«أوبك» تتوقع تراجع الطلب على نفطها في 2020

«أوبك» تتوقع تراجع الطلب على نفطها في 2020

General view of a meeting of oil ministers of the Organization of the Petroleum Exporting countries, OPEC, at their headquarters  in Vienna, Austria, Friday, Dec. 4, 2015. (AP Photo/Ronald Zak)

توقعت «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) انخفاض الطلب العالمي على نفطها في 2020 عن مستواه في العام المقبل، مع صمود إمدادات المعروض من المنافسين أكثر من التوقعات ما قد يزيد الجدل في شأن جدوى إستراتيجيتها الرامية للسماح بهبوط الأسعار لإخراج منافسيها من السوق.

ورفعت المنظمة في تقريرها عن آفاق النفط العالمية هذه السنة توقعاتها للمعروض العالمي من النفط المحكم الذي يشمل النفط الصخري على رغم انهيار الأسعار. ورفضت قبل سنة خفض الإمدادات للحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة المنافسين ذوي كلفة الإنتاج العالية. وأضافت «أوبك» أن الطلب على نفطها سيصل إلى 30.70 مليون برميل يومياً في 2020 انخفاضاً من 30.90 مليون برميل يومياً في العام المقبل. ويقل حجم الطلب المتوقع على نفط المنظمة في 2020 نحو مليون برميل يومياً عن المستوى الحالي لإنتاجها.

وهبطت أسعار النفط إلى أقل من النصف في 18 شهراً وهوت إلى أدنى مستوياتها في 11 سنة عند 36.04 دولار للبرميل هذا الأسبوع. وساهم هذا الانخفاض في تعزيز الطلب على الخام في الأمد المتوسط وإن كانت «أوبك» أشارت إلى أن الدعم الذي تلقاه الطلب من انخفاض أسعار الخام سينحسر بمرور الوقت.

وقال أمينها العام عبد الله البدري، في مقدمة التقرير «تأثير هبوط أسعار النفط في الآونة الأخيرة على الطلب يتجلى بأوضح صوره في الأمد القصير (…) ثم ينحسر بعد ذلك في الأمد المتوسط».

وعلى رغم ذلك يُظهر التقرير تحسن آفاق الأمد المتوسط من وجهة نظر «أوبك» باعتبارها المورد لثلث النفط في العالم. ففي تقرير 2014 كان يُتوقع أن ينخفض الطلب على نفط المنظمة إلى 29 مليون برميل يومياً بحلول عام 2020.

ولا تشمل توقعات «أوبك» الواردة في التقرير أندونيسيا التي انضمت إلى المنظمة من جديد في كانون الأول (ديسمبر). ولم يطرأ أي تغيير على البيانات الرئيسية في التقرير والتي تُظهر تعرض الحصة السوقية للمنظمة في الأمد المتوسط لضغوط مقارنة بالبيانات التي وردت في تقرير سري للمنظمة حصلت عليه وكالة «رويترز» في تشرين الثاني (نوفمبر).

وأضاف التقرير أن الإنتاج العالمي من النفط المحكم سيصل إلى 5.19 مليون برميل يومياً بحلول 2020 ليبلغ ذروته عند 5.61 مليون برميل يومياً في 2030 ثم يتراجع إلى 5.18 مليون برميل يومياً في 2040 مع انضمام الأرجنتين وروسيا إلى أميركا الشمالية في إنتاج هذا النفط. وكانت تقديرات العام الماضي تشير إلى وصول إنتاج النفط المحكم إلى 4.50 مليون برميل يومياً بحلول 2020 وإلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول 2040.

وفي سيناريو آخر يتوقع زيادة المعروض، فإن إنتاج النفط المحكم قد يمتد إلى المكسيك والصين بما يصل بالمعروض إلى نحو ثمانية ملايين برميل يومياً بحلول عام 2040. وفي 2013 توقعت «أوبك» ألا يكون للنفط المحكم أثر خارج أميركا الشمالية.

ويدعم التقرير وجهة النظر القائلة إن حصة المنظمة في السوق سترتفع في المدى الطويل مع انحسار نمو إمدادات المنافسين. وتتوقع «أوبك» أن يصل الطلب على نفطها إلى 40.70 مليون برميل يومياً في 2040 بما يمثل 37 في المئة من المعروض العالمي ارتفاعاً من 33 في المئة هذه السنة.

ورفعت «أوبك» توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الأمد المتوسط إذ تتوقع وصوله إلى 97.40 مليون برميل يومياً بحلول 2020 بزيادة 500 ألف برميل يومياً على تقرير العام الماضي. وبحلول عام 2040 تتوقع «أوبك» أن يصل الطلب على النفط إلى 109.80 برميل يومياً بانخفاض 1.3 مليون برميل يومياً عن مستواه قبل سنة بفعل تحسين كفاءة الطاقة وجهود الحد من تغير المناخ. وفي السوق، ارتفعت أسعار النفط الأميركي مسجلة علاوة سعرية فوق خام «برنت» أمس بعدما أظهر تقرير هبوطاً غير متوقع في المخزون الأميركي مع احتمالات زيادة الصادرات في سوق النفط الذي يعاني بالفعل من تخمة كبيرة في المعروض. وجرى تداول عقود خام «غرب تكساس الوسيط» في العقود الآجلة استحقاق شهر عند 36.47 دولار للبرميل مرتفعاً 33 سنتاً عن آخر سعر للتسوية. وجرى تداول خام «برنت» في وقت سابق عند مستوى متدن بلغ 36.28 دولار للبرميل منخفضاً عن الخام الأميركي بعدما ظل فترة طويلة متفوقاً على الخام الأميركي ليتجاوز الأخير خام القياس العالمي بعلاوة سعرية بسيطة للمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 الذي شهد الوضع ذاته لفترة قصيرة.

إلى ذلك، أفاد ناطق باسم «كونوكو فيليبس» بأن الشركة الأميركية المنتجة للنفط والغاز الطبيعي باعت حصتها التي تبلغ 50 في المئة في مشروع مشترك مع «روسنفت» النفطية الروسية الحكومية. ويأتي تخارج «كونوكو فيليبس» من استثماراتها في روسيا بعد نحو خمس سنوات من بيعها أكبر أصل لها في البلاد وهو حصة في «لوك أويل» في مقابل 9.5 بليون دولار. وبقي لـ «كونوكو فيليبس» في روسيا المشروع المشترك «بولار لايتس» بعدما باعت حصة تبلغ 30 في المئة في مشروع مشترك آخر لشريكتها لوك أويل في عام 2012.

وأوردت صحيفة «فايننشال تايمز» بيع الحصة أمس. وقال الناطق كريس سافا إن «كونوكو فيليبس» باعت حصتها إلى تريسونيري أسيت. وأفادت «فايننشال تايمز» نقلاً عن مصدر مطلع بأن «روسنفت» باعت أيضاً حصتها في المشروع المشترك «بولار لايتس» الأسبوع الماضي في صفقة قيمتها ما بين 150 و200 مليون دولار.

رويترز