ما تشهده منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي من أحداث ووقائع جسيمة وصراعات سياسية وموجهات عسكرية، ألقت بظلالها على العديد من بلدان المنطقة ومنها العراق، كونه من الأقطار العربية التي لها مكانتها السياسية وموقعها الجغرافي وآثرها في الاقتصاد العالمي، ولكن ما يؤثر على الواقع الأمني والاستقرار المجتمعي في العراق، أن هناك ازدواجية واضحة في كيفية معالجة المواقف التي تتأخذ حيال الأزمات التي تمر بها المنطقة ومنها الصراع العربي الإسرائيلي والمواجهات المستمرة في الأراضي الفلسطينية، ورغم المواقف المبدئية التي اتخذتها الحكومة العراقية في المؤتمر العربي الإسلامي التي عقد في العاصمة العربية ( الرياض) في الحادي عشر من تشرين ثاني 2024، وهي امتداد للمواقف التي تتعلق بمستقبل الشعب الفلسطيني وجميع الدعوات التي يؤكد عليها العراق في الدولية والإقليمية والعربية.
إلا أن هناك من يحاول التأثير على حالة الاستقرار السياسي والوضع الأمني في الميدان العراقي ويجعل من أرضه مرتعًا لتصفية الحسابات السياسية وتحقيق الأهداف والغايات الإقليمية التي تتبناها مشاريع سياسية على حساب حياة ومستقبل ابناء الشعب العراقي، وزجه في معترك مواجهات وعمليات عسكرية، غايتها خدمة الأهداف الإقليمية وتحقيق المكاسب الأمنية والمنافع الذاتية.
أن ما تقوم به بعض الفصائل المسلحة باستخدام أرض العراق ضمن إطار ( وحدة المساحات) والاسناد المعنوي إنما يؤدي إلى مواجهات حقيقية ستطال الشعب العراقي ويكون لها تأثيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي عليه، وقد يعرض أمن العراق إلى الاستهداف والتفكك الداخلي.
ان الدعوات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر هذه الأيام حول استهداف العراق عبر الرسالة التي ارسلها لمجلس الأمن الدولي يشرح فيها ما تقوم به هذه الفصائل معتبرًا اياها انها تشكل تهديدًا للعمق الإسرائيلي، ومهددًا باستخدام القوة العسكرية في الرد على مكامن ومواقع الضربات التي تطال المواقع العسكرية والاقتصادي في الداخل الإسرائيلي، ويحمل الحكومة العراقية المسؤولية التامة في اتخاذ إجراءاتها ووقف العمليات العسكرية من أراضيها.
يأتي الموقف الإسرائيلي مع طبيعة التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية الجنوب اللبناني والميدان السوري، والسعي لجعل العراق ساحة تكتمل فيه عملية تنفيذ المشاريع الإقليمية وفق الأهداف والمعطيات التي تسعى إليها الدول المعنية بالصراع القائم، وتصفية حساباتها وتحقيق غايتها وسيكون الهدف الرئيسي تحقيق مألات ما تصبو اليه أطراف الصراع..
ان المشروعين الإيراني و الإسرائيلي كفيلان بتهديد أمن وسلامة العراق ومستقبل شعبه، ويعتبر ان العراق الحلقة الأوسع والأهم في طبيعة أهدافها وغايتهما التي يتنافسان بها على السيطرة على مقاليد الأوضاع في المنطقة ضمن متغيرات سياسية قادمة ورؤيا ميدانية تهم منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي مع بداية تسلم الرئيس الأمريكي القادم دونالد لادارة البلاد في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية