الغرب يشتكي من حملات إعلامية روسية منظمة ضده في أفريقيا

الغرب يشتكي من حملات إعلامية روسية منظمة ضده في أفريقيا

واشنطن – تتهم وسائل إعلام أميركية موسكو بممارسة دعاية مضللة وحملات إعلامية ممنهجة ضد الغرب في أفريقيا ضمن مساعيها لتقويض النفوذ الأميركي في القارة السمراء.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين أن وكالات المخابرات الروسية تحاول تقويض النفوذ الأميركي في أفريقيا من خلال نشر معلومات مضللة تشكك ببرامج الصحة العامة الغربية وتزعم أن الأفارقة كانوا موضوعات اختبار في برامج أبحاث بيولوجية تابعة للبنتاغون.

كما يعمل المؤثرون على الشبكات الاجتماعية على هذا الهدف في الوقت الذي تستخدم فيه موسكو خدمة “المبادرة الأفريقية” الإخبارية على الإنترنت التي تم إنشاؤها في أواخر العام الماضي واستخدمت مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لانتقاد الجهود الغربية في مجال الصحة العامة في أفريقيا. وعقدت مؤتمرا سخر فيه المشاركون من شركات الأدوية الغربية.

ويعد هذا الجهد جزءًا من حملة روسية لمواجهة الولايات المتحدة في أفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث تتنافس واشنطن وموسكو على كسب الرأي العام في جميع أنحاء العالم.

وقال جيمس روبين، الذي يشرف على مركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية، والذي يسعى لكشف جهود التضليل السرية في الخارج “تقدم أجهزة المخابرات الروسية الدعم المادي والتوجيه للمبادرة الأفريقية. إنهم يشككون في العمل الطبي الذي تقوم به المنظمات الطبية الشرعية ويمنعون الأفارقة من الثقة بالجهود الطبية التي يمكن أن تنقذ الأرواح”.

ويقول مسؤولون أميركيون إن زعيم مجموعة فاغنر السابق يفغيني بريغوجين قاد، حتى وفاته العام الماضي، جهود التضليل الروسية خلال السنوات الماضية، ونشر معلومات مضللة للتأثير على السياسة الأفريقية لصالح روسيا من خلال شركات تستغل الموارد الطبيعية لأفريقيا، وسياسيين عملوا على تقويض الجهات الفاعلة الديمقراطية، وكذلك شركات واجهة تتظاهر بأنها منظمات غير حكومية وأيضا من خلال التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي.

مسؤولون أميركيون يقولون إن زعيم مجموعة فاغنر السابق يفغيني بريغوجين قاد حتى وفاته جهود التضليل الروسية خلال السنوات الماضية

وقال تقرير نشرته وزارة الخارجية الأميركية في 2022 إن بريغوجين اشتهر بتمويل “وكالة أبحاث الإنترنت” وهي مجموعة من المتصيدين عبر الإنترنت سعوا للتدخل في الآراء السياسية ونشر الدعاية ومهاجمة النقاد، معروفة غالبا بمحاولتها التدخل مرارا وتكرارا في الانتخابات الأميركية. واتهم التقرير الوكالة بالضلوع أيضا في نشر المعلومات المضللة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك داخل أفريقيا.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه في يوليو الماضي هاجم قائد قوات الوقاية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية الروسية إيغور كيريلوف الولايات المتحدة، وزعم في مؤتمر صحفي أنها كانت تختبر سرا عوامل بيولوجية على الأفارقة.

وقال كيريلوف، في إشارة إلى المشاريع الأميركية في نيجيريا لمكافحة الإصابة بفايروس نقص المناعة البشرية، إن “الأهداف المعلنة للمشاريع الرامية إلى تطوير الصحة العامة لا تتوافق مع الواقع”.

وبعدها بفترة وجيزة عمدت “المبادرة الأفريقية” لتضخيم هذه التصريحات ونشرها على نطاق واسع سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو مدونات محلية ودولية.

وتضم هذه المجموعة قنوات باللغتين الإنجليزية والفرنسية على تطبيق تيليغرام بنحو 13000 و14000 مشترك على التوالي. وشاركت الخدمة مقالات تزعم أن الجيش الأميركي أنشأ مختبرات بيولوجية في البلدان الأفريقية لإجراء تجارب على السكان المحليين، وكذلك روجت لروايات تدعي أن روسيا وفّرت دعما حكوميا وعسكريا للدول الأفريقية خلال تفشي الأمراض.

الدعاية الروسية في أفريقيا جزء من حملتها لمواجهة الولايات المتحدة لكسب الرأي العام

وفي موقعها الرسمي على الإنترنت تقول “المبادرة الأفريقية” إن نائبة التحرير آنا زامارايفا عملت سابقا كمتحدثة باسم “مركز فاغنر”، وهو مجموعة من الشركات الناشئة التي تمولها مجموعة فاغنر. كذلك يدير فيكتور فاسيلييف، الذي قال إنه مراسل خاص للمبادرة الأفريقية، قناة على تطبيق تيليغرام تصف نفسها بأنها مهتمة بنشر الأخبار المتعلقة بأفريقيا.

وفي أحد منشوراته على القناة، انتقد فاسيلييف الملياردير الأميركي بيل غيتس ولاعب كرة القدم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام لترويجهما لحملات التطعيم الجماعية التي يقول إنها تعرض الأفارقة للخطر. وقال فاسيلييف إنه عمل في إحدى شركات بريغوجين، الخاضعة للعقوبات الأميركية، في جمهورية أفريقيا الوسطى في عام 2019، لكنه لم يلتق بالرئيس السابق للمجموعة قط.

وفي الآونة الأخيرة، شنت روسيا حملة لتقويض الثقة بلقاحات كوفيد التي تنتجها شركة فايزر وغيرها من شركات الأدوية الغربية. وتقول الخبيرة في قضايا الصحة العالمية جودي تويغ إن “هذا النوع من المعلومات الخاطئة حول القضايا الطبية، وخاصة في ما يتعلق بالأمراض المعدية ومخاطر البرامج الصحية التي يرعاها الغرب، يعود إلى العصر السوفييتي”.

وفي ديسمبر الماضي استضافت “المبادرة الأفريقية” المؤتمر الدولي للرعاية الصحية والسيادة في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو. وروّج المشاركون في المؤتمر لاستخدام الطب التقليدي، واتهموا الشركات الغربية باستخدام الأدوية لنشر الأمراض في البلدان الأفريقية، وطالبوا بدلا من ذلك باستخدام الأدوية الروسية، وفقا لما ورد في مقاطع فيديو من الحدث.

العرب