في 14 كانون الأول/ديسمبر وقع هجوم صاروخي في اليمن أدى إلى مقتل أو جرح عشرات الجنود من القوات التي تحارب التحالف الذي تدعمه إيران والمكوّن من المتمردين الحوثيين والقوات التي تساند الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الأمر الذي يُلقي ظلالاً من الشك على وقف إطلاق النار ومحادثات السلام المقرر إجراؤها هذا الأسبوع. ووفقاً لبعض التقارير أصاب الهجوم مركز قيادة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية والذي يسعى إلى إعادة تنصيب حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أُجبر على الفرار من العاصمة ثم من مدينة عدن الجنوبية في وقت سابق من هذا العام. ومنذ ذلك الحين تمكنت قوات التحالف – التي تشمل السعودية والإمارات العربية المتحدة وعناصر أخرى من دول الخليج، فضلاً عن جنود سودانيين وحتى مرتزقة كولومبيين – من إعادة احتلال عدن، وتتقدم ببطء نحو صنعاء.
وبسبب الارتباط الإيراني المتصوّر، تهيمن حرب اليمن على كل من وسائل الإعلام الخليجية والاهتمام الدبلوماسي، مما يحجم المخاوف المتعلقة بعمليات تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق وأوروبا وأماكن أخرى. وقد انخفضت مشاركة دول الخليج هذا العام في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، حيث بدأ قادتها يركزون على اليمن.
وقد أدى انعدام التقدم العسكري والقلق من حدوث أزمة إنسانية محتملة إلى إجراء محادثات سلام بوساطة الأمم المتحدة، والتي من المقرر أن تبدأ في سويسرا في 15 كانون الأول/ديسمبر، وذلك بالتزامن مع وقف إطلاق النار الذي تعيّن أن يبدأ في منتصف ليلة الرابع عشر من كانون الأول/ديسمبر حسب التوقيت المحلي. بيد، إن كلا المبادرتين هما الآن في موضع شك.
ووفقاً لبعض التقارير كان الهدف من إطلاق الصاروخ هو ضرب تجمّع لقوات التحالف يُشارك في تحرير جنوب غرب مدينة تعز. وكانت هذه القوات في منطقة ذباب بالقرب من المضيق الاستراتيجي باب المندب. وقد حددت تقارير إخبارية بأن الصاروخ روسي الصنع من نوع “توشكا”، ويُعرف من قبل “حلف شمال الأطسي” بالإسم الرمزي “سكاراب”، ويبلغ هدفه ما بين 43-115 ميلاً (حوالي 69 – 185 كم) وفقاً للنوع. ويسترشد الصاروخ بنظام توجيه بالقصور الذاتي، ويعني ذلك أنه بإمكان استهدافه في مكان محدد أي في موقع يمكن لرأسه الحربي المجزّأ أن يُحدث معظم الضرر.
ومن بين القتلى قائد وحدات القوات الخاصة السعودية في اليمن ونظيره الإماراتي. وإذا كان عدد القتلى دقيقاً وفقاً لما تنقله الإشاعات، فسيكون أكثر الهجمات دموية منذ أن أدّى صاروخ “توشكا” إلى مقتل خمسة وأربعين [جندياً] من قوات الإمارات فضلاً عن جنود آخرين من البحرين في أيلول/سبتمبر. وفي تلك الحادثة، بدا أن الصاروخ قد أصاب كدس للأسلحة، وعزت المصادر ارتفاع حصيلة القتلى إلى خطأ في مخزون الذخيرة.
ومهما كانت المحصلة النهائية، يعتبر الهجوم الذي وقع في 14 كانون الأول/ديسمبر بمثابة انتكاسة للجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الولايات المتحدة، والتي تعمل بالتوازي مع الدعم الأمريكي لقوات تحالف دول الخليج، في مجال الاستخبارات والإمدادات. ويوضح أيضاً القيود المفروضة على الضربات الجوية الكثيفة شبه اليومية ضد قوات الحوثيين وتلك التابعة لعلي عبد الله صالح، والتي إما تمكنت من إخفاء صواريخ “سكاراب” أو تم إمدادها من جديد بهذه الصواريخ على الرغم من الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة. ومن بواعث القلق أيضاً احتمال تضاؤل التأييد الشعبي العالي المستوى للحرب في كل من السعودية ودولة الإمارات، الأمر الذي قد يدفع إلى حدوث تغيير في القيادة السياسية أو العسكرية.
سايمون هندرسون
معهد واشنطن