نشرت صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية، مقالاً تحليليا بعنوان “جبهة بوتين الداخلية تتآكل.. لكن ليس بالسرعة الكافية” لجايد ماكغلين، الباحثة في دراسات الحرب في كلية كينغس في لندن، اعتمدت فيه على بحث جديد يوضح أن التأثير الاقتصادي للحرب مع أوكرانيا ينعكس بشكل واضح على الشعب الروسي، بين المؤيدين والمعارضين للحرب على حد سواء.
ففي استطلاع حديث نشره معهد أوبن مايندس، يقول إن ما يقرب من 80 في المئة من الروس يشعرون بالقلق بشأن أوضاعهم المالية.
وأفاد نحو 84 في المئة من المشاركين بأنهم يشعرون بالضرر من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، فيما يعاني 69 في المئة من ارتفاع تكاليف السكن والخدمات المجتمعية.
ما يقرب من 80 في المئة من الروس يشعرون بالقلق بشأن أوضاعهم المالية، ونحو 84 في المئة يشعرون بالضرر من ارتفاع أسعار السلع الأساسية
ومع ذلك، تؤكد الباحثة فإن القلق الاقتصادي عبر المجتمع “ليس له تأثير يُذكر” على تقييم المواطن لنوعية حياته والفرص المتاحة له في روسيا، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بدعم الحكومة وسياساتها.
وتشدد ماكغلين على أنه بالرغم أن الليبراليين المناهضين للكرملين قد ينظرون إلى الانكماش الاقتصادي كنتيجة حتمية للغزو الروسي، إلا أن المواطنين “الأكثر تشددا” قد ينظرون إلى الأمر على أنه “عقبة مؤقتة نحو مستقبل أكثر إشراقا”.
وتلفت إلى أن الحكومة الروسية حاولت إبقاء الحرب مع أوكرانيا بعيدة عن أنظار وتفكير المواطن، والاستمرار في التظاهر بأنها “عملية عسكرية خاصة”. وإحجام الكرملين المستمر عن الإعلان عن التعبئة الثانية “الضرورية”، ينبع من الرغبة والحاجة إلى “تدليل المجتمع للترويج للحرب”.
وتحث ماكغلين الغرب على تغيير نهجه في محاولة استخدام العمليات المعلوماتية وجهود التوعية التي وصفتها بـ”رديئة التصميم” لتغيير رأي الروس بشأن الحرب.
“من الأفضل للحكومات الغربية أن تغير فرضية السؤال؛ فبدلاً من التساؤل عن دعم الروس للحرب، ربما يكون السؤال الأكثر أهمية هو: هل يمكنهم تحمل تكاليفها؟” .