انضم “مورغان ستانلي” إلى مجموعة من البنوك وشركات الوساطة الكبرى في تخفيض توقعات نمو الاقتصاد الصيني لهذا العام بعد سلسلة من البيانات المخيبة للآمال ومخاوف في شأن قطاع العقارات المتعثر هناك.
وتفيد مذكرة أصدرها البنك، أمس الأربعاء، أنه يتوقع حالياً نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين 4.7 في المئة هذا العام انخفاضاً من توقعه السابق نمواً يبلغ خمسة في المئة، كما خفض توقعه لنمو الناتج الإجمالي المحلي لعام 2024 إلى 4.2 في المئة من 4.5 في المئة.
توقعات النمو
في الوقت ذاته قال متخصصون في الاقتصاد للمصرف، إن “تخفيض توقعات النمو جاء بسبب عوامل منها التنبؤ بتباطؤ حاد في الانفاق الرأسمالي ومشكلات قطاع العقارات بما سيكون له تبعات على الاستهلاك”.
ويعاني قطاع العقارات الصيني من نقص حاد في السيولة منذ أواخر 2021 عندما انهارت مجموعة “إيفرغراند” وتسبب انهيارها في سلسلة من حالات العجز عن سداد.
اليوان يواصل التراجع
إلى ذلك واصل اليوان الصيني تراجعه خلال تعاملات ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2007، ويأتي الهبوط في ظل توقعات تراجع معدل نمو الاقتصاد الصيني وارتفاع العائد على سندات الخزانة الأميركية، ليتسع الفارق بين العائد على السندات الأميركية ونظيرتها الصينية.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أن سعر الدولار ارتفع اليوم بنسبة 0.2 في المئة إلى 7.3150 يوان لكل دولار ليتجاوز مستوى 7.3280 يوان، وهو أقل مستوى للعملة الصينية.
سوق الأسهم
وتشير “بلومبيرغ” إلى أن سوق الأسهم الصينية تتجه نحو تسجيل سلسلة قياسية من تدفقات الأموال الأجنبية اليومية الخارجة من الأسهم، في ظل تدهور المعنويات في شأن الوضع الاقتصادي للبلاد، والجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة الاقتصاد إلى الطريق الصحيح.
وباع المستثمرون الأجانب أكثر من مليار يوان (137 مليون دولار) من الأسهم المدرجة في شنغهاي وشنزن منذ بداية جلسة التداول، اليوم الخميس، حتى استراحة منتصف النهار، لتتجه السوق بذلك نحو تسجيل تدفقات سلبية لليوم التاسع على التوالي، ستكون هذه على الأرجح أطول فترة من المبيعات الصافية منذ أن بدأت “بلومبيرغ” تتبع البيانات في ديسمبر (كانون الأول) 2016 تقريباً.
وخفض المستثمرون الأجانب توقعاتهم للنمو “بعد البيانات الأخيرة، وفي ظل التحركات “المقيدة” من قبل الحكومة لاحتواء أزمة العقارات” وفقاً للمحلل الاستراتيجي منغ لي في الشؤون الصينية لدى “يو بي أس سيكيوريتيز”.
ضغوط متعددة
وتشير البيانات إلى بعض التغييرات المكلفة بشكل متزايد مع الضغوط الممارسة على الشركات الصينية الناجحة لتحويل مسارها. وشدد الحزب سيطرته على الصناعات التكنولوجية من خلال إطلاق إجراءات أمنية تستهدف البيانات ومكافحة الاحتكار، وهو ما قضى على مليارات الدولارات من قيمة هذه الشركات في البورصة.
البطالة في الصين
وخلصت دراسة استقصائية في يونيو (حزيران) الماضي إلى أن البطالة بين عمال المدن، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة، ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 21.3 في المئة، وذكر مكتب الإحصاء الصيني هذا الأسبوع أنه سيحجب التحديثات أثناء تنقيح قياساته.
كما وسعت الحكومة قواعد مكافحة التجسس، وشددت الضوابط على المعلومات، وهو ما قلل معرفة الشركات الأجنبية والخاصة في شأن الأنشطة التي قد يسمح بها.
اندبندت عربي