ذكر المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات -في تقرير له نشره على موقعه- أن المسؤولين الإسرائيليين ما فتئوا يؤكدون أن إسرائيل تحارب حاليا على عدة جبهات، وأضاف أنه من الممكن أن تطول قائمة أعدائها.
فإلى جانب الحرب على غزة -يشرح التقرير- يخوض الجيش الإسرائيلي اشتباكات محدودة مع حزب الله اللبناني، كما تشهد الضفة الغربية المحتلة اضطرابات قد تخرج عن نطاق السيطرة.
ويضيف التقرير أن هضبة الجولان السورية المحتلة هي الأخرى ساحة تشكل قلقا بالنسبة لإسرائيل.
أما بخصوص العلاقة المتوترة مع إيران، فتقف حتى الآن عند تبادل التهديدات -حسب المركز الروسي- الذي أوضح أنه بعد مقتل المستشار رفيع المستوى للحرس الثوري رضي موسوي، هددت طهران تل أبيب بالرد متهمة إياها بالوقوف وراء الحادثة.اليمن والعراق
وزاد المركز الروسي أن الحوثيين في اليمن من بين أبرز أعداء إسرائيل، إذ شنوا هجمات عليها، وأطلقوا النيران على السفن التي تحمل البضائع إليها في منطقة البحر الأحمر، وهو ما اضطر عديدا من الشركات إلى تغيير اتجاهها، ومن المؤكد أن الحوثيين لن يتركوا إسرائيل وشأنها، وفق تعبيره.
وأضاف التقرير أن حركة “المقاومة الإسلامية في العراق” أعلنت عن نفسها بتحملها مسؤولية توجيه ما وصفتها بالضربة الناجحة على “هدف إسرائيلي حيوي” في البحر الأبيض المتوسط.
وقد أعلنت في السابق مسؤوليتها عن هجمات على قواعد عسكرية أميركية في سوريا والعراق. كما أعلنت الحركة اعتزامها مواصلة دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والرد على “الفظائع” الإسرائيلية.
وأكد التقرير الروسي أن غزة تظل مصدر القلق الرئيسي لإسرائيل، لا سيما في ظل عدم تحقق الأهداف الرئيسية لحربها عليها بسبب المقاومة الشرسة لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ تتكبد إسرائيل خسائر أثارت ردود فعل الرأي العام في تل أبيب.
ونقل التقرير عن مصادر إعلامية قولها إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتغيير إستراتيجيته في قطاع غزة وتعويض العمليات النشطة بمعارك بطيئة، فهو يريد توسيع “المنطقة العازلة” لمنع سكان غزة من الاقتراب من الجدار الحدودي المسمى بالجدار الحديدي.حرب مرهقة
وبعدها، سيتم تنفيذ غارات إسرائيلية، وسينخفض قوام القوات الموجودة في القطاع. وحسب رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست يولي أدلشتين فإن إسرائيل تنتقل من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في غزة، وعلى المجتمع الاستعداد لحرب طويلة.
وشدد المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات على أنه لم يسبق لإسرائيل خوض حرب مرهقة وصعبة في تاريخها مثل هذه، كما أنها لم تواجه قط مثل هؤلاء المقاتلين.
وعلى عكس التوقّعات، استمرت الاشتباكات لفترة أطول وامتدت إلى ما هو أبعد من القطاع.
ووفقا لموقع بلومبيرغ، تحتاج إسرائيل في العام الجاري إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بما لا يقل عن 30 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار)، ناهيك عن ميزانيات هائلة أخرى لدفع تكاليف مشاريع مرحلة ما بعد انتهاء الحرب. وتستند الحسابات إلى توقّع انتهاء الحرب في الربع الأول من عام 2024.
وأضاف تقرير المركز الروسي أنه حتى لو تمكّنت إسرائيل في نهاية المطاف من هزيمة “حماس”، فإن هذا لن يساعدها على حل مشاكلها الأكثر صعوبة.