زعماء عرب في بكين للبحث عن صيغة تعاون اقتصادي لا تستفز واشنطن

زعماء عرب في بكين للبحث عن صيغة تعاون اقتصادي لا تستفز واشنطن

بكين – يزور قادة أربع دول عربية، هي الإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس والبحرين، الصين هذا الأسبوع، في مسعى للبحث عن دعم التعاون الاقتصادي معها من دون استفزاز الولايات المتحدة.

ويضم الوفد العربي إلى بكين، والذي سيحضر منتدى التعاون الصيني – العربي، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس التونسي قيس سعيد، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وتجد بكين اهتماما كبيرا في الشرق الأوسط في ظل حاجة اقتصاديات المنطقة إلى تنويع الشركاء والبحث عن فرص تعاون من دون اشتراطات سياسية أو انتماء إلى حلف بعينه على حساب حلف آخر.

ويعرف الصينيون المعادلات في الشرق الأوسط، ومن بينها ارتباط الكثير من الدول العربية بشراكات مع أميركا كحليف رئيسي سياسيا وأمنيا واقتصاديا.

بدورهم يسعى العرب إلى بناء علاقات تقوم على التوازن وتنويع الشراكات من دون أن تكون لذلك تأثيرات سياسية، من ذلك أن العرب، وخاصة دول الخليج والعراق، سيكونون محورا رئيسيا للممر الصيني (مبادرة الحزام والطريق)، والممر الهندي الذي سيمتد من الخليج إلى الأردن وإسرائيل ثم أوروبا.

وتختلف غايات القادة العرب من زيارة الصين، فرئيس الإمارات سيبحث على هامش المؤتمر الاقتصادي تدعيم الشراكة المتقدمة مع الصين، فيما تبحث الدول الثلاث (مصر وتونس والبحرين) عن لفت نظر الاستثمارات الصينية للمساعدة على تحريك الاقتصاد.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن رئيس الإمارات سيبحث خلال الزيارة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ “العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها.. وذلك في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات والصين بما يسهم في تعزيز التنمية والازدهار المستدام في البلدين”.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ في بيان إن “قادة هذه الدول سيجرون من 28 مايو إلى الأول من يونيو زيارات دولة إلى الصين ويحضرون افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني – العربي”.

وقال نائب وزير الخارجية دينغ لي خلال مؤتمر صحفي في بكين، إن الرئيس شي جينبينغ سيحضر المنتدى ويُلقي خطابا الخميس. وأضاف أنّ شي “سيجري أيضا محادثات مع قادة الدول الأربع على التوالي لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.

وذكر دينغ أن المنتدى سيهدف إلى تعميق “التوافق بين الصين والدول العربية” وسيشارك في رئاسته وزير الخارجية وانغ يي ونظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك.

وأشار إلى أن الهدف هو أيضا “التكلم بصوت واحد بين الصين والدول العربيّة بشأن القضيّة الفلسطينيّة”. لكن مراقبين يرون أن الموضوع الفلسطيني قد يحضر بشكل ثانوي، وتمكن الإشارة إليه في البيان الختامي. ولطالما دعمت الصين القضيّة الفلسطينيّة وحلّ الدولتين في إطار الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، في حين أن عملية السلام متوقفة منذ العام 2014.

وصرح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن سامح شكري وزير الخارجية توجه الاثنين من بروكسل إلى بكين، للإعداد للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي – الصيني.

وخلال السنوات الأخيرة سعت الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة منافسا، إلى تعزيز علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع الشرق الأوسط الذي يقع جزء كبير منه تقليديا تحت النفوذ الأميركي.

وسهّلت بكين التقارب الدبلوماسي العام الماضي بين القوتين الإقليميتين الرئيسيتين في المنطقة، إيران والسعودية، ما مثل تأكيدا على الحظوة التي تتمتع بها الصين في المنطقة. وخلال جولة في الشرق الأوسط في يناير، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الرئيس المصري في القاهرة وقال إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى “أفضل مستوياتها”.

وخلال زيارته إلى تونس في الشهر ذاته قال وانغ يي إن “العلاقات بين البلدين تشهد تطورا، وإن تونس والصين على مدى 60 سنة عملتا معًا على تعزيز التعاون الثنائي”. وحاليا تسعى الصين إلى التموضع بصفتها وسيطا في الصراع بين حماس وإسرائيل. ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى عقد “مؤتمر دولي للسلام” بهدف حل النزاع.

وفي نوفمبر استضافت بكين اجتماعا لوزراء خارجيّة السلطة الفلسطينية وإندونيسيا ومصر والسعودية والأردن لإجراء محادثات تهدف إلى “تخفيف التصعيد” في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني المستمر.

العرب