السلطات الكويتية تلاحق مغردا تطاول على السعودية لتهدئة الغضب

السلطات الكويتية تلاحق مغردا تطاول على السعودية لتهدئة الغضب

تدخلت السلطات الكويتية لاحتواء الغضب السعودي بإعلان ملاحقتها مغردا كويتيا تطاول على السعودية، وسبّبت تغريدته استياء واسعا، ومطالب بوضع حد للمنشورات المسيئة للعلاقات بين البلدين.

الكويت – أعلنت وزارة الداخلية الكويتية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد مغرد “قام بالتطاول بعبارات تسيء إلى أحد رموز السعودية”، وأكدت أنها “تتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بالعلاقة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية”.

ولم يحدد بيان وزارة الداخلية الكويتية من تم الإساءة إليه، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي من البلدين أكدوا أنه وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز.

ونشر المغرد الكويتي حامد تركي بويابس السبت الماضي تغريدة عبر حسابه الرسمي بتويتر، وتطاول فيها على وزير الداخلية السعودية ومنتسبي الجمارك السعودية بألفاظ مسيئة، زاعما متاجرة جمارك السعودية ببضائع كويتية مدعومة.

وتسببت تغريدة حامد بويابس في موجة غضب واسعة بين السعوديين الذين شنوا عليه هجوما عنيفا، وطالبوا السلطات الكويتية بالتدخل ومعاقبته.

هاشتاغ الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز تصدر الترند، وسط ترحيب ببيان الداخلية الكويتية

ودفعت الضجة الكبيرة وزارة الداخلية الكويتية إلى التدخل ونشر بيانها عبر حساباتها الرسمية بمواقع التواصل، وقالت “بشأن ما تم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي لمغرد قام بالتطاول بعبارات تسيء إلى أحد رموز المملكة العربية السعودية الشقيقة، تؤكد الوزارة أنه تمت إحالة الواقعة إلى جهة الاختصاص، وذلك لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحقه من قبل الجهات المعنية”.

وشددت الوزارة في بيانها “أنها لن تقبل الإساءة بالقول أو الفعل وسوف تتعامل بحزم مع كل من يقوم بالإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل”.

وتصدر هاشتاغ حمل اسم الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز الترند في البلدين، وسط ترحيب ببيان الداخلية الكويتية، وإشادة بوزير الداخلية السعودي وجهوده، وتأكيدا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. وقال مغرد:

ترك كل الشخصيات وتهجم على وزير الداخلية.

أكيد متعاطي شيء أو يبي شهرة على حساب سيادة الوزير عبدالعزيز بن سعود.

#حامد_بويابس#وزير_الداخلية_السعودي.

وأكدت وزارة الداخلية الكويتية “محافظتها على عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة”. وفي ختام البيان أهابت الوزارة بالجميع عدم نشر وتداول كل ما من شأنه التدخل بشؤون الدول الشقيقة.

وسبق أن تم إلقاء القبض سابقا على المغرد المثير للجدل حامد تركي بويابس في أكتوبر من العام 2017، بسبب تغريدات مسيئة ضد آل الصباح أطلقها عبر حسابه على تويتر، إضافة إلى تحديه أمن الدولة المنتمي إلى الأسرة الحاكمة بالكويت، بنشر عنوانه كاملا عبر صفحته.

ووقتها شن حامد تركي بويابس حملة نقد واسعة ضد صفقة أموال ذكر عبر مقطع فيديو أنها تمت بين الحكومة وتجار “مشبوهين”، واتهم فيها مسؤولين بهدر خمسة مليارات من أموال الدولة.

وفي عام 2015 أيضا، صدر أمر بحجز المغرد حامد بويابس 10 أيام، لإساءته لولي عهد دبي ووصفه الشعب الإماراتي بـ”التفاهة”. كما صدر أمر بحسبه في 2014 لمدة 10 أيام بعد تغريدات مسيئة وجهها للأسرة السعودية الحاكمة وللشعب السعودي.

ولا يعرف إذا كان المغرد الكويتي حامد تركي بويابس يقيم في الكويت حاليا أم لا.

وعلق ناشط سعودي على تاريخ هذا المغرد قائلا:

القضايا المرفوعة على المدعو حامد بويابس في الكويت:

1- ازدراء القبائل الكويتية بعد وصفها بأوصاف مسيئة.

2- اختلاس تبرعات في الكويت بمبلغ 300 ألف دينار كويتي ما يعادل 5 ملايين ريال.

3- الإساءة إلى الأسرة الحاكمة في الكويت.

المواقف للمرتزقة المتغيرة كواليسها أقذر مما تتخيلون وسلامة فهمكم.

وتربط الكويت والسعودية علاقات قوية، رغم أن هذه العلاقات شابتها بعض المطبات تاريخيا، لكنها بقيت في إطار محدود.

ويمنع القانون الكويتي الإساءة لدول الجوار، بموجب قانون الجرائم الإلكترونية، وسبق أن اتخذ مجلس الأمة الكويتي موقفا حازما ضد تصريحات أصدرها النائب عبدالحميد دشتي تجاه السعودية والبحرين، وأصدر بيانا أكد أنه يرفض ويدين بشكل تام وشديد أي تصريحات أو ممارسات أو سياسات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة تمس أو تسيء أو تهدد سيادة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة تلك الموجهة للسعودية.

وشدد المجلس على رفضه للتصريحات التي أطلقها دشتي في أكثر من موقف والتي تتقاطع مع مصلحة الكويت العليا وتوجهاتها، الرسمية والشعبية، “فالمملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى للكويت وعمقنا الإستراتيجي والحصن الحصين للكويت من بعد الله ضد الأخطار التي تتربص بالكويت من أعدائها”.

وأضاف “يشترك البلدان بأواصر من المودة والمحبة والمصير المشترك، والعلاقات المتجذرة منذ القدم حيث نرتبط معهم بأكثر من رابط متين أخوي وقوي، كما ترتبط القيادتان بروابط وثيقة أخوية، لذلك نؤكد رفضنا للتعرض للمملكة العربية السعودية الشقيقة وأمنها وسيادتها خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها السعودية في الداخل والخارج”.

العرب