يتوقع مقال في “إندبندنت التركية” أن يؤدي تولي السياسي الإصلاحي مسعود بزشكيان منصب الرئيس في إيران إلى تأثيرات إقليمية وعالمية كبيرة، مع إمكانية تحسين العلاقات مع الغرب، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وتحسين حياة الإيرانيين.
وقال كاتب المقال سركان يلدز، إن إيران تلعب دورا مهما في الشرق الأوسط نظرا لموقعها الجغرافي، وتاريخها، وتراثها الثقافي، ومواردها الطبيعية (خصوصا النفط والغاز الطبيعي). وكواحدة من مراكز الإسلام الشيعي، وبفضل قدراتها العسكرية القوية؛ فإنها تساهم في تشكيل ديناميكيات المنطقة.توازنات المنطقة
وأوضح أن لطهران تأثيرا كبيرا في دول مثل سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن من خلال دعمها لجماعات مثل حزب الله ومليشيات شيعية أخرى، لذلك فإن أي تغيير سياسي في إيران يمكن أن يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الأوضاع في هذه الدول وعلى توازنات المنطقة بشكل عام.
وأشار يلدز إلى دور منصب رئيس الجمهورية في إيران في تشكيل السياسة الخارجية للبلاد؛ حيث إن رؤية الرئيس وإستراتيجياته في السياسة الخارجية يمكن أن تكون حاسمة في علاقات إيران الدولية. مضيفا أنه وعلى الرغم من أن القرارات النهائية عادة ما تنتظر الموافقة من قبل المرشد الأعلى والمسؤولين الكبار الآخرين، إلا أن نهج الرئيس يؤثر بشكل كبير على أجندة السياسة الخارجية لإيران.
البرنامج النووي
وقال الكاتب التركي إن خطوات إيران الجادة بخصوص برنامجها النووي تؤثر بشكل كبير على منافسيها الإقليميين وعلى القوى العالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين. كما أن الإصلاحات أو التشديدات في السياسات الداخلية لإيران تتم متابعتها عن كثب من قبل الدول الحليفة والخصوم في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تغييرات في سياسات هذه الدول.
وأكد أن بزشكيان معروف بدعمه للحوار والتعاون، وقد يسعى لإعادة تفعيل الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة لاحقا، ومثل هذا النهج يمكن أن يساعد إيران في التخلص من العقوبات الاقتصادية الدولية وإعادة دمجها في النظام التجاري العالمي، وتقليل التوترات مع دول أخرى في المنطقة.
موارد الطاقة
ونوه الكاتب سركان يلدز إلى أن تحسين الوصول إلى الأسواق العالمية لموارد الطاقة الإيرانية قد يؤدي إلى خفض أسعار الطاقة عالميا، مما ينعكس إيجابا على اقتصادات الدول المستوردة للطاقة ويحفز النمو الاقتصادي. كما يمكن أن تؤدي زيادة إيرادات الطاقة إلى تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية والصناعة في إيران، مما يسهم في التنمية الاقتصادية الإقليمية.
وفي سياق مقاله أكد الكاتب أن انتخاب زعيم إصلاحي مثل بزشكيان يمكن أن يؤدي إلى سياسات أكثر تسامحا في مجالات حقوق الإنسان والحرية، مما يشجع مطالب مشابهة في الدول المجاورة. فالإصلاحات المحتملة في إيران، مثل تعزيز حقوق المرأة وحرية الصحافة وتقوية المجتمع المدني، يمكن أن تلهم الشباب والمنظمات المدنية في الدول الأخرى للمطالبة بالمزيد من الحقوق والحريات.
وأفاد الكاتب أن نتائج الانتخابات الأخيرة، والتي شهدت دعما كبيرا لبزشكيان، تعكس رغبة الشعب الإيراني في تحقيق السلام والاستقرار وتحسين جودة حياته بعد فترة طويلة من الصعوبات الاقتصادية والعزلة الدولية والصراعات الإقليمية.