انتخب الحزب الجيد المعارض في تركيا، يوم السبت، مسعود درويش أوغلو رئيساً جديداً له في المؤتمر الطارئ الخامس للحزب، الذي جاء بعد أقل من شهر على الانتخابات المحلية التي شهدت تراجع أصوات الحزب.
وخلف درويش أوغلو “المرأة الحديدية” في تركيا وزعيمة الحزب السابقة، ميرال أكشنر، التي ألقت كلمة وداعية وغادرت المؤتمر لتستمر فعالياته من أجل انتخاب رئيس الحزب، ولاحقاً انتخاب أعضاء الهيئة الإدارية المكونة من 50 عضواً أساسياً، و25 بديلاً، و11 من أعضاء اللجنة المركزية، و7 بدلاء.
وترشح للرئاسة كل من كوراي آيدن، وتولغا آكالن، ومسعود درويش أوغلو، وغوناي كوداز، ولم تحسم الانتخابات في المرحلتين الأولى والثانية التي تتطلب الفوز بالأغلبية الكافية التي تتجاوز نصف عدد المندوبين البالغ عددهم قرابة 1300.
ولم يحسم أي مرشح الأغلبية الكافية، لتنتقل الانتخابات للجولة الثالثة التي تنافس فيها آيدن ودرويش أوغلو باعتبارهما حصلا على أعلى الأصوات، قبل أن يحسمها الثاني بحصوله على 611 صوتاً مقابل 548 صوتاً، لتبدأ مرحلة جديدة في الحزب الجيد في أبرز تداعيات الانتخابات المحلية حتى الآن.
وهنأت زعيمة الحزب الجيد السابقة أكشنر الزعيم الجديد درويش أوغلو عبر منشور على منصة إكس، وتمنت الخير والتوفيق له، حيث يعد درويش أوغلو من المقربين لها، ويتوقع أن يستمر على نفس نهجها لاحقاً، فيما منافسه كوراي آيدن كان أقرب للتوافقات مع أحزاب المعارضة.وقال درويش أوغلو في كلمة عقب فوزه: “دعوت الله أن يرزقنا ما هو خير لنا، صليت من أجل أمتي ومن أجل حزبي، في العام 2014 لم أفز بالسباق (داخل حزب الحركة القومية) لأننا لم نتنافس مع أحد، فكانت عيون الجميع على هذا المؤتمر”.
وأضاف: “كوراي أيدين هو الأخ الأكبر لعائلتي، وتولغا آكالن هو أيضاً أخي وأحد أفراد عائلتي، نحن جميعاً فخورون بأن نكون جزءاً منكم، واعتباراً من اليوم سنداوي جراحنا عن طريق احتضان بعضنا البعض، ونواصل رحلتنا إلى السلطة، يجب أن يتأكد الجميع من أن لا شيء سيكون كما كان مرة أخرى”.
وخلال الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في 31 مارس/ آذار الماضي، تراجع الحزب الجيد في نسبة الأصوات بعموم تركيا، وحصل على 3.77% من الأصوات وبإجمالي 32 بلدية فقط لا يوجد بينها بلدية كبرى أو بلدية ولاية بل منطقة واحدة والبقية بلدات صغيرة، وهو ما دفع الحزب للذهاب للمؤتمر الطارئ.
وشهد الحزب تغييرات كبيرة في ظل إعلان أكشنر عدم الترشح، وإعلان قياديين ترشحهم لزعامة الحزب، في وقت حصلت فيه استقالات من قبل نواب برلمانيين، حيث كان الحزب قد حقق في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام الماضي ما نسبته 9.68% من الأصوات.
وقالت أكشنر في كلمتها الوداعية: “أتحدث من هذه المنصة للمرة الأخيرة، إنه يوم تسليم الأمانة، لقد تحملت المسؤوليات من خلال النظر في القيم الأخلاقية التي أحملها والقيم الأساسية للجمهورية. خضنا الانتخابات المحلية بشكل مستقل وبالطبع وقفت وراء هذا القرار، كما وقفت وراء كل القرارات التي اتخذتها أنا والحزب حتى الآن، وكنت على دراية بالرحلة الصعبة التي كنا فيها”.
وينتظر الرئيس الفائز مرحلة إعادة ترتيب أوراق الحزب الجيد، الذي لا يزال لديه كتلة في البرلمان ويتمكن من تلقي مساعدات من خزينة الدولة ولديه تمثيل في لجان البرلمان وله أفضلية على الأحزاب الأخرى، فضلا عن الامتيازات المتعلقة بالانتخابات وتسهيلات محددة، ويبقى الحزب الخامس الأكبر في البلاد في الوقت الحالي.
كما ينتظر أن يعيد الرئيس الجديد علاقاته مع أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، وأن يستعيد ناخبيه الذين صوتوا للشعب الجمهوري بسبب مطالب التوافق أمام التحالف الجمهوري الحاكم، وبالتالي لن تكون المهام سهلة أمامه في ظل علاقات متوترة مع الشعب الجمهوري ومعارضة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان والتحالف الجمهوري الحاكم.
والرئيس الجديد من مواليد أنقرة عام 1960، تخرج من جامعة غازي كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، قسم إدارة الأعمال، ومارس التجارة في إزمير منذ عام 1991، وعمل مديرا أول في العديد من الشركات، وشغل منصب نائب رئيس الحزب لخمس سنوات.
وتم انتخاب درويش أوغلو نائباً عن إزمير وتولى عضوية لجنة الدفاع الوطني في البرلمان، وكان رئيساً للكتلة النيابية للحزب أيضاً ونائباً لأكشنر، وهو متزوج ولديه طفل واحد.
وخلفية درويش أوغلو قومية، حيث تولى مناصب عديدة في حزب الحركة القومية، وفي أحزاب قومية أخرى، وتولى رئاسة الحركة القومية في ولاية إزمير ولم يستطع دخول البرلمان عبر الحزب، وترشح لرئاسة الحركة القومية في العام 2014، ولكنه فشل قبيل أن يستقيل وينضم إلى الحزب الجيد في العام 2017.