يتحرك رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا عبدالحميد الدبيبة لإيجاد موطئ قدم في الجنوب الغربي، وهو ما انتبه إليه القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر الذي فضل إرسال رسائل إلى خصومه عبر لقاء مع المنسق الاجتماعي للقيادة العامة لقبيلة أولاد سليمان الشيخ زيدان الزادمة مفادها أن أكبر القبائل (أولاد سليمان)مازالت في صفه وتدعمه.
بنغازي (ليبيا) – يحمل اللقاء الذي عقده قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الأحد، مع المنسق الاجتماعي للقيادة العامة لقبيلة أولاد سليمان الشيخ زيدان الزادمة ردا على محاولات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الاقتراب من الجنوب الغربي، وهو ما عكسه مؤخرا لقاؤه مع ممثل الجنوب في المجلس الرئاسي موسى الكوني وضباط منطقة سبها العسكرية والقاطع الحدودي الرابع.
ويراهن الدبيبة على أن يكون الجنوب الليبي من أولويات عمل حكومته، حيث قال في وقت سابق إن “الجنوب سيكون من أولويات عملنا خصوصا في مجالات الصحة والبنية التحتية والمنشآت النفطية”، وهو ما يثير التساؤلات خاصة أن المنطقة خارج سيطرة حكومته عسكريا.
وأكد قائد الجيش الليبي أهمية المكونات الاجتماعية في ليبيا، مشيدا بـ”دور أبناء قبائل أولاد سليمان وباقي القبائل بالمنطقة الجنوبية في إعادة الاستقرار، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية بين الليبيين”. وجاء ذلك خلال لقاء المشير خليفة حفتر مع المنسق الاجتماعي للقيادة العامة لقبيلة أولاد سليمان، الأحد، بمكتبه في الرجمة. وقبيلة أولاد سليمان من كبرى قبائل الجنوب الليبي، كما تتواجد في مدن ومواقع أخرى.
وقبل نحو ثلاثة أسابيع التقى الكوني ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها بضباط منطقة سبها العسكرية، وضباط القاطع الحدودي الرابع الذين قدموا إحاطة على طبيعة عمل المنطقة، واستعرضوا المشاكل والصعوبات التي تعيق عمل المنطقة والقاطع المتمثلة في نقص الإمكانيات التي أدت إلى ضعف تأمين المناطق الحدودية. وأكد الكوني على ضرورة استمرار العمل لبناء جيش حقيقي ولاؤه للوطن، يدافع عنه ويحافظ على سيادته لضمان استقراره.
◙ موسى الكوني أكد في لقائه مع الدبيبة على ضرورة استمرار العمل لبناء جيش حقيقي يحافظ على سيادة الوطن ويضمن استقراره
من جانبه شدد الدبيبة على ضرورة الاستمرار في دعم المؤسسة العسكرية العريقة، بعيداً عن التجاذبات السياسية، وتوحيدها حتى تتمكن من أداء المهام الموكلة إليها للدفاع عن الوطن والمحافظة على كيانه. ويعدّ انفلات السلاح أحد أكبر التحديات التي تواجه ليبيا العالقة في خلافات وانقسامات بين سلطتين واحدة تسيطر على شرق البلاد وأخرى على غربها، فيما الآمال معلقة على انتخابات عامة تدفع نحوها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كسبيل للخروج من أزمة سياسية شديدة التعقيد.
وتشهد مدن المنطقة الجنوبية الليبية تحركات لبعض التشكيلات المسلحة التي تنحدر من المنطقة الغربية، وذلك بهدف السيطرة على بعض المعسكرات الهامة والإستراتيجية في جنوب غرب ليبيا.وتشير تسريبات إلى التخوف من حدوث صدام عسكري جنوب البلاد مع القيادة العامة للجيش الوطني التي تبسط سيطرتها على جنوب وشرق ليبيا، وذلك في ظل محاولات لتشكيلات مسلحة من الغرب تسعى للسيطرة على مناطق الجنوب في إطار رغبتها في التموضع في مناطق هامة وحيوية في المنطقة.
وبحث حفتر مع قيادات بالجيش سير عمل الوحدات العسكرية بجميع تخصصاتها داخل المُدن والمناطق الحدودية. وكشف مصدر عسكري ليبي بالجيش الوطني عن صدور توجيهات مباشرة من المشير حفتر بالتعامل مع أي محاولات من تشكيلات مسلحة من المنطقة الغربية للسيطرة أو خلق مناطق نفوذ لها في جنوب البلاد تحديداً.
وأكد الاجتماع على تعزيز دور المؤسسة العسكرية في حفظ الأمن، وبسط سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية لتحقيق الاستقرار في كل مناطق ليبيا. ويريد حفتر توجيه رسائل إلى الداخل الليبي خاصة الميليشيات التي تسببت في تهديد الاستقرار في العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية بأن الجيش لا يزال يمتلك القوة لفرض الأمن.
وتشهد ليبيا فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتحكم البلاد حاليا حكومتان متنافستان: واحدة في الغرب برئاسة الدبيبة وأخرى في الشرق يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من حفتر. وتشترك ليبيا وتشاد في حدود يتجاوز طولها ألف كيلومتر ويتواجد متمردون تشاديون على جانبيها شاركوا في الأزمات التي عاشتها ليبيا منذ سقوط نظام القذافي.
وتشنّ الجماعات المتمردة الموجودة في جنوب ليبيا هجمات منتظمة ضد القوات التشادية. وفي ربيع عام 2021 شنّت هجومًا أدى إلى مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي إتنو والد الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي إتنو. وفي 17 أغسطس الماضي توجه الرئيس التشادي الانتقالي إلى شمال البلاد “لتحفيز” قواته بعد “هجوم” على مواقع الجيش شنّته جماعة متمردة.
العرب