حرب غزة.. ما مستقبل العدوان؟

حرب غزة.. ما مستقبل العدوان؟

An aerial view on December 26, 2023 shows destroyed buildings in Beit Lahia following Israeli bombardments in the northern Gaza Strip, amid ongoing battles between Israel and the Palestinian militant group Hamas. (Photo by AFP)

أعلن الاحتلال أن هدفيه من الحرب على غزة هما القضاء على حماس، واستعادة الأسرى الإسرائيليين لديها، وبدأها بقصف جوي مكثف لكل أنحاء القطاع مركزا على شماله، ثم، وبعد تردد قرر شن هجوم بري ركز على شمال ووسط القطاع انتهى بهدن إنسانية استمرت أسبوعا قبل أن يقرر استئناف هذا الهجوم على الجنوب، فهل نجح الاحتلال في تحقيق هذين الهدفين بعد أكثر من 80 يوما من بدء الحرب وما مستقبل هذا العدوان؟

مرحلة عدوان جديدة.. لماذا؟
أعلن الاحتلال بعد ذلك نيته الانتقال للمرحلة التالية للعدوان، والتي تتمثل في تخفيف الهجمات المكثفة التي تستهدف المدنيين، والتركيز على استهداف تجمعات المقاومة وأنفاقها بنيران مكثفة بما في ذلك القصف الجوي، مع تنفيذ إعادة تموضع قواته بنشرها في شمال وجنوب قطاع غزة بالإضافة إلى الوسط، وأرفق ذلك بسحب الكتيبة الـ13 للواء النخبة “غولاني”، متذرعا بإعادة ترتيب صفوفه بعد الخسائر التي تكبدها على يد المقاومة، فضلا عن الإعلان عن خطط لتسريح الآلاف من جنود الاحتياط.

وتزامنا مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للكيان، فقد تم وضع مهلة زمنية للانتقال لهذه المرحلة لا تتجاوز حسب تقديرات إسرائيلية وأميركية نهاية الشهر المقبل أي يناير/كانون الثاني 2024، مع ربط ذلك بتوسيع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود، والتأكيد على عدم السماح بتهجير المدنيين ترضية لمصر والأردن اللتين عارضتاه لأسباب مختلفة، وأرفق ذلك باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لزيادة المساعدات مع فرض رقابة عليها.

وجاء هذا التوجه ليؤكد أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر للاحتلال للاستمرار في عدوانه، مع تغيير الوسائل، ولإعطائه كذلك فرصة جديدة لتنفيذ مهمة القضاء على حماس، غير أن ذلك جاء نتيجة تضافر عدة عوامل:

تراجع شعبية الرئيس بايدن أمام منافسه ترامب على خلفية دعمه اللامحدود للكيان، فضلا عن حصول تململ كبير في إدارته وفي وزارة الخارجية بسبب التماهي مع الاستهداف الإسرائيلي المركز للمدنيين، دون محاولة وضع أي قيود على ذلك أو استخدام المساعدات لإجبار الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بقواعد حقوق الإنسان في حربها على المقاومة. وفي هذا السياق، حذر بايدن من “مخاوف حقيقية في مختلف أنحاء العالم من أن تفقد أميركا مركزها الأخلاقي؛ بسبب دعمنا إسرائيلَ”، فيما اعتبر وزير الدفاع، لويد أوستن، أن إسرائيل تخاطر بتلقي “هزيمة إستراتيجية” إذا استمرت في التسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين.
تخلخل الدعم الغربي للاحتلال، والانتقادات الكبيرة للأمم المتحدة للمآسي الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال بغزة، ومن ذلك صدور بيان مشترك لرؤساء وزراء لكل من كندا وأستراليا ونيوزيلندا اعتبر أنه “لا يمكن أن تكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين هي ثمن هزيمة حماس”. فيما تغير موقف الرئيس الفرنسي حين قال “لا يمكننا أن نسمح بترسيخ فكرة أن محاربة الإرهاب تعني تدمير كل شيء في غزة أو مهاجمة السكان المدنيين بشكل عشوائي”. وكذلك أيدت فرنسا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين والذي يدعو لهدنة إنسانية لدخول المساعدات إلى غزة، ووقف إطلاق النار في حين امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت، ليخالفوا بذلك الموقف الأميركي الرافض للقرار.
وأسهمت في هذا التغيير بشاعة المجازر التي ارتكبها الاحتلال، واستهدافه المتكرر للمستشفيات والمدارس، وتعمد استهداف المدنيين في تحركاتهم وتنقلاتهم، فضلا عن الدمار الهائل الذي ألحقه بالبنية التحتية والمنازل والمؤسسات.

