بريطانيا.. هل يعيد حزب العمال اقتصادا متينا مع الاتحاد الأوروبي؟

بريطانيا.. هل يعيد حزب العمال اقتصادا متينا مع الاتحاد الأوروبي؟

بكثير من الثقة، استهل رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، حديثه للإعلام بالتعهد أمام المواطنين بالوصول إلى اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي.

ولم يكتف ستارمر – زعيم حزب العمال – بالتعهد بالتوصل إلى اتفاقية تجارة عادلة لمواطني بلاده، بل أكد سعيه على تحسين صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومنذ الأحد، شرع ستارمر في جولة لمدة يومين في المملكة المتحدة واصفًا إياها بـ “إعادة ضبط فورية” مع حكومات أسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز.

اتفاق تجارة أفضل
وفي بلفاست، تناول ستارمر قواعد التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلاً: “نعتقد أننا نستطيع الحصول على صفقة أفضل من الصفقة الفاشلة التي جلبها بوريس جونسون إلى الوطن”، بحسب تصريح متلفز له.

وشدد على أهمية إجراء تغييرات أولاً بموجب الاتفاق الحالي لبناء الثقة مع الاتحاد الأوروبي، وأضاف: “لن نتمكن من تحسين علاقتنا ما لم نظهر التزامنا بالاتفاقيات التي تم وضعها بالفعل”.

ويستبعد حزب العمال إعادة الانضمام إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الجمركي، لكنه يهدف إلى تقليل الحواجز التجارية مع الكتلة المكونة من 27 دولة، والتي انسحبت منها بريطانيا في 2020.

ويرى حزب العمال أن إعادة بناء العلاقات مع بروكسل، تتطلب من حكومة المملكة المتحدة أولاً احترام الاتفاقيات القائمة، وليس انتهاكها كما حدث في عهد المحافظين.

سنوات من التقشف
وفي خضم التحديات الاقتصادية من الإدارات السابقة، تواجه حكومة ستارمر استياء عاما بعد سنوات من حكم المحافظين التي اتسمت بالتقشف المالي وخفض الخدمات.

وكانت نتيجة الانتخابات الأسبوع الماضي، رد فعل الناخبين على التأثير التراكمي لبرنامج التقشف الذي مارسته الحكومات السابقة.

فالمملكة المتحدة تعاني من ضغوط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي ارتفع الطلب عليها بنسبة 1700 بالمئة في آخر 14 عاما من سلطة المحافظين.

بينما شهدت البلاد منذ 2022، عشرات حالات الإضراب عن العمل، في قطاعات حيوية، كالصحة، والنقل البري والجوي والسكك الحديدية، عدا عن ارتفاع استخدام المواطنين لبنوك الطعام بنسبة 5000 بالمئة بآخر 14 عاما.

أرقام رئيسة
وتتمحور إعادة بناء العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الصادرات نحو التكتل على وجه الخصوص، والتي تراجعت بأكثر من 18 بالمئة في السنوات التي أعقبت الخروج، بحسب بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبية “يوروستات”.

قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي كان متوسط الصادرات البريطانية 100 مليار جنيه إسترليني (124 مليار دولار)، سنويا، لكن الرقم تراجع إلى قرابة 104 مليارات دولار لاحقا، وفق “يوروستات”.

وبينما بدأت المملكة المتحدة التوسع في علاقاتها التجارية خارج الاتحاد الأوروبي، إلا أن العلاقة التجارية مع التكتل، تبقى استراتيجية، بسبب القرب الجغرافي، وفهم حاجة أسواقها.

والجمعة، تولى زعيم “حزب العمال” كير ستارمر، رسميًا منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة بعد أن تم تعيينه من قبل الملك تشارلز الثالث، إثر فوز الحزب في الانتخابات.

وقال: “إن البلاد صوتت بشكل حاسم لصالح التغيير والتجديد الوطني وعودة السياسة إلى الخدمة العامة”.

وفاز “حزب العمال” بأغلبية المقاعد في مجلس العموم منهيا 14 سنة من حكم حزب “المحافظين”.

وفي انتخابات الخميس، تمكن حزب العمال من الفوز بـ 412 مقعداً من مجلس العموم (الغرفة الثانية للبرلمان) المكون من 650 مقعدًا.

وبحسب الاستطلاع، حصد حزب المحافظين 121 مقعدا بعدما فاز في الانتخابات الماضية بـ 365 مقعدا.

(الأناضول)