ترامب يزور آيوا تزامنا مع الذكرى الثالثة لهجوم أنصاره على الكابيتول

ترامب يزور آيوا تزامنا مع الذكرى الثالثة لهجوم أنصاره على الكابيتول

يقوم الرئيس الأميركي السابق والمرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب بجولة انتخابية -السبت- في ولاية آيوا حيث يشارك في تجمعين في الذكرى الثالثة لاقتحام الكابيتول في واشنطن، وهو حدث ينقسم بشأنه الناخبون الأميركيون.

وتنظّم هذه الولاية الواقعة في الوسط الغربي للولايات المتحدة في 15 يناير/كانون الثاني مجالسها الانتخابية الشعبية (كوكوس) لتنطلق بذلك الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي في خريف هذه السنة، مما يمنحها منذ نصف قرن وزنا كبيرا في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وسيواجه ترامب الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025 -رغم توجيه 4 اتهامات قضائية إليه على المستوى الفدرالي- حُكم الناخبين عليه في غضون 8 أيام للمرة الأولى منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021 في أجواء صاخبة.

ودون أن يتفوه بكلمة بشأن هجوم أنصاره على الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وصل دونالد ترامب -الجمعة- إلى ولاية آيوا حيث يلقي كلمة في تجمع انتخابي في مدينة نيوتن ثم في مدرسة في مدينة كلينتون على الحدود مع ولاية إيلينوي.

وفي مدينة سيوكس سنتر -الجمعة- اتهم ترامب الرئيس جو بايدن بـ”إثارة المخاوف” بعد خطاب وصفه بأنه “مثير للشفقة” ألقاه بايدن في ولاية بنسيلفانيا قارن فيه خطاب الملياردير الجمهوري بخطاب “ألمانيا النازية”.

ووصف ترامب عهد بايدن بأنه “سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل”.

وقال ترامب “في غضون 10 أيام، سيدلي سكان هذه الولاية بأهم صوت في حياتهم”، معتبرا أن ظروف الحملة الانتخابية للعام 2024 وتحدياتها “أكثر” أهمية مما كانت عليه في العام 2016 حين فاز بالرئاسة.

ورغم الاتهامات القضائية الموجهة إليه وخطر السجن بسبب محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تمنح استطلاعات الرأي 60% من أصوات الجمهوريين لدونالد ترامب في مواجهة منافسَيه الرئيسيين نيكي هايلي ورون ديسانتيس، في تقدم غير مسبوق.

ففي ولاية آيوا وعدد من الولايات المحافظة الأخرى، يتمتع الملياردير السبعيني الذي أحدث تحولات في المشهد السياسي الأميركي في أقل من 10 أعوام، بقاعدة جماهيرية وفية جدا قادرة على غض النظر عن مشاكله القضائية.

ولا يزال الهجوم على مقر الكونغرس قبل 3 أعوام يثير انقساما عميقا في الولايات المتحدة حيث يعتقد 25% من الأميركيين و44% من الناخبين المؤيدين لترامب أن مكتب التحقيقات الفدرالي وراء هذا الهجوم، حسبما أظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وجامعة ميريلاند.

وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي -السبت- توقيف 3 مطلوبين في فلوريدا لمشاركتهم في الهجوم على الكابيتول.

وخلال تحقيق موسع دام 35 شهرا ولا يزال مستمرا، وجهت السلطات الأميركية التهمة لأكثر من 1200 شخص في ولايات البلاد الـ50 لمشاركتهم في تمرد السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وأدين أكثر من نصفهم.

وأكد بايدن الجمعة أن ترامب وأنصاره يتوسلون “العنف السياسي”، وقال إن “ترامب وأنصاره (من مؤيدي شعار: فلنعد إلى أميركا عظمتها) لا يتبنون العنف السياسي فحسب، بل يستخفون به”.

ومن المقرر أن يمثل ترامب أمام القضاء في واشنطن في الرابع من مارس/آذار بتهمة التآمر لإلغاء نتائج الانتخابات، كما يواجه اتهامات بالابتزاز في جورجيا حيث سعى لقلب نتائج الانتخابات في الولاية الجنوبية بعد هزيمته.

وتجري في اليوم التالي، أي في الخامس من مارس/آذار، نحو 15 ولاية بينها ماين وكولورادو الانتخابات التمهيدية، وهو ما يُعرف أيضا بـ”الثلاثاء الكبير” عندما يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع.

وقدم بايدن الذي يتخلف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد، في خطاب ألقاه قرب فالي فورج في ولاية بنسيلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة إذ كان أحد المعسكرات الرئيسية للجيش خلال حرب الاستقلال.

واتهم بايدن ترامب باستخدام خطاب “ألمانيا النازية”، قائلا إن الرئيس الجمهوري السابق “يتحدث عن دماء الأميركيين المسمومة، مستخدما بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية”.

وفي مقال نشرته مجلة “ذي أتلانتيك” الجمعة، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأميركي في فترة هجوم الكابيتول نانسي بيلوسي “لجوء دونالد ترامب إلى الهجوم”، معتبرة أن “التهديد ضد ديمقراطيتنا لا يزال حقيقيًا” حتى بعد 3 أعوام.

المصدر : الفرنسية