وربما وهو الأهم، فشل جيش الاحتلال في تحقيق صورة نصر أو استعادة الأسرى، وذلك على الرغم من ترويجه لقتل الآلاف من عناصر المقاومة، وتدمير بعض قدراتها العسكرية. كما فشل الاحتلال في محاولات في تحرير أسراه، وتسبب في إحداها بمقتل أحدهم، فيما قتل ثلاثة من أسراه جاؤوه رافعين الرايات البيضاء، فضلا عن إعلان القسام مقتل بعضهم بغارات إسرائيلية، الأمر الذي فاقم السخط عليه في أوساط أهالي الأسرى، وزاد من المطالبات بعقد صفقة تبادل.
نجاح المقاومة ليس في الصمود فقط، وإنما بإلحاقها الخسائر الفادحة بجيش الاحتلال، وتمكنها من بث فيديوهات استهداف الدبابات والآليات، وإيقاع الجنود بالكمائن، وقنص الكثير منهم ببنادق الغول القسامية. ولم يعترف الاحتلال إلا بمقتل نحو 170 من قواته منذ الحملة البرية حتى ساعة كتابة هذا التحليل، فيما تحدثت المقاومة عن أضعاف هذا الرقم، بالإضافة لتدمير المئات من آليات الاحتلال العسكرية.
التخوف من احتمال توسع رقعة الحرب في غزة لتصل إلى حرب إقليمية، في ظل استمرار التصعيد من قبل حزب الله في لبنان، ودخول الحوثيين على الخط باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، فضلا عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات على الكيان.

يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة أبرز المطلوبين لدى جيش الاحتلال (الأناضول)
أهداف غير واقعية وفشل
ومع هذا الفشل الميداني، بدأ الاحتلال بالحديث عن استهداف شخصيات محددة مثل يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، ومحمد الضيف رئيس أركان المقاومة ونائبه مروان عيسى بالإضافة للقيادي العسكري في كتائب القسام محمد السنوار شقيق رئيس حماس في غزة، وغيرهم من الأسماء ليتمكن في حال نجاحه في قتل أحدهم من تسويق صورة نصر أمام جمهوره، تحل محل هدف القضاء على حماس الذي حدده ولم يتمكن من إنجازه حتى الآن.

وعن هذا الفشل قال الدكتور مايكل ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان للدراسات الشرق الأوسطية والأفريقية، في تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست في 14/12/2023 “تعرضنا لأضرار جسيمة، وما زلنا بعيدين عن إسقاط حماس، فغالبية مقاتليها لا يزالون على قيد الحياة، ولا تزال تمتلك الصواريخ”.

ورغم تأكيده أن قصف “الرموز الحكومية مثل البرلمان والمحاكم والمساجد له قيمة رمزية إلى حد كبير”، فإن ميلشتاين اعترف بأن “حماس لا تحتاج إلى هذا لمواصلة قتالها”، قائلا “بالنسبة لحماس، المقاومة أهم بكثير من الحكم. وطالما أن لديها أسلحة ومقاتلين، فإنها لا تهتم بما إذا كان بإمكانها حكم غزة أو تسليم المساعدات الإنسانية”.

إعلان

أما نائب الكنيست والباحث، والضابط في الاحتياط عوفر شيلح، فيقول في حديث للقناة الـ13 العبرية، إن “استمرار القتال بالطريقة الحالية لن يؤدي لتحقيق أهداف الحرب، أي لا تدمير حماس ولا استعادة المخطوفين”.

ويضيف: “هذا ليس فقط بسبب تراجع أو فقدان غطاء الشرعية الدولية، بل لأنه يخطئ من يعتقد أن الجيش، في ما تبقى من وقت، قادر على التنقل من مكان لمكان، وقتل هذا المخرّب أو ذاك، وتدمير فتحة نفق هنا ونفق هناك. هذا غير ممكن، ويضاف لذلك الكلفة الباهظة للحرب. هذا لن يتحقق، وكل تاريخ الحروب الإسرائيلية يؤكد هذه الخلاصة”.ورغم كل ذلك، لا تعترف حكومة الاحتلال بالفشل، وإن بدأت في الآونة الأخيرة في الحديث عن شراسة المقاومة والصعوبات التي يواجهها جيش الاحتلال في ظل الاضطرار للإعلان عن أعداد أكبر من القتلى والجرحى وإن كانت أقل بكثير من الواقع، واعتراف جيش الاحتلال أنه حتى الآن لا تزال صفارات الإنذار تدوي وسط تل أبيب، وملايين المواطنين يبحثون عن ملجأ!

وانتشر تسريب لجندي إسرائيلي يتحدث في مدرسة دينية عن سقوط أكثر من 1300 قتيل من جنود الاحتلال في المعركة البرية.

وفي سياق الخسائر، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن 5 آلاف جندي جرحوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن وزارة الدفاع اعترفت بألفي جندي معاق حتى الآن، فيما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن “عدد جنود الجيش والشرطة وقوات الأمن الأخرى المصابين بلغ 6125، بالإضافة إلى مقتل 20 عسكريا بنيران صديقة أو حوادث أثناء القتال.

وفيما يتعلق بإضعاف حماس، تحدث الباحث بول روجرز، في مقال بصحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن الصعوبات التي واجهها الصحفيون في التغطية من غزة والتي ساعدت في رواج رواية إسرائيل عن إضعاف حماس، مشيرا إلى أن ذلك تغير عندما ظهرت صورة مختلفة.

وأشار إلى الخلافات بين قادة الجيش والسياسيين قائلا إن “قادة الجيش الإسرائيلي يتعرضون لضغوط هائلة لتحقيق النجاح، وسيذهبون إلى الحد الذي تسمح به حكومة الحرب. وهؤلاء القادة سيدركون الآن أنه على الرغم من كل خطابات نتنياهو، فإن حماس، أو على الأقل أفكارها، لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية”.

وشدد على أن “إسرائيل لا تجازف بالتحول إلى دولة منبوذة فحسب، حتى بين حلفائها، بل إنها ستعمل أيضا على تغذية جيل من المعارضين لها.. ولذلك تحتاج إلى إنقاذ نفسها، لكن هذا سيعتمد، أكثر من أي شيء آخر، على بايدن والمحيطين به. وقد يتعين عليهم، ربما بدافع من المزاج العام المتغير بسرعة في أوروبا الغربية، أن يدركوا دورهم في وضع نهاية فورية لهذه الحرب”.

وبالنسبة للهدف الثاني والمتمثل بالإفراج عن الأسرى، فإن نتنياهو يسوّق لجمهوره أن حكومته لن تنجح في تحرير “الرهائن” الإسرائيليين المحتجزين في غزة “دون الضغط بقوة عسكرية”، ولكن الواقع يقول إن الطريقة الوحيدة التي نجح فيها الاحتلال في تحرير أسراه هي بالتبادل في ظل هدن إنسانية، وهو ما يعزز القناعات في الشارع الإسرائيلي بالدعوة لوقف إطلاق نار فوري، وإجراء صفقة تبادل شاملة للأسرى كما تطالب حماس.

ورغم امتلاك إسرائيل كل التكنولوجيا وبمساعدة طائرات تجسس أميركية وبريطانية وفرنسية، فإن كل ذلك لم يفلح في تحرير أي أسير إسرائيلي بالقوة.

مستقبل الحرب
ومع كل ما تكبّده الاحتلال، ومع قدرة حكومة نتنياهو على تضليل جمهورها، وتقليل الخسائر بما في ذلك خسائر المرتزقة الذين توفرت مؤشرات ودلائل على وجودهم بصرف النظر عن أعدادهم، فإن قدرة العدو على تحمل الخسائر ما زالت معقولة، فضلا عن استمرار تمتعه بالدعم الأميركي بما يسمح له بمواصلة العدوان.

ولا تزال قوات الاحتلال تحظى بدعم الجمهور الذي تهيمن عليه رغبة الانتقام من الإذلال الذي تعرض له الكيان في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع أن هذا العامل بدأ بالتخلخل مع استمرار تصاعد الخسائر في صفوف الجيش، وتصاعد احتجاجات أهالي الأسرى وضغطهم على حكومة نتنياهو لإنجاز صفقة تبادل للأسرى، بالإضافة لمطالبة قادة سابقين في الجيش وقادة عسكريين حاليين بوضع قضية تحرير الأسرى كأولوية على استمرار الحرب التي رأوا أنها لن تنجح في استئصال حماس وستستمر لفترة طويلة.

ولذلك، فمن المتوقع استمرار العدوان لمدة قد لا تتجاوز نهاية الشهر المقبل، مع ترجيح عدم إطالة المعركة إذا لم ينجح الاحتلال في تحقيق إنجاز عسكري حقيقي، وفي حال استمرار خسائره بوتيرة عالية نسبيا.

وفي حالة الدخول في المرحلة الرابعة المعلن عنها، فستنفذ قوات الاحتلال إعادة انتشار وتشكل مناطق عازلة على حدود القطاع الشمالية والجنوبية وفي وسطه في محاولة لفصل شماله عن جنوبه، مع التمكن من استمرار استهداف المقاومة من هذه المناطق دون الاضطرار إلى الدخول في مواجهة مباشرة معها لتقليل الخسائر، علما أن ذلك لن يفلح في هزيمتها.

‏ويقول رون بن يشاي المحلل العسكري الإسرائيلي المستقل الذي سبق وتقلد عدة مناصب في جيش الاحتلال، في تقرير له في يديعوت أحرنوت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي فوجئ عندما اكتشف أن مجموعة الأنفاق والأعمدة التابعة لحماس أكبر بنسبة 500% إلى 600% من تقديراته، موضحا أنه “إذا كان الجيش يعتقد في السابق أن هناك 500 كيلومتر من الأنفاق ونحو ألف بئر في كامل أراضي قطاع غزة، فإنه الآن من المعروف أن هناك آلاف الكيلومترات من الأنفاق وآلاف الأعمدة فهذه أرقام لا يمكن تصورها”.

حكومة نتنياهو تواجه ضغوطا كبيرة لإنهاء الحرب (الفرنسية)
حكومة نتنياهو تواجه ضغوطا كبيرة لإنهاء الحرب (الفرنسية)
كما تحدث الكاتب الإسرائيلي، اعتمادا على تصريحات قادة عسكريين ميدانيين عن قتال معقد وعنيف في الشجاعية “من الزقاق إلى الزقاق” (في منطقة الشمال التي قال الاحتلال إنه سيطر عليها)، وكذلك في الوسط، معتبرا أن القتال الأعنف هو في خان يونس (الجنوب).

ولذلك، فإن معالم المرحلة المقبلة، سيحاول فيها الاحتلال ما يلي:

محاولة تضييق الخناق على المقاومة، وإضعاف الفاعلية العسكرية لها، من خلال إعادة تموضع قواته وإبعادها عن الحارات والأزقة التي يتم فيها الاستهداف من قبل مقاتلي القسام، مع شن عمليات مركزة وقصف جوي مركز، وهو أمر لا يتوقع أن ينجح فيه الاحتلال، لأنه دون الدخول إلى المناطق المكتظة والمواجهة مع المقاومة فلن يستطيع القضاء على فاعليتها، كما أن المقاومة لا تزال تمتلك من الإمكانات والتكتيكات القادرة على إفشال خطط الاحتلال، الأمر الذي يعني غرقه في وحل غزة، واضطراره في النهاية للانسحاب والقبول بصفقة تبادل مع المقاومة.
التحضير لعملية سياسية يضمن فيها مصالحه، إلا أنه لا يملك حتى الآن تصورا محددا عنها، إذ لا يزال يرفض أي دور للسلطة في غزة، ويختلف مع إدارة بايدن في سعيها لما تسميه تنشيط السلطة وتعديلها للقيام بدورها في القطاع. وهذا سيعتمد أساسا على نجاحه في القضاء على المقاومة، وهو أمر مستبعد في ضوء ما ذكر سابقا، كما أنه لا يمكن لعملية سياسية أن تتم دون مشاركة المقاومة أو مباركتها، ولن تتمكن السلطة الفلسطينية حتى تلك المعدلة التي يتحدث عنها الأميركيون من حكم القطاع دون الاتفاق مع حماس، ودون وجود برنامج سياسي قادر على الحياة.
محاولة تخفيف الانتقادات الدولية له وللولايات المتحدة من خلال التخفيف من استهداف المدنيين، وهذا سيعتمد أساسا على التزام الكيان بما اتفق عليه مع إدارة بايدن، أو ما إذا كانت هذه الإدارة ستعطيه مهلة أخرى لإنجاز أهدافه المستحيلة في غزة، وهذا مشكوك فيه.
السعي لاستبعاد إمكانية توسع الصراع، ومشاركة حلفاء إيران فيه، وهو ما لا تريد الإدارة الأميركية الانجرار إليه على حساب تركيزها على الصين وروسيا.
ولذلك، فإن الاحتلال فشل حتى الآن في تحقيق هدفيه، وهو ما دفع رئيس أركان الاحتلال هرتسي هاليفي للقول إن الحرب ستستمر عدة أشهر أخرى، وإن أهدافها ليس من السهل تحقيقها، وهو ما يمكن اعتباره إعلان هزيمة.

وفي العلوم العسكرية فإن فشل الجيش في تحقيق أهدافه، هو هزيمة، وقدرة المنظمة التي تقود حرب عصابات على الصمود بوجه الاستئصال هو نصر.

وانطلاقا من ذلك، فستكون هناك جولة جديدة من الصراع في غزة، وستكون فيها المعضلة الإسرائيلية كبيرة، وقد تؤدي لإحداث تغييرات سياسية في الكيان تجعل أهدافه في غزة أكثر واقعية وتتيح له وقف الحرب والقبول بواقع أنه لا يمكن اجتثاث فكرة متجذرة في الأرض، ولا هزيمة شعب مصمم على نيل حقوقه.

وإن حدث ذلك، فسيدفع الاحتلال الثمن المطلوب، وهو إطلاق الأسرى، والانسحاب الكامل من غزة.

المصدر : الجزيرة