إن الأمة الصينية دائما ما تدعو إلى حسن الجوار والصداقة والتعاون، وتحترم اختلافاتها، وتسعى إلى تحقيق الوئام دون التماثل. اقترح كونفوشيوس منذ أكثر من 2000 عام: “لا تفعل بالآخرين ما لا تريد أن يفعله الآخرون بك”. وهي القاعدة الذهبية للكونفوشيوسية للتعامل مع العلاقات بين الدول.
بعد العصر الحديث، واجهت الصين أكثر من 100 عام من الاضطرابات والحرب. لقد مر الشعب الصيني بصعوبات، ويدرك تماما قيمة السلام وقيمة التنمية. ولن تفرض الصين إرادتها أبدا على الآخرين، ولن تفرض أبدا تجاربها المأساوية على الدول والأمم الأخرى.
إن ما نحتاجه بشدة في عالم اليوم هو الاحترام المتبادل وجمع أوجه التشابه وحل الخلافات.
تتمتع الصين والولايات المتحدة بتقاليد تاريخية وثقافية مختلفة، وأنظمة اجتماعية، وأيديولوجيات، ومستويات مختلفة من التنمية الاقتصادية. ومن المحتم أن تكون لدى الجانبين وجهات نظر واختلافات واحتكاكات مختلفة بشأن بعض القضايا.
الصين ترى دائما أن المصالح المشتركة للصين والولايات المتحدة تفوق خلافاتهما بكثير، وأن نجاح كل من الصين والولايات المتحدة يمثل فرصة، وليس تحديا لبعضهما.
ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تحترما بعضهما، وتعاملا بعضهما على قدم المساواة، وتحترما سيادة بعضهما وسلامة أراضيهما، واختيار كل منهما لمسارات التنمية التي يراها مناسبة له. ولا ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تفرضا إرادتهما ونماذجهما على بعضهما؛ وينبغي أن تجيدا إدارة الصراعات والاحتكاكات، وأن تصرا على تعزيز التفاهم وتوسيع التوافق من خلال الحوار والتشاور بطريقة بناءة.
اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون المربح للجانبين، وهي تمثل الطريق الصحيح والأساسي للبلدين للانسجام مع بعضهما في العصر الجديد. ويتعين على الصين والولايات المتحدة التعامل بشكل صحيح مع القضايا المهمة والحساسة مثل مسألة تايوان وفقا لمبدأ صين واحدة والمبادئ الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة.
نأمل أن تتحرك الولايات المتحدة في نفس الاتجاه مع الصين، وأن تعمل من أجل المصالح المشتركة للشعبين والعالم، وتعالج بشكل مناسب القضايا المهمة والحساسة، مثل مسألة تايوان وفقا للمبادئ الواردة في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة.
علاوة على ذلك، ستعزز الصين والولايات المتحدة الحوار والتعاون بإخلاص، بدءا من الأمور العملية التي تعود بالنفع على شعبي البلدين، وتضخ التبادلات الشعبية المستمرة تيارا مطردا من الطاقة الإيجابية في التنمية الصحية للعلاقات الثنائية. إذا تمكن الجانبان من الاقتراب من بعضهما لاحتضان الحوار، وليس المواجهة وهدم الحواجز، وليس إقامتها، فلن يكون من الصعب على البلدين أن يتكاتفا من أجل تحقيق التنمية المشتركة. والأولوية القصوى هي أن يعمل الجانبان معًا لتحقيق هدف اجتماع رئيسي الدولتين في سان فرانسيسكو، وإزالة التدخلات، وتهيئة الأجواء وتهيئة الظروف.
إن العالم يخرج الآن من الوباء، ولا بد أن تخرج العلاقات الصينية الأمريكية أيضاً من هذا المأزق. وسيجري رئيسا الدولتين اتصالات متعمقة حول القضايا الاستراتيجية والشاملة المتعلقة بالعلاقات الصينية الأمريكية، بالإضافة إلى القضايا الرئيسية المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم. وفي نفس الوقت، أتطلع أيضا إلى تكوين صداقات مع وسائل الإعلام والأشخاص من القطاعات الأخرى. دعونا نعمل معا للمساهمة في العلاقات الصينية-الأمريكية بأفكار وأفعال وشجاعة وإصرار.