موت الرئيس الإيراني.. بين تحديات المستقبل والساعة الأيديولوجية

موت الرئيس الإيراني.. بين تحديات المستقبل والساعة الأيديولوجية

يضع موت الرئيس الإيراني الأمة الإيرانية أمام تحديات عديدة. بالفعل، في دولة تغيب فيها حرية الانتخابات، لا ترى في إيجاد رئيس بديل مشكلة. لكن الموضوع هو التوقيت الذي يضع أمامها جملة مسائل أمنية وداخلية واقتصادية وجغرافية سياسية على جدول الأعمال.

 كما هو معروف، إيران دولة حافة قريبة جداً من تحقيق سلاح نووي، ولهذا الغرض هناك حاجة إلى قرار ووقت. أجرت طهران في الأسابيع الأخيرة مفاوضات مع الولايات المتحدة بواسطة عُمان، لاستئناف الاتفاق النووي. كما استأنفت إيران علاقاتها مع السعودية، وهذه الأخيرة بدأت تتسكع مع الولايات المتحدة، وربما مع إسرائيل. لهاتين المسيرتين تاريخ انتهاء مفعول – 5 تشرين الثاني 2024 – موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية. في الوضعية الناشئة، لا يمكن لإيران الدخول إلى هذه المواضيع بقدميها الاثنتين.

لقد كان الرئيس ووزير الخارجية شخصين أساسيين في تطوير العلاقات مع شرق أوروبا (روسيا) والصين. كدولة، قطعت شوطاً عظيماً نحو الصين، تنقسم الآراء، وثمة أصوات تدعو للعودة إلى غرب أوروبا. والآن مع موتهما، يكون الإيرانيون مطالبين بالعثور على رئيس ذي مزايا وقدرات عملية لإدارة هذه المسائل، وعليه أن يكون أيضاً شخصاً موالياً ومتفانياً، شخصاً يعرف بأنه لا يوجد إلا زعيم واحد – الزعيم الأعلى.

 “تشويشات على الطريق”

إرث خامنئي أمر يعنيه؛ فهو لم يكن مرتاحاً من الرؤساء الذين سبقوا رئيسي؛ كونهم خرجوا عن خطه الأيديولوجي. فبينما هو (خامنئي) يرسم الطريق، فعلى الرئيس أن يوفر الطعام لقرابة 90 مليون نسمة، الأمر الذي يلزمه بالنزعة البراغماتية. حسب آية الله خميني، زعيم الثورة، فإن المصلحة تتغلب على الأيديولوجيا. وعلى حد نهجه، مسموح هدم مسجد، بل وتعليق الفرائض الأساسية في الإسلام إذا اقتضت المصلحة. أما الآن فالسؤال هو: ما هي المصلحة؟ الإسلام، الثورة، الدولة، مصلحة النظام أم مصلحة الزعيم الأعلى. رسم خامنئي الآن الحدود، وكان رئيسي مناسباً لخططه ككفة اليد، ليس بسبب مؤهلاته بل لأنه كان الأكثر موالاة من بين الأشخاص الذين حوله.

الشباب سيحسم

إيران دولة احتجاج. ونسبة المؤيدين للنظام تهبط. فلئن خرجت الجماهير في 1979 إلى الشوارع تحت شعار “الإسلام هو الحل”، ففي 2009 سألت: هل الإسلام هو الحل؟”. ومن 2019 وهي تصرخ بأن الإسلام ليس الحل. طهران، حتى وإن لم يكن علناً، أصبحت إحدى المدن العلمانية في الشرق الأوسط. زائر جاء إلى البلاد من إيران قال إن المدينة العلمانية في العالم هي تل أبيب تليها طهران. الشباب هم الذين سيحسمون مستقبلها. ربما سيقول أحد ما بأثر رجعي إن العنوان كان مكتوباً على الحائط.