أطلقت تركيا حملة تستهدف نشر لغتها في المناطق التي سيطرت عليها عبر عملياتها العسكرية الثلاث (درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام) في شمال وشمال شرقي سوريا في الفترة من عام 2016 إلى عام 2019.
وحضر افتتاح فرع المعهد في مدينة الباب، الجمعة، رئيس المعهد شرف أتيش ومنسق «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا بالمعهد، فكرت تشيتاك، بالإضافة إلى مديري المؤسسات التعليمية في المنطقة وعدد من رؤساء الجامعات التركية والجامعات العاملة في المنطقة تحت إشراف «الحكومة السورية المؤقتة» (مقرها تركيا).
وقال أتيش في كلمة خلال افتتاح الفرع الجديد: «هدفنا الرئيسي هو تعليم اللغة التركية لـ 300 ألف طفل في المنطقة»، مضيفاً: «استمراراً لنشر الثقافة وتعليم اللغة التركية سيتم افتتاح فرعين جديدين للمعهد في جرابلس وعفرين… بدأنا حملة تعبئة تركية في جميع أنحاء المنطقة… مراكزنا تعج بالأطفال والشباب». وتابع: «تركيا تزرع شتلات نقية في جغرافيا تهيمن عليها الحرب والدماء… نحن هنا لجعل هذه المنطقة خضراء وإبقائها حية، بتوجيهات من رئيسنا (رجب طيب إردوغان)… نقوم بتدريس اللغة التركية لأكثر من 2000 شخص في مدينة الباب، هدفنا الرئيسي هو تعليم اللغة التركية لـ 300 ألف طفل في المنطقة في المقام الأول».
وافتتحت تركيا فروعاً لبعض الجامعات التركية، مثل جامعة «حران» في شانلي أورفا، شمال سوريا، وتم فرض اللغة التركية في مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل لخلق جيل منتمٍ للثقافة التركية.
وتم ربط مناطق سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» بالولايات الحدودية جنوب تركيا: هطاي، وغازي عنتاب، وشانلي أورفا.
ولفت ناشطون إلى أن تركيا عمدت إلى تغيير السجل المدني للسكان الأصليين في المناطق السورية، وسحبت البطاقة الشخصية والعائلية السورية من القاطنين في تلك المناطق واستبدلت بها أخرى تركية.
كما تم تغيير أسماء غالبية الشوارع والأحياء في تلك المناطق، إلى أخرى تركية، وفرض التعامل باللغة والليرة التركيتين، بشكل خاص في مدن الباب وعفرين وجرابلس وأعزاز وأخترين ومارع ورأس العين وتل أبيض.
وتحدثت مراصد حقوقية عن أن سياسات التتريك أخذت طابعاً «أكثر ضراوة» في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا، مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض (في منطقتي غصن الزيتون ونبع السلام)، ما دفع بمئات آلاف الأكراد إلى هجرتها. كما تمت إزالة المعالم الكردية وتغيير الأسماء الكردية للشوارع والمراكز والأحياء واستبدال أخرى تركية بها، ورُفع العلم التركي وصور الرئيس رجب طيب إردوغان فوق المدارس والمستشفيات، وجميع المراكز والمؤسسات والساحات، بهدف إحداث تغييرات ديموغرافية جذرية وطمس الهوية الكردية لتلك المناطق، واستبدال نازحين سوريين بسكانها الأكراد الأصليين، خاصة من التركمان القادمين من المناطق السورية المنكوبة الأخرى، أو اللاجئين العائدين من تركيا، بحسب ما يقول منتقدون لسياسات الحكومة التركية.
الشرق الأوسط