تعرّضت مروحية تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي صباح أمس الأحد إلى حادث خلال رحلة إلى محافظة أذربيجان الشرقية بعد افتتاحه، ورئيس دولة أذربيجان المجاورة جسرا على الحدود مع دولة أذربيجان. حسب وكالة تسنيم الإيرانية أن الرئيس كان على متن المروحية نفسها رفقة وزير الخارجية عبد الأمير عبداللهيان، وإمام جمعة تبريز وحاكم المحافظة مالك رحمتي والقبطان ومساعده، وأن الطائرة فُقدت.
حصل الحادث في غابة ديزمار بين قريتين في المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد وأنه تم إرسال 16 فريق إنقاذ تابعة للهلال الأحمر والجيش والشرطة الى المنطقة الجبلية التي يصعب الوصول إليها برا بسبب وعورة تضاريسها وغاباتها إضافة الى الظروف الجوية السيئة والضباب الكثيف.
رئيسي، وخلال تفقده ونظيره الأذربيجاني سد قيز قلعة سي الجديد على نهر أراس، قال إن البلدين سيحولان الحدود الإيرانية ـ الأذربيجانية إلى حدود الأمل والفرص، والواضح أن الرئيس الإيراني والموجودين معه على متن الهليكوبتر المنكوبة، صاروا في حاجة ماسة للأمل ولفرص العثور عليهم أحياء، وهو ما عبّر عنه مسؤول إيراني صرّح لوكالة رويترز أن المعلومات الواردة من موقع التحطم «مقلقة للغاية».
يجيء الحادث بعد أن ذكر موقع «اكسيوس» الأمريكي عن إجراء مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، فيما أكدت صحف إيرانية، منها «أرمان أمروز» أن هذه المباحثات مع الولايات المتحدة الأمريكية هي مفاوضات «مصيرية».
تنبع أهمية هذه المفاوضات التي أجراها بريت ماكغورك، كبير مستشاري الحكومة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، وأبرام بالي، المبعوث الأمريكي المؤقت لشؤون إيران، مع مسؤولين إيرانيين في سلطنة عُمان، من ربطها بين جانبين خطيرين بالنسبة للبلدين، الأول يتعلق بحسم موضوع إحياء الاتفاق النووي، ولو عبر «عقد مؤقت» ينهي مرحلة الجمود في العلاقات، والثاني يرتبط، طبعا، بالتصعيد الذي تشهده الصراعات الإقليمية على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، والمناوشات العسكرية التي يشارك فيها الحوثيون في اليمن و«حزب الله» في لبنان، وتداعيات ذلك على مجمل دول المنطقة والعالم.
من المثير للتأمل أن هناك سببا متقاربا يجمع الطرفين، فإظهار المنظومة المحافظة الحاكمة في إيران مرونة أكبر تجاه إدارة جو بايدن سببه القلق من عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ذي الأجندة الصارمة ضد طهران، إلى الحكم، كما أن رغبة إدارة بايدن في تسريع تحقيق إنجاز دبلوماسي يُحسب له مع إيران، ويعدّل انحياز إدارته الهائل لصالح إسرائيل، مرتبط أيضا بإرادة عرقلة وصول ترامب إلى السلطة مجددا.
رغم أن القرار المؤثر في القضايا الإيرانية الكبرى يعود إلى مرشد الجمهورية علي خامنئي، فإن مصير الرئيس الإيراني، ضمن السياقات العامة لبلاده والمنطقة الآنفة، سيكون، على الأغلب، عنصرا مؤثرا بدوره، سلبا أو إيجابا.