تونس تراهن على “خط بغداد” لتطوير علاقاتها مع المشرق العربي

تونس تراهن على “خط بغداد” لتطوير علاقاتها مع المشرق العربي

أنعشت زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى بغداد العلاقات بين البلدين، وفتحت مسارات جديدة للتعاون الثنائي في ظل سعي تونس إلى توطيد علاقاتها المتكافئة مع دول المشرق العربي، مع التأكيد على أن يكون “خط تونس – بغداد” منطلقا مهما لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، ولتقريب المسافات بين الشعبين، لاسيما في مجالات الثقافة والسياحة والاستثمار والشباب والرياضة.

ويرى محللون أن العراق يعد سوقا مهمة للمنتجات والصادرات التونسية، كما يمثّل بوابة عبور نحو أسواق أخرى عربية وعالمية، ما يعني أن آفاق التعاون مرشحة للنمو أكثر في ظل رغبة الجانبين في تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات.

ويشير المحللون إلى أن تونس تمثل في المقابل محورا للوصل بين الشرق والغرب، ما يعكس الإمكانيات الواعدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، والوصول بها إلى آفاق أوسع مستقبلا.

ونقل عمار دعوة الرئيسِ التونسي قيس سعيد رئيسَ الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى زيارة تونس في أقرب وقت ممكن، فيما تم التوقيع على 18 مذكرة تفاهم بين البلدين في إطار الدورة الـ17 للّجنة العراقية – التونسية المشتركة.

وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء العراقي في بيان أن “رئيس مجلس الوزراء رحب بزيارة الوزير التونسي التي تمثل بداية لتفعيل الملفات المشتركة بين البلدين، مباركا انعقاد الدورة الـ17 للّجنة العراقية – التونسية المشتركة، لثلاثة أيام متواصلة في العاصمة بغداد، مؤكدا ترحيب العراق بالشركات التونسية للعمل في مجالات مختلفة، ومشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات في التبادل التجاري والتعليم والسياحة”.

وتم أثناء اللقاء التنويه بعقد الدورة الـ17 للّجنة والتعبير عن التطلّع إلى أن تحقق نقلة نوعية في علاقات التعاون الثنائي وذلك عبر تذليل كل الصعوبات وإيجاد الصيغ المناسبة للرفع من نسق المبادلات التجارية والعمل على دفع التعاون في مختلف المجالات، لاسيما السياحة والنقل الجوي والصناعات الدوائية والتعليم العالي والبحث العلمي.

وتشير التقديرات إلى أن حجم التبادل التجاري السنوي تراجع كثيرا خلال السنوات الماضية بعد أن عمت الفوضى البلدين، حيث استقر عند 12 مليون دولار، يشمل في معظمه تجهيزات كهربائية وسلعا زراعية.

واجتمع الوزير التونسي مع نظيره فؤاد حسين، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث أشادا بمتانة وعراقة الروابط الأخوية التاريخية التي تربط بين تونس والعراق وأكدا حرصهما على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، مشددين على الإرادة السياسية الصادقة لقيادتيهما وعزمهما الراسخ على تطوير هذه العلاقات إلى مستوى شراكة ناجحة تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.

كما عقد عمار جلسة عمل مع وزير النقل العراقي رزاق ميبس السعداوي، حيث بحث الوزيران خلال هذا اللقاء العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع البلدين، ما يعد خير حافز لدفع وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولاسيما في قطاع النقل الذي يكتسي طابعا إستراتيجيا لكونه إحدى ركائز الاندماج الاقتصادي والتنمية الشاملة.

وشددا على ضرورة فتح خط جوي مباشر بين تونس والعراق بما يساعد على تطوير السياحة البينية وحركة تنقل الأشخاص والبضائع بين البلدين. واتفقا على التعجيل في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتشغيل هذا الخط وضمان ديمومته.

كما دعا الوزيران إلى استكمال التفاوض حول مشاريع الاتفاقيات في مختلف مجالات النقل وإلى تبادل التجارب والخبرات في مجال الأرصاد الجوية والسكك الحديد والنقل البحري والطيران المدني والمطارات. ورحّب الجانب العراقي باقتراح بحث إبرام اتفاق إطاري في مجال النقل وإحداث لجنة قطاعية رفيعة المستوى تهدف إلى إقامة حوار منتظم ووضع إستراتيجية مشتركة للتعاون الثنائي في هذا المجال.

من جهة أخرى أبرز وزير النقل العراقي أهمية مشروع طريق التنمية الإستراتيجي، الذي يهدف إلى جعل العراق مركزاً للتجارة العالمية وهمزة وصل بين الشرق والغرب، وأعرب عن استعداده وترحيبه بالتعاون مع الجانب التونسي في هذا الإطار.

وذكر مكتب وزير النقل العراقي أن “الاجتماع ناقش أهمية تفعيل خط بغداد – تونس، من خلال إعداد دراسة جدوى اقتصادية لضمان نجاح هذا الخط، وتحقيق نسب امتلاء عالية، بالإضافة إلى ضرورة تبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين فيما يخص قطاع النقل بشكل عام، وسبل التعاون المشترك في كافة مجالات قطاع النقل”.

وقال نبيل عمار “لدينا اهتمام كبير بشأن تفعيل خط بغداد – تونس”، مبينا أنه ستكون هنالك “جملة تسهيلات مع الجانب العراقي أبرزها السرعة في منح تأشيرات الدخول للعراقيين”، وأبدى رغبة بلاده في التعاون مع العراق في كافة المجالات “وتبادل الخبرات خصوصا في مجال النقل”، مضيفا أن “الفترة المقبلة للعلاقات التونسية – العراقية ستحقق قفزة نوعية في مجال النقل من خلال التعاون المشترك بين البلدين”.

وأعلنت وزارة التربية العراقية الأحد أن تسعة بنود شاملة للبرامج التربوية والمدرسة العراقية حصيلة مذكرة التفاهم بين العراق وتونس، وقالت إن وزيرها إبراهيم نامس الجبوري وقع مذكرة تفاهم رسمية شاملة مع وزير الخارجية التونسي نبيل عمار تُعنى بالبرامج التربوية الحديثة وترعى شؤون المدرسة العراقية في تونس.

العرب