذا اليوم، حيث سيتم بحث المسائل المتعلقة بعمل المنتدى، وكذلك، بالطبع، تطوير العلاقات الثنائية بشكل عام. وبطبيعة الحال، سيتم كذلك، بحث المسائل الملحة، الدولية والإقليمية ذات الصلة”، وفقا لوكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية.
وأشار المسؤول الروسي، إلى أن محادثات بوتين والشيخ محمد بن زايد ستجري “قبل الجلسة العامة مباشرة”.
وأضاف “بما أن الإمارات هي الضيف الرئيسي، فسيكون هناك وفد مهم لها بمشاركة وزراء وممثلين عن مجتمع الأعمال”.
وأكد المسؤول الروسي، على أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وروسيا قائمة على الثقة، التي تكونت لدى الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، قائلاً “لقد تكونت لدى القائدين علاقة بناءة قائمة على الثقة”.
وأشار إلى أن المرة الأخيرة التي التقى فيها الرئيسان في سان بطرسبورغ كانت في خريف عام 2022، مضيفًا بأن لديهما اتصالات شخصية ” كثيرة بما فيه الكفاية”.
هذا، وصرح وزير الاقتصاد الإماراتي، عبدالله بن طوق المري، يوم أمس الخميس، بأن الإمارات ترى في روسيا شريكا استراتيجيا.
يذكر أن منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي يعقد في الفترة الممتدة من 14 إلى 17 حزيران.
ويركز المنتدى على القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحديات التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم ككل. واللافت في الحدث الاقتصادي مشاركة الإمارات بصفة ضيف شرف لهذا العام، بعد أن شاركت مصر بهذه الصفة في نسخة المنتدى عام 2022، وقطر في عام .2021

العرب