أثارت تصريحات عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله عن أهمية تغيير هوية أو طائفة قائد الجيش في لبنان جدلا واسعا على الساحة السياسية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الفكرة مجرد رأي شخصي أم هي من بنات أفكار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وقد تلقى تأييدا لاسيما لدى الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل).
وقال عبدالله في تصريح لإحدى وسائل الإعلام المحلية “إنه يجب في لحظة من اللحظات، أن نتوافق جميعاً على أن يكون قائد الجيش غير ماروني ربّما”.
وجاء موقف عضو اللقاء الديمقراطي بعد أيام فقط من تمرير مجلس النواب مقترحا يقضي بالتمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزيف عون.
وكانت سبقت عملية التمديد تجاذبات على الساحة السياسية لاسيما بين الفرقاء المارونيين الذين انقسموا بين طرف يقوده حزب القوات اللبنانية ويتبنى التمديد لتجنب الفراغ في قيادة الجيش، لاسيما وأن ولاية عون تنتهي في العاشر من يناير المقبل، وبين طرف يمثله التيار الوطني الحر الذي يعارض بشدة التمديد ويطالب بتولي من هو أعلى رتبة في الجيش المنصب.
ويعود موقف التيار الوطني الحر إلى الخشية من أن يشكل التمديد لعون المدخل لتوليه لاحقا رئاسة الجمهورية.
وتوزع المناصب السياسية والعسكرية والأمنية في لبنان وفق محاصصة طائفية، حيث تتولى شخصية تنتمي للطائفة المارونية قيادة الجيش، كما هو الحال بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية.
◙ المناصب السياسية والعسكرية والأمنية في لبنان توزع وفق محاصصة طائفية، حيث تتولى شخصية تنتمي للطائفة المارونية قيادة الجيش
ويقول نشطاء سياسيون ومدنيون إن التوزيع الطائفي الحالي للمناصب هو السبب الأساسي في الأزمات التي تعصف بلبنان، لكن البديل قد يكون أسوأ حيث يسيطر حزب الله على سلطة القرار، وبالتالي فإن أيّ تغيير في النظام سيحرص الحزب الموالي لإيران على أن يكون لصالحه.
ويشير النشطاء إلى أن الطبقة السياسية الحالية في لبنان مستفيدة من النظام الطائفي السائد، وبالتالي فإنه من غير الوارد رؤية أيّ تعديل أو تحوير، لافتين إلى أن أيّ محاولة من قبل البعض مثلا لتغيير هوية قائد الجيش ستفتح الباب لمطالبات بأن يشمل الأمر باقي المناصب، لهذا فإن هذا الباب سيبقى مغلقا على الأقل على المديين القريب والمتوسط.
وأمام الضجة التي أحدثها تصريحه أطلّ عبدالله عبر موقع “نداء الوطن” ليقدم تبريره قائلا “منذ أيام الرئيس فؤاد شهاب وحتى اليوم، كل قائد جيش هو مرشح طبيعي للرئاسة” وأنّ “هذا الموضوع يخلق مشاكل ضمن الجيش وخارجه”.
وأوضح القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي أنّ “رأيه يمثّله وحده فقط، وينبع من فكره ورؤيته العلمانية للدولة اللبنانية”.
واعتبر أن “اختياره قيادة الجيش كان على سبيل المثال وليس من باب الحصرية، بمعنى أن التغيير الذي ينشده ويتمنّى حصوله يوماً ماً، يشمل كل المراكز والمسؤوليات في الدولة وغير موجّه إلى أي طائفة محدّدة”.
وشدد عبدالله على أنّ كلامه هو مجرّد رأيٍ سياسي ذي خلفية ثقافية علمانية لا طائفية، وليس اقتراحاً قانونيّاً.