هل حصل أردوغان على ضوء قطري أخضر لدعوة الأسد

هل حصل أردوغان على ضوء قطري أخضر لدعوة الأسد

لندن- رجحت أوساط عربية أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حصل على ضوء أخضر من قطر لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى زيارة تركيا بعد سنوات من القطيعة والعداء.

واعتبرت الأوساط ذاتها أن عودة أردوغان إلى تأكيد الدعوة بعد مرور أقل من أسبوعين على إثارة الموضوع تشير إلى حصوله على إشارات بشأن موافقة الأسد التي تكون قد تمت بعد التأكد من تحييد قطر التي رفضت ركوب قطار التطبيع مع دمشق قبل سنة ولم تؤيد عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

ولا يبدي الرئيس السوري تحمسا شديدا لاستعادة علاقاته السابقة مع تركيا، لكن تصريحات أردوغان المتتالية تعكس وجود تقدم في المفاوضات تجاه هذا الملف، ما يرجح دخول قطر على الخط خاصة مع غياب أي مؤشر على استعداد أنقرة لتنفيذ الشرط السوري المعلن والمتمثل في سحب تركيا قواتها من شمال سوريا.

◄ الأسد حريص على فك عقدة العناد القطري خاصة أن تحسين العلاقات مع السعودية لم ينعكس إيجابا على سوريا

كما أن تصريحات الأسد قبل أيام لم تشر إلى شرط سحب تركيا قواتها من سوريا؛ حيث اكتفى بالحديث عن انفتاح بلاده على المبادرات الهادفة إلى عودة العلاقات مع أنقرة المستندة إلى سيادة الدولة السورية وضرورة محاربة كل التنظيمات الإرهابية.

ويقول مراقبون إن الأسد حريص على فك عقدة العناد القطري ولو عن طريق الأتراك، خاصة أن تحسين العلاقات مع السعودية لم ينعكس بشكل إيجابي على وضع سوريا السياسي والاقتصادي، لافتين إلى أن المستفيد من تحسين العلاقات بين الرياض ودمشق هو السعودية لأنها تغلق باب الالتزامات مع فصائل المعارضة، وتترك النظام السوري أمام مسؤولية مواجهة تهريب المخدرات المصنعة في سوريا -مثل الكبتاغون- والمتجهة إلى السعودية.

وفي العام الماضي قاومت قطر الجهود التي قادتها السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية وبررت رفضها، رغم موافقة أغلب الدول العربية، بأن أسباب تجميد عضوية دمشق مازالت قائمة ولا ترى مؤشرات تحفزها على تغيير موقفها.

لكن مراقبين عدوا رفضها حينئذ نوعا من التريث، معتبرين أنها ستحذو حذو جيرانها الخليجيين وبقية الدول العربية في الوقت الذي تراه مناسبا.

ولعبت قطر دورا كبيرا في الأزمة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري وأدى تدخلها إلى خروج الاحتجاجات على النظام السوري عن مسارها المدني بعد عسكرة أجسام الثورة التي هيمن عليها الإسلاميون. ورغم هزيمة المعارضة بعد التدخل الروسي في سوريا إلا أن المعارضة المدعومة من قطر وتركيا مازالت تسيطر على بعض الجيوب في الشمال.

وكثيرا ما تقاطعت مصالح تركيا وقطر في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في 2011. وتؤيد الدوحة الهجمات العسكرية التي تنفذها أنقرة في شمال سوريا ضد الأكراد.

وقال الرئيس التركي الأحد إن أنقرة ستوجه إلى نظيره السوري دعوة “في أي وقت” لإجراء محادثات من أجل استعادة العلاقات بين البلدين الجارين.

ونقل بيان من الرئاسة عن أردوغان قوله في مقابلة مع وسائل إعلام تركية “سنوجه دعوتنا (إلى الأسد). بهذه الدعوة نريد إعادة العلاقات التركية – السورية إلى المستوى نفسه الذي كانت عليه في الماضي. دعوتنا قد توجه في أي وقت”.

وقطعت أنقرة علاقاتها مع دمشق في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، والتي دعمت فيها تركيا مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالأسد.

كما نفذت عدة عمليات عسكرية عبر الحدود ضد مسلحين تقول إنهم يهددون أمنها القومي، وأقامت “منطقة آمنة” في شمال سوريا تتمركز فيها قوات تركية حاليا.

ويواجه أردوغان أوضاعا ضاغطة داخليا من المعارضة لإعادة العلاقات مع سوريا وحل مشكلة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم 3 ملايين لاجئ مقيم في تركيا، لاسيما مع تزايد مشاكلهم واشتباكهم مع الأتراك، بالإضافة إلى السعي للتنسيق والتعاون مع دمشق لحل أزمة التنظيمات الكردية المسلحة شمال سوريا والتي تعتبرها تركيا خطرا على أمنها القومي.

ومساء الأول من يوليو الجاري شهد أحد أحياء قيصري أحداث تحريض واستفزاز ضد سوريين وممتلكاتهم عقب ادعاءات تفيد بتحرش سوري بطفلة سوريّة من أقاربه.

وتلت أحداث قيصري أعمال عنف واعتداءات على مبان إدارية وعلى العلم التركي في المناطق المحررة شمالي سوريا.

وتعليقا على ذلك قال الرئيس التركي إنه “من العجز اللجوء إلى الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع”.

العرب