موسكو – تسعى صناعة الأغذية الحلال في المغرب من بوابة روسيا للاستحواذ على حصة من هذه السوق، مع نمو أعداد مستهلكي هذه المنتجات في العديد من البلدان وخاصة في أوروبا.
ويأمل المصدرون المغاربة في أن يساعد موقع بلدهم ونشاط الصناعات الغذائية على زيادة صادراتهم من المنتجات الحلال المعتمدة إلى الأسواق الأوروبية تحديدا، حيث زاد عدد المسلمين عبر استكشاف المزيد من الفرص في معرض دولي بموسكو.
وشارك وفد مكون من الجمعية المغربية للمصدرين (أسميكس) التي يرأسها حسن الإدريسي، والمعهد المغربي للتقييس (إيمانور) في فعاليات المؤتمر الدولي الرابع عشر الذي اختتمت فعالياته، الجمعة.
ويعد معرض بروديكسبو، الذي أقيم على مدار خمسة أيام، أكبر صالون دولي للأغذية والمشروبات في روسيا وأوروبا الشرقية، وذلك بمشاركة نحو ثلاثين بلدا، بالإضافة إلى روسيا.
وشكّل الحدث المنظم في إطار النسخة 31 من المعرض الدولي للتغذية والمشروبات والمواد الغذائية (بروديكسبو 2024)، فرصة لاستكشاف مختلف العروض المتاحة في السوق الروسية. وبهذه المناسبة، تم التوقيع على اتفاق بشأن الاعتراف المتبادل بعلامة الحلال المغربية ونظيرتها الروسية.
وتندرج هذه المبادرة في سياق اتفاقية للتعاون وقعت في 2020 بين أسميكس والمركز الدولي الروسي للتقييس وإصدار شهادات الحلال والصندوق الأوراسي للتنمية، لتعزيز العلاقات المغربية – الروسية في تجارة الحلال.
وجرى التوقيع على مذكرة التفاهم، الأربعاء الماضي، على هامش المؤتمر من طرف المدير العام معهد إيمانور عبدالرحيم الطيبي والمدير العام للمركز الدولي الروسي للتقييس أيدار غازيزوف.
وتهدف الاتفاقية إلى إقامة شراكات طويلة الأمد تهم تطوير صناعة الحلال بشكل مشترك، وتبادل الخبرات في مجال إجراءات تقييم المطابقة وإصدار الشهادات والبحث حول المنتجات الحلال.
ويتعلق الأمر، أيضا، بالاعتراف المتبادل بشهادات الحلال من قبل الجانبين، وتنظيم الفعاليات المشتركة، والأبحاث، وإحداث برامج للتكوين المهني، وتبادل المعلومات، فضلا عن حماية حقوق مستهلكي المنتجات والخدمات الحلال.
وقالت سلوى كركري بلقزيز نائب رئيس جمعية أسميكس، إن بلادها “لا تستفيد بما فيه الكفاية” من سوق الحلال، الذي يضم 1.8 مليار مستهلك في جميع أنحاء العالم.
وأشارت في حديث مع وكالة الأنباء المغربية الرسمية، إلى أن “المغرب لم يستفد بعد من هذه السوق بالغة الأهمية، والتي تقدر قيمتها بألفي مليار دولار، بمعدل نمو يقارب 10 في المئة سنويا”.
وأوضحت بلقزيز أن “روسيا تعد سوقا مهما للغاية، على اعتبار أنها تمثل 25 مليون مسلم، أو بالأحرى 90 مليون مستهلك، إذا أضفنا دول الاتحاد السوفييتي السابق”.
وأكدت أن “التجانس والتوافق بين شهادتينا، مما يفتح سوقا مهما للغاية بالنسبة لشركاتنا الصناعية المغربية”.
واعتبرت أن الأمر نفسه يسري على المصنعين الروسيين في مجال الصناعات الغذائية الذين سيستعينون بعلامة الحلال الخاصة بهم لولوج السوق المغربية، ولاسيما الانفتاح على أفريقيا، مؤكدة على أهمية الاتفاقية الموقعة بهذه المناسبة.
وتظهر التقديرات أن الصناعات الغذائية المغربية، التي تعتبر قطاعا حيويا للأمن الغذائي تضم نحو 2100 شركة، تشغل أكثر من 162 ألف شخص.
ويصل حجم مبيعات القطاع سنويا إلى نحو 15.3 مليار دولار، أي 24 في المئة من حجم الأعمال الصناعية، مع حجم صادرات بلغ في العام 2022 حوالي 8 مليارات دولار وهو رقم قياسي.
ويعتبر سوق الأطعمة والمشروبات الحلال الأكبر مقارنة ببقية المنتجات الحلال الأخرى مقارنة مع السياحة الحلال والملابس الحلال، وهي تستحوذ على النصيب الأكبر من حجم الإنفاق العالمي على هذه المنتجات.
◙ 2.23 تريليون دولار سوق الأغذية الحلال في 2023، وفق تقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي
وخلال السنوات الماضية، توسعت المجالات التي تشملها التجارة الحلال بوتيرة متسارعة لتتجاوز اللحوم و الدواجن والألبان والأجبان الخالية من دهون الخنزير.
ورصدت تقارير عالمية أن هذه الصناعة وصلت إلى المياه المحفوظة في حاويات لم يتم تخزين كحوليات فيها، وكذلك الحلويات، التي لا يتم تصنيعها بجيلاتين حيواني أو الفيتامينات غير المحتوية على دهون خنزير.
وأفاد تقرير حديث للاقتصاد الإسلامي العالمي أن سوق الأغذية الحلال، التي تشمل نحو 1.9 مليار مستهلك تقريبا، بلغت قيمتها العام الماضي 2.23 تريليون دولار.
وتحدثت بلقزيز أيضا عن فوائد الاستثمار في المغرب بالنسبة للصناعيين الروس، الذين سيكون بوسعهم بالتالي “تغطية جميع البلدان الأفريقية انطلاقا من المملكة واغتنام الفرصة التي تتيحها لنا اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية”.
وإلى جانب قطاع الحلال، فإن الصناعات المتطورة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وكذلك صناعات التحويل الغذائية هي أيضا قطاعات واعدة ينبغي تطويرها والاستفادة منها، بحسب بلقزيز. وتابعت قائلة “أعتقد أننا يجب أن نتجه أكثر قليلا نحو السوق الروسية”، معربة عن ترحيبها بـ “الفرص التجارية الكبرى” التي يوفرها البلدان.
ومن المتوقع أن ينمو إجمالي إيرادات سوق الأغذية الحلال بمعدل سنوي قدره 10.5 في المئة من عام 2024 إلى عام 2030، ليبلغ حجمها 5.3 تريليون دولار.
وذكرت منصة ماركت ووتش في تقرير أصدرته في وقت سابق هذا الشهر، أن حجم سوق الأغذية الحلال العالمية بلغت في العام 2022 نحو 1.52 ترليون دولار. وبحسب ووتش، فمن المتوقع أن يصل حجمها إلى 1.95 تريليون دولار بحلول عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.3 في المئة خلال هذه الفترة.
العرب