قال مصدر من شرطة مدينة بيجي العراقية إن ميليشيات الحشد الشعبي قامت بتفجير جميع مساجد المدينة الكبيرة منها والصغيرة، بل تعدى الأمر إلى قيامهم بتفجير حتى المطاعم التي تحوي على مصليات بداخلها، وأصبحت المدينة خالية من المساجد تماما، على حد قوله.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في اتصال خاص مع «القدس العربي» أن المدينة الآن تحت سيطرة الحشد الشعبي بالكامل ولا تملك شرطة المدينة أي سلطة فيها، بل أن عناصر الشرطة لم يعيدوا عوائلهم إلى المدينة خشية من بطش الحشد الشعبي الذي يشن حملة انتقامية ضد أهاليها أو من يعود منهم، وبدأ بتدمير بيجي وتسوية منازلها ومبانيها بالأرض، على حد تعبيره.
وقال المصدر في شرطة مدينة بيجي إن عشرات المقاتلين الإيرانيين دخلوا إلى المدينة قبل أيام وهم يعرفون بـ «الحشد الخاص» وتقودهم قيادة إيرانية لا تتبع للحشد الشعبي ولا لأي جهة حكومية، وتم تجهيزهم بعجلات وملابس الشرطة الاتحادية.
الى ذلك أكد النائب العراقي سالم العيساوي استمرار عمليات الخطف لشباب الأنبار من قبل سيطرات تقيمها عناصر مسلحة على طريق نزوح أهالي المحافظة الفارين من القتال الدائر فيها، مبينا ان بعض عناصر السيطرات لا يتكلمون العربية.
وذكر النائب عن الأنبار العيساوي في لقاء متلفز، أن عمليات خطف شباب الأنبار الفارين من مناطق المعارك، وخاصة من الرمادي وعامرية الفلوجة ومن الذين استجابوا إلى نداء الحكومة بترك الرمادي قبل بدء الهجوم عليها لتحريرها من «تنظيم الدولة ـ داعش»، والمتجهين إلى جسر بزيبز جنوب بغداد، يتعرضون منذ سبع أشهر إلى عمليات خطف منظمة على يد سيطرات أمنية يديرها مسلحون يرتدون الزي العسكري ويقفون على مقربة من قوات الجيش والشرطة، منوها إلى إبلاغ أكثر من 30 عائلة عن فقدان أبنائها ورجالها في تلك السيطرات خلال اليومين الماضيين، وأن عدد المعتقلين في تلك المنطقة زاد عن 1300 شخص.
وأشار إلى ظاهرة لاحظها النازحون من الأنبار مؤخرا في تلك المنطقة، وهي أن عناصر بعض تلك السيطرات لا يتكلمون العربية نهائيا، حيث حاولت العائلات التحدث معهم لكي لا يعتقلوا ابناءهم ولكنهم لا يتكلمون العربية ولا يمكن التفاهم معهم.
وأكد العيساوي أنه وعدد من نواب الأنبار أجروا العديد من الاتصالات بالحكومة ومجلس النواب إضافة إلى قادة الجيش والشرطة المسؤولين عن المنطقة، للحد من هذه الظاهرة ومعرفة الجهات العسكرية التي تقوم بالخطف والجهة التي تم أخذ المخطوفين إليها، ولكن دون فائدة، حيث تستمر عمليات الاعتقال وما زال مصير الضحايا مجهولا، وإن ما يجري هو سبايكر جديدة في الأنبار، حسب قوله.
في إشارة إلى قيام تنظيم «داعش» بقتل أكثر من 1000 عسكري في قاعدة سبايكر في تكريت في حزيران/ يونيو 2014.
ويشار إلى أن جسر بزيبز هو المنفذ الوحيد لمحافظة الأنبار نحو العاصمة بغداد، ويلجأ اليه الفارون من المعارك للوصول إلى بغداد لكونه أقرب نقطة اليها، إلا أن السلطات الأمنية لا تسمح لأحد من الأنبار بدخول العاصمة إلا بعد توفر كفيل بغدادي، مما أجبر المئات من النازحين على البقاء في العراء تحت رحمة البرد والجوع.
وكان النائبان عن محافظة الأنبار احمد السلماني ولقاء وردي، اتهما مجاميع مسلحة لم يسمياها باختطاف أكثر من 1200 شخص من ابناء المحافظة، فيما لمح السلماني لوجود عناصر من «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» في تلك المناطق.
وطالب السلماني المنضوي في اتحاد القوى العراقية خلال مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، والوزراء الأمنيين والقادة الميدانيين في محافظة الأنبار بالكشف عن الجهات التي تنفذ عمليات خطف المدنيين»، داعيا إلى «اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع اختطاف المدنيين من شباب المحافظة، والكشف عن مصير الآخرين ممن تم اختطافهم مؤخرا».
واشار إلى ان «هناك حالات خطف تمت في مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية مثل الثرثار والرحالية والرزازة، على يد تلك المجاميع المسلحة اثناء قدوم المدنيين من مدن الأنبار إلى بغداد او عودتهم بالعكس»، ملمحا ان «تلك المناطق يوجد فيها عناصر من كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق».
وقد هددت «كتائب حزب الله» برفع دعوى ضد النائب السلماني لاتهامها بعمليات خطف أبناء الأنبار.
عبيده الدليمي
مصطفى العبيدي
صحيفة القدس العربي