العراق فقد 15 ألف قطعة أثرية منذ 2003

العراق فقد 15 ألف قطعة أثرية منذ 2003

آثار العراق
أعلنت مصادر قضائية عراقية، اليوم، أن البلاد فقدت 15 ألف قطعة أثرية منذ عام 2003 شملت تماثيل حجرية وكنوزاً يعود أغلبها للعصر الأكدي (2161 – 2371 ق. م) وقال قاضي محكمة غسيل الأموال والجريمة الاقتصادية، سهيل نجم، في تصريح صحافي، إن “العراق فقد 15 ألف قطعة أثرية كانت قد سرقت إبان احتلال البلاد عام 2003، بعضها تماثيل حجرية وأخرى خشبية تعود للعصر الأكدي”.

وأضاف نجم “هناك مخاطبات مستمرة وملفات استرداد أنشئت لاستعادة تلك الآثار، بعضها يوجد في إيطاليا، ويضم 88 رقيماً طينبياً ورسائل تعود للسلالة الأكدية، أعلنت عنها جامعة روما عام 2006، والمخاطبات مستمرة مع الجانب الإيطالي لاسترداد تلك الآثار”.

وكان خبراء كشفوا لـ”العربي الجديد” في تصريحات سابقة أن “عصابات سرقة الآثار نشطت خلال عامي 2014- 2015 بشكل غير مسبوق ونهبت كنوزاً غارقة في القدم تعود للسلالات السومرية والأكدية في أكثر من 765 موقعاً أثرياً جنوب البلاد. ويقدر العلماء تلك المواقع بأكثر من 100 ألف موقع أثري، اكتشف منها، حتى الآن، 5% فقط يعود تأريخها لنحو 10 آلاف عام وتعود للحضارات البابلية والسومرية والآشورية مروراً بالعصر الإسلامي العباسي ثم العثماني.

وجرت عمليات سرقة الآثار قبيل احتلال البلاد من القوات الأميركية عام 2003 بشكل منظم ازدادت نسبتها خلال فترة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منذ مطلع 2014 وحتى اليوم بحسب الخبراء. وألقت السلطات الأمنية العراقية القبض على مهربي آثار في أكتوبر الماضي بحوزتهم نسخة نادرة للتوراة، كانوا ينوون تهريبها خارج البلاد يعود تاريخها إلى 700 عام وتقدر قيمتها بنحو 50 مليون دولار.

واتهم مراقبون الجيش الأميركي بسرقة كنوز وآثار العراق بعمليات منظمة استهدفت المواقع الأثرية والمتاحف في العاصمة بغداد والمحافظات. وقال خبير الآثار العراقي، مزاحم العبيدي، إن” الجيش الأميركي كان يستخدم المواقع الأثرية كمعسكرات وقام بسرقات منظمة لكنوز غارقة في القدم وفتح الطريق أمام عصابات تهريب الآثار من البلاد ما أسفر عن سرقة آلاف القطع الأثرية النادرة”.

وكشف برلمانيون عراقيون عن قيام الجيش الأميركي بنهب المكتبة اليهودية الأثرية في العاصمة بغداد، والتي ظهرت في تل أبيب بعد أن سلمها الجيش الأميركي لجهاز الموساد الإسرائيلي بحسبهم. وذكر مدير المركز العراقي للتوثيق التاريخي، محمد الشيخ، في تصريحات صحافية سابقة أن”الجيش الأميركي سرق عام 2003 ثمانين مخطوطة يهودية، عمرها بين 200 – 300 عام، لتظهر في ما بعد في تل أبيب بعد نشر صحف إسرائيلية صوراً لتلك المخطوطات”.

وكانت أكبر فضيحة تهريب آثار في تاريخ العراق الحديث كشفها “مركز تارا” الأميركي، بعد تسلمه نسخاً نادرة من المخطوطات العراقية لصيانتها، تضم أقدم مخطوطة من التوراة في العالم والتي سلمها المركز لإسرائيل ما أثار ضجة واسعة في البلاد، ليكشف المركز في ما بعد أن “تسليمها لرجل يهودي جاء وفقاً لكتاب رسمي من الحكومة العراقية التي كان يرأسها نوري المالكي، كان بحوزته ومصدقاً من السفارة العراقية في واشنطن يسمح له بالحصول على تلك المخطوطة لينقلها الرجل اليهودي في ما بعد إلى تل أبيب، بعد أن كانت تخضع لعمليات صيانة لثمانية أشهر.

وفيما بعد جرى احتفال واسع في تل أبيب بحضور حاخامات يهود لاستقبال النسخة الأقدم في العالم للتوراة واتهم مختصون عراقيون رئيس الوزراء السابق، نوري الملكي، ببيع المخطوطة بخمسين مليون دولار لإسرائيل.

أحمد النعيمي
صحيفة العربي الجديد