العراق: خسائر باهظة خلّفتها الحرائق

العراق: خسائر باهظة خلّفتها الحرائق

تشهد عدد من المناطق العراقية تزايداً في أعداد الحرائق الموسمية خلال كل موسم صيف مع ارتفاع درجات الحرارة. وبلغ عدد الحرائق في مجملها 5544 حادث حريق خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري، مما تسبب بوقوع خسائر مادية كبيرة انعكست على الوضع الاقتصادي المحلي.

وسجلت مدن ومناطق عراقية عديدة خلال هذا الأسبوع ضمن المناطق الأعلى في معدل درجات الحرارة على مستوى العالم، حيث تراوحت درجات الحرارة فيها ما بين 48.6 إلى 51 درجة مئوية، منها (العمارة، الناصرية، الرفاعي، مركز البصرة، الفاو، كربلاء، النجف، السماوة، بدرة على الحدود العراقية الايرانية)، حسب بيانات محطة “بلاسيرفيل” في كاليفورنيا الأميركية.

وقعت الحرائق في مصافٍ نفطية ومراكز تجارية وأسواق عامة وبساتين ومزارع محاصيل الحبوب، ومباني حكومية وأهلية ومعارض للسيارات، فضلاً عن عدد من الحرائق التي اندلعت في مستشفيات ومراكز طبية.
وعلى أثر هذه الحرائق، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، في وقت سابق، دخول جميع مفارز الدفاع المدني في عموم المحافظات بالإنذار (ج) لمدة ثلاثة أشهر (حالة الإنذار القصوى)، للحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين وممتلكاتهم.

خسائر الحرائق

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقداد ميري، في حديث صحافي، إن عدد الحرائق التي حصلت من الأول من كانون الثاني/ يناير ولغاية الأول من حزيران/ يونيو الجاري بلغ 5544 حريقاً في عموم العراق.

وبرر ميري الجزء الأول من الحرائق إلى التماس الكهربائي، مشيراً إلى أن الجزء الثاني حرائق متعمدة بفعل فاعل، والثالث حرائق الناتجة عن الإهمال وعبث الأطفال، والرابع أعقاب السجائر.

اقتصاد عربي
عطلة عيد الأضحى تنعش اقتصاد كردستان العراق
واندلع عدد كبير من الحرائق في مراكز تجارية ومخازن تضم مواد أولية وتجارية في مختلف المحافظات العراقية، وكان النصيب الأكبر للأسواق الرئيسية في العاصمة، فضلاً عن وقوع عدد من الحرائق في محافظات البصرة وميسان وذي قار وبابل وكركوك.
وحسب مسؤول في مديرية الدفاع المدني، لـ”العربي الجديد”، فإن عدداً من الحرائق اندلعت في مخازن تجارية وأخرى للمواد الاحتياطية ومحطات تعبئة الوقود، في العاصمة بغداد خلال هذا الأسبوع، فيما اندلع عدد من الحرائق في محافظات جنوبية.
وأضاف المسؤول، طالبا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح، أن حرائق أخرى اندلعت في محافظة كركوك، استهدفت مزارع وبساتين ومحاصيل الحنطة والشعير، وخلفت عدد من وفيات وإصابات وحالات اختناق، كما خلّفت أضراراً مادية جسيمة، مفيداً بأن عدداً من العمال الأجانب والمواطنين لقوا مصرعهم في حرائق منفصلة نشبت في عدد من المخازن التجارية والمناطق الصناعية في العاصمة بغداد.
وأوضح عدم وجود إحصائية رسمية بعدد الوفيات والخسائر الناجمة عن الحرائق، بسبب عدم وجود قواعد بيانات متطورة تُحصي الخسائر بطرق علمية حديثة.
وأشار إلى أن هناك حوادث مفتعلة، وأخرى بسبب العوامل البيئية والطبيعية، فيما سجلت حالات بسبب الإهمال المتعمد.

العراق
اقتصاد عربي
التقنين يخنق العراق: أزمة الكهرباء تتجدد مع ارتفاع الحرارة
وأضاف أن الحكومة خصصت أخيراً 50 مليار دينار عراقي لتشكيل مفارز جديدة من فرق الدفاع المدني في عدد من مناطق العاصمة بغداد، وإنشاء مقرات مناسبة و توزيع المفارز بحسب المناطق المرشحة لوقوع الحرائق.

انعكاسات اقتصادية

قال الباحث الاقتصادي، علي العامري، إن الحرائق في العراق تسببت بوقوع خسائر مادية كبيرة تمثلت باحتراق عدد من المزارع والبساتين والمراكز والمخازن والمحال التجارية، تقدر بملايين الدولارات، فضلاً عن حالات منافسة غير قانونية بين عدد من التجار تنتج عن محاولة إيقاع الخسائر بينهم من خلال الحرائق.
وأضاف العامري، أن الحرائق ينعكس تأثيرها اقتصادياً بشكل مباشر على التجارة والسياحة، فضلاً عن تعطيل المصالح العامة.
وبين العامري، أن قلة التوعية والإرشاد، وضعف إجراءات ووسائل السلامة كان لها دور كبير في تزايد معدلات حوادث الحرائق في العراق، فضلاً عن الضعف الرقابي وتجاهل تطبيق القوانين بشكل صارم لضمان سلامة الجميع.
وأفاد، أن هناك أيادٍ تعمل على افتعال الحرائق من خلال استهداف المزارع بهدف قمع الإنتاج المحلي والاستمرار في عمليات الاستيراد من الخارج، من أجل تحصيل مكاسب مالية وتحقيقاً لأجندات ورغبات خارجية.