اسطنبول – كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي يزور تركيا اليوم السبت استعداد القاهرة لاستضافة وفد تركي، من أجل الإعداد لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تركيا في المستقبل القريب.
وأكد وزير الخارجية المصري السبت، في مؤتمر صحافي بإسطنبول، مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان “نعمل على توثيق التعاون مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وأعرب شكري عن تطلعه لاستمرار التنسيق مع تركيا من أجل رفع مستوى التعاون بين البلدين وتعزيز التعاون التجاري حتى يصل إلى 15 مليار دولار.
وأضاف “نتطلع للقاء قريب بالقاهرة لترتيب انعقاد المجلس التعاون الاستراتيجي وترتيب زيارة الرئيس (المصري) عبدالفتاح السيسي إلى تركيا في المستقبل القريب”.
وتابع “نحن بصدد دراسة إطار قانوني واسع من الاتفاقيات والانتهاء منها تحضيرا لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي”.
وشكلت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر في 14 فبراير بعد 12 عامًا، علامة فارقة مهمة في العلاقات التركية المصرية التي حققت تقدما كبيرا في الآونة الأخيرة، إثر قطيعة استمرت لنحو عقد.
وفي إطار زيارة أردوغان تم التوقيع على إعلان مشترك بشأن إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين تركيا ومصر برئاسة زعيمي البلدين.
وتطرق المؤتمر الصحافي المشترك بين الوزيرين إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية، لا سيما الوضع الإنساني في قطاع غزة، فضلا عن التوترات الشديدة بين إسرائيل وإيران التي وصلت إلى هجمات مباشرة متبادلة بين الطرفين.
وأكد وزير الخارجية المصري أنه “يجب التعامل بجدية لمنع تهجير الفلسطينيين والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط لفتح المعابر الإسرائيلية الستة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة.
وأضاف “حذرنا مرارا من أن الحرب في غزة ستؤدي إلى توسع الصراع في المنطقة”، مشددا على ضرورة حل المشكلات دائما عبر الحوار وفي إطار الشرعية الدولية.
وبدوره، أكد الوزير فيدان أن التعاون بين أنقرة والقاهرة له فائدة كبيرة للبلدين والمنطقة، مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أثرت سلبا على الاقتصاد العالمي بعد اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وأضاف “نحذر من التداعيات السلبية للتصعيد بين إسرائيل وإيران. يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطينيين حقوقهم”.
وأعرب فيدان عن ثقته أن “دماء الفلسطينيين التي سالت بفعل العـدوان الإسرائيلي ستكون وقودا لنيل الحرية والحقوق المشروعة لهم”، موجها الشكر إلى مصر على جهودها في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأعلن وزير الخارجية التركي الاتفاق مع مصر على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، مشيرا إلى السعي للشراكة مع مصر لإيجاد حلول جذرية لوقف الحــرب في السودان.
وكان الوزير شكري استهل زيارته الحالية إلى تركيا بعقد جلسة مباحثات مغلقة مع نظيره التركي، وفق المتحدث باسم الخارجية أحمد أبوزيد .
وقال المتحدث، في منشور على صفحة الوزارة على فيسبوك” السبت جهد مشترك نحو دفع العلاقات بين البلدين قدما على كافة الأصعدة، وتنسيق مشترك حول التحديات الإقليمية والدولية”.
وأعلنت مصر وتركيا أواخر العام الماضي إعادة تبادل السفراء، كخطوة في اتجاه تحسين العلاقات وحل الخلافات التي تعددت وتطورت خلال السنوات القليلة الماضية.
ومطلع فبراير الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن بيع أنقرة للقاهرة مسيرات قتالية، في إشارة إلى إتمام المصالحة بين البلدين.
وفي مقابلة تلفزيونية، أكد وزير الخارجية التركي أن “عملية التطبيع اكتملت بشكل كبير. العلاقات (بين البلدين) مهمة للأمن والتجارة في المنطقة”.
العرب