كانت إسطنبول عاصمة العديد من الحضارات عبر التاريخ وتستمد قوتها من ماضيها إلى المستقبل. وبفضل موقعها الحيوي وبنيتها العالمية، تقدم المدينة التركية فرصًا اقتصادية جديدة فضلاً عن جاذبيتها الثقافية.
تلعب اسطنبول دورًا هامًا في الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية في المنطقة، وذلك بفضل دورها كجسر قاري عابر يربط بين أوروبا وآسيا. تقع اسطنبول على طرق التجارة الهامة في العالم مثل طريق الحرير وطرق تجارة التوابل من الماضي إلى الحاضر، وتواصل اسطنبول هذا الدور مع مشروع مبادرة “حزام واحد، طريق واحد”، بهدف إنشاء طريق تجاري عالمي مستمر من بكين إلى لندن من خلال إنعاش طريق الحرير.
تقع اسطنبول في نقطة تلاقي خطوط الربط العالمية، في قلب منطقة يبلغ حجم التداول التجاري العالمي بها 30 تريليون دولار ويصل مجموع سكانها إلى 1.6 مليار نسمة وتغطيها رحلات طيران تقطع المسافة في غضون 4 ساعات.
وبفضل موقعها الجغرافي، تشترك اسطنبول في 4 ساعات عمل من بين 8 ساعات في اليوم مع الدول الآسيوية فيما تشترك في 6 ساعات مع الدول الأوروبية. وبفضل هذه الميزة، يمكن لاسطنبول أن تلعب دورًا مهمًا في الأسواق ويمكن لها أن تحتل مكانة المركز التجاري النشط.
بسعة 200 مليون مسافر، يستضيف مطار إسطنبول كل يوم تقريبًا ملايين الضيوف من 124 وجهة مختلفة، وقد حاز لقب “ثاني أكثر المطارات تقدمًا” من بين المطارات التي تستضيف أكبر عدد من الركاب في العالم.
وفي عام 2019، أصبحت اسطنبول إحدى مراكز الجذب السياحي المفضلة في العالم، وسادس أكثر مسار مفضل للسائحين في العالم والرابعة في أوروبا بفضل اجتذابها 51.9 مليون زائر.
تحتل اسطنبول مكانة المدينة الأكثر شبابًا في أوروبا بعدد سكانها البالغين 15.5 مليون نسمة، كما أنها مركز مالي وتجاري يحظى بحصة كبيرة في الاقتصاد التركي والاقتصاد العالمي بفضل مساهمتها البالغ نسبتها 31.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي والتي تبلغ قيمتها تريليونًا و155 مليار ليرة تركية في الداخل التركي.
ووفقًا لمعيار “التكافؤ في القوة الشرائية”، تحتل تركيا المرتبة 13 كما أنها خامس أكبر اقتصاد في العالم. وتحتل تركيا المرتبة الثانية في أسواق رأس المال السائلة بين أسواق الأوراق المالية الحاصلة على عضوية الاتحاد الدولي للبورصات (WFE)، فضلاً عن تمتعها بقطاع مصرفي قوي وتنافسي، ونطاق واسع من البنية الأساسية المالية والاقتصادية مع حجم تجارة خارجية يبلغ 391.2 مليار دولار.
اسطنبول مدينة كبرى “متعددة الثقافات” بفضل ثراء تكوينها التاريخي وتفرده، وثقافة الطهي المستفيضة، وتعدد الأنشطة الثقافية والفنية بها. وهي إحدى أكثر المدن المفضلة للمعيشة والعمل بفضل مناخها الذي يشهد الفصول الأربعة.
تتمتع اسطنبول بتكوين ديموغرافي ديناميكي ومؤهل، قادر على التكيف بسهولة مع تقلبات سوق العمل في المستقبل، حيث يبلغ متوسط العمر السائد فيه 32.4، فيما وصل معدل المشاركة في العمل نسبة 53 في المائة في تركيا. في هذا الصدد، تقدم المدينة موارد بشرية غنية للشركات المالية العالمية